اللواء محمد إبراهيم الدويري: هناك من يزوّر وعي الشعوب ويحرّض على مصر لتبرئة الاحتلال

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن بعض القوى التي تزعم دعمها للقضية الفلسطينية تمارس تضليلاً منهجياً للرأي العام، متجاهلة الحقائق، ومُحاولةً إلقاء اللوم على مصر، رغم أنها كانت ولا تزال حائط الصد الرئيسي في الدفاع عن غزة، ورفض تصفية القضية الفلسطينية.

 

وقال الدويري في مقال تحليلي نُشرته صحيفة الأهرام، اليوم، إن "ما يدفعني لطرح هذه الحقائق هو تصاعد حملات التحريض والمزايدات التي تستهدف الدولة المصرية، بينما الواقع يشير بوضوح إلى أن مصر هي الطرف الوحيد الذي لم يتخل عن التزامه السياسي والإنساني تجاه غزة، حتى في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت بها آلة الحرب الإسرائيلية".

 

وأوضح أن مصر لم تكن طرفًا في اتفاق المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 2005، ومع ذلك حافظت على إبقاء معبر رفح مفتوحًا كلما سمحت الظروف الميدانية. وأضاف: "من يزعم أن مصر تغلق المعبر يتجاهل أن إسرائيل دمرت المعبر من الداخل وتحتله منذ أكثر من عام، وبالتالي لا يمكن العبور إلا إذا فُتح من الجهة الفلسطينية".

 

وأشار اللواء الدويري إلى أن القاهرة قادت مفاوضات التهدئة في جميع الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ عام 2008، وكانت أول من طرح رؤية متكاملة للحل، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا في أكتوبر 2023 إلى مؤتمر دولي للسلام بحضور 34 دولة، وقدم خريطة طريق خماسية ما تزال مرجعًا للمفاوضات الجارية حتى اليوم.

 

وانتقد الدويري محاولات البعض تزييف الوعي وتحويل الصراع من مواجهة الاحتلال إلى تصفية حسابات مع مصر، قائلاً: "ليست هذه مواقف عن جهل، بل اختيارات سياسية تخدم، بشكل مباشر أو غير مباشر، رواية الاحتلال".