مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد العذراء مريم بكنيستها بشبرا
السبت، 16 أغسطس 2025 01:10 م
تحت رعاية البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، احتفلت صباح اليوم، كنيسة السيدة العذراء، بقبة الهواء، بشبرا، بعيد انتقال أمنا مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء.
وبدأ الاحتفال بتلاوة أسرار المسبحة الوردية، ثم ترأس نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهى، بمشاركة الأب ميشيل ألفى، راعى الكنيسة، والأب بطرس يوسف.
وألقى الأب المطران عظة الذبيحة الإلهية، مهنئًا جميع الحاضرين بعيد انتقال القديسة مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، ثم تأمل نيافته حول هذه المناسبة قائلًا: هناك كلمات في حياتنا لا تتعدى الحروف القليلة، لكنها تترك أثرًا أعمق من مجلدات الكتب. كلمة "نَعَم" التى قالتها العذراء مريم للملاك جبرائيل، لم تكن مجرد موافقة على رسالة، بل كانت فتحًا لباب الخلاص للعالم كله. هذه الكلمة كانت ثمرة قلب ممتلئ بالإيمان، وعقل مطيع لمشيئة الله، ونفس مستعدة أن تتحمل كل التبعات ."فَقَالَتْ مَرْيَمُ: هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو 1: 38).
وأضاف صاحب النيافة: لم تكن "نَعَم" وليدة لحظة فقط، لكنها نتيجة حياة طويلة من التهيئة الروحية في بيت متواضع في الناصرة، وسط حياة بسيطة وصمت عميق، كما قال داود النبي في المزمور: "هيأت قلبي يا الله"، مريم أيضًا هيأت قلبها بالمعرفة، والشركة مع الله، حتى جاءت اللحظة المصيرية.
وتابع الأنبا توما تأمله قائلًا: نَعَم مريم كانت نَعَم في الإيمان قبل الفهم، الملاك أخبرها بأمر يفوق العقل البشري: الحبل بدون رجل، لكنها اختارت أن تثق في قدرة الله، لا في المنطق البشري.
واستكمل مطران إيبارشية سوهاج عظته: إبراهيم أيضًا قال "نَعَم"، عندما طُلب منه أن يترك أرضه وعشيرته إلى أرض لا يعرفها. الإيمان الحقيقي يبدأ عندما تنتهي قدرتنا على الفهم.
وأكد نيافة الأنبا توما أن "نعم" التي قالتها السيدة العذراء كانت بذرة الخلاص التي نمت، حتى حملت لنا المسيح، لأن كل مرة نقول "نَعَم" لمشيئة الله، نحن نسمح لشيء جديد أن يولد في حياتنا، وحياة الآخرين.
واختتم الأب المطران تأمله الروحي قائلًا: فلنطلب من الرب اليوم قلبًا مثل قلب مريم، ليقول في كل موقف: هأنذا عبدك يا رب، ليكن لي كقولك".
تضمن القداس الإلهي أيضًا أيضًا التطواف الاحتفالي بأيقونة، وتمثال السيدة العذراء، كما قدم كورال أسرة القديس يوسف، عددًا من الترانيم المريمية المتنوعة.