أمل غريب تكتب: أذرع الإخوان الإعلامية.. كيف تروّج الأكاذيب وتستهدف وعي المصريين؟

الإثنين، 11 أغسطس 2025 07:16 م
أمل غريب تكتب: أذرع الإخوان الإعلامية.. كيف تروّج الأكاذيب وتستهدف وعي المصريين؟
أمل غريب

منذ سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر عام 2013، لم تتوقف عن محاولة العودة للمشهد السياسي عبر عددة أدوات، كان الإعلام أحد أخطرها وأكثرها تأثيراً، حيث استطاعت الجماعة إطلاق شبكة واسعة من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تعمل جميعها وفق أجندة واحدة، هي تشويه صورة الدولة المصرية، وبث الفتن وإثارة الشكوك في المؤسسات الوطنية، خاصة مؤسستي الجيش والشرطة.

 

منصات في الخارج.. تمويل مشبوه وأجندات واضحة

بعد انتقال قيادات جماعة الإخوان الإرهابية إلى الخارج، في أعقاب ثورة 30 يونيه، أسسوا عدة قنوات فضائية تبث على مدار الساعة، منها «مكملين والشرق ووطن»، ثم أتبعوها مؤخرا بقناة «الشعوب»، لتكون منصات إعلامية تروج لرواية الإخوان عن الأحداث في مصر.

وتتلقى هذه القنوات تمويلاً مباشراً أو غير مباشر من جهات داعمة لجماعة الإخوان، وتٌبث من داخل بعض الدول، والتي تقدم لها شتى أنواع الدعم اللوجستي والإعلامي، كما أنها تدار من غرف أخبار يشرف عليها إعلاميون موالون للفكر الإخواني، مهمتهم الأساسية هي صناعة الأخبار المضللة، وانتقاء الصور والمقاطع التي تعزز خطابهم التحريضي.

 

إشعال حروب الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي

لم تعد القنوات الفضائية وحدها كافية، فالجماعة أدركت أن معركة الوعي اليوم تُحسم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، «فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، وانستجرام، وتيك توك»، لهذا أنشأت «اللجان الإلكترونية»، التي أنشأت آلاف الحسابات الوهمية والحقيقية، ركزت مهمتها على إطلاق الشائعات بكثافة، وإعادة تدوير الأخبار القديمة أو المقتطعة من سياقها وربطها بالأحداث الجارية، ونشر الأكاذيب، إلا أن هذه اللجان تعتمد بشكل كلي على تقنيات «التريند المصطنع»، لفرض قضايا معينة على الرأي العام المصري، غير حقيقية، بل وصلت إلى حد فبركة أحداث واختلاق وقائع كاذبة، من أجل تزييف وعي المصريين.

 

استهداف الرموز والمؤسسات

تعمل الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية، على توجيه سهامها نحو المؤسسات السيادية المصرية، وعلى رأسها الجيش والشرطة والقضاء، بهدف ضرب الثقة بين الشعب وهذه المؤسسات الوطنية، وتجيشهم ضدها وشحنهم معنويا بشكل سلبي، فضلا عن ضلوع الجماعة في شن حملات تشويه ضد شخصيات عامة ومسؤولين حكوميين، مستخدمة أسلوب «التسريبات» المفبركة، والتي تعتمد فيها على أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة، كذلك المعلومات المجهولة المصدر لإثارة البلبلة وإضعاف الروح المعنوية للمواطنين ونشر اليأس والإحباط بينهم.

 

خطاب الكراهية والتحريض

يختلط خطاب جماعة الإخوان الإعلامي، بين التحريض المباشر على الدولة المصرية ومؤسساتها، والدعوة إلى الفوضى تحت شعارات براقة مثل «الحرية، والديمقراطية»، حتى أن هذا الخطاب كثيراً ما تجاوز النقد السياسي إلى نشر الكراهية والانقسام بين فئات الشعب، من خلال إثارة النعرات الدينية والاجتماعية والطبقية، بل وتصوير الأزمات الاقتصادية والسياسية كإنها دليل على «فشل الدولة» بشكل كامل.

 

كيف تروج جماعة الإخوان الشائعات

شائعة انهيار سد النهضة:

روجت قنوات جماعة الإخوان، أن مصر أخفت "كارثة وشيكة" بانهيار سد النهضة، خلال المفاوضات مع إثيوبيا، إلا أن وزارة الموارد المائية، أكدت كذب  الصور المتداولة، وأوضحت أنها قديمة ومن دول أخرى.

شائعة بيع قناة السويس

ادعت المنصات الإخوانية أن الحكومة المصرية، وقعت اتفاقاً لبيع قناة السويس لشركات أجنبية، بينما نفت الهيئة العامة لقناة السويس، ذلك تماماً، وأوضحت أن الاتفاقيات تتعلق بتمويل مشروعات تطوير القناة فقط.

شائعة نقص السلع الأساسية قبل رمضان

تزعم صفحات جماعة الإخوان، اختفاء السلع الاستراتيجية «السكر، والزيت، والأرز» من الأسواق قبل كل موسم رمضاني، وفي المقابل تخرج وزارة التموين، وتفتح المخازن أمام وسائل الإعلام المحلية، لتصوير حجم المخزون الاستراتيجي، كما تضخ كميات كبيرة في الأسواق، ما يجهض الشائعة سريعاً.

 

الرد المصري.. واستراتيجيات المواجهة

في مواجهة هذه الحرب الإعلامية، التي تشنها جماعة الإخوان الإرهابية على مصر، تبنت الدولة المصرية عدة مسارات، للتصدي إلى كل هذه الأدوات التي تسخرها لإسقاط الدولة، حيث اختارت التوعية الإعلامية عبر حملات لشرح الحقائق وكشف الشائعات فور ظهورها، وتفعيل القوانين لملاحقة مروجي الأخبار الكاذبة في الداخل والخارج، وكذلك تعزيز الإعلام الوطني ليكون أكثر مهنية وفاعلية في نقل الصورة الحقيقية، والتعاون مع المنصات العالمية لتعقب الحسابات المضللة وإغلاقها.

لتبقى معركة الوعي واحدة من أخطر المعارك التي تخوضها مصر، حيث تدرك جماعة الإخوان، أن العودة عبر صناديق الاقتراع أو الشارع باتت مستحيلة، فيلجأون إلى التشويه المستمر وخلق الأزمات الوهمية، إلا أن الوعي الشعبي المصري، إلى جانب الجهود الإعلامية الرسمية والمستقلة، يظل حائط الذي تتحطم عليه كل هذه المحاولات، والحجر العثر الذي يعرقل كل مساعى الجماعة الإرهابية وداعميها في الخارج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق