باحثة بمرصد الأزهر: الدولة في الإسلام بنية مؤسسية متكاملة لا حالة فوضوية

السبت، 16 أغسطس 2025 03:00 م
باحثة بمرصد الأزهر: الدولة في الإسلام بنية مؤسسية متكاملة لا حالة فوضوية
منال القاضي

قالت الدكتورة شيماء سيد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه منذ تأسيس الدولة الإسلامية أنشأ النبي صلى الله عليه وسلم مؤسسات مدنية فاعلة، حيث كان المسجد أول هذه المؤسسات، جامعًا بين الدور الديني والاجتماعي والسياسي، وكان بمثابة برلمان تُتخذ فيه القرارات كما حدث في مشورة الصحابة بغزوة بدر، كما كان محكمة للفصل في النزاعات، وجامعة علمية لتعليم القرآن والعلوم، كما في حالة أصحاب الصفة الذين كانوا يقيمون في المسجد لطلب العلم.
 
وأضافت خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أسس أيضًا بيت المال باعتباره مؤسسة اقتصادية تهدف إلى التكافل الاجتماعي من خلال الزكاة والصدقات ونظام العطاء للفقراء والمحتاجين، وتوسع هذا النظام في عهد الخلفاء الراشدين. كما اهتم بالاستثمار العام مثل حفر الآبار وبناء الأسواق، ومن أبرزها سوق المنبر بالمدينة الذي أسسه ليكون بديلاً عن السوق الاحتكارية لبني قينقاع.
 
وأوضحت أن عصر الخلفاء الراشدين شهد توسعًا في دولة المؤسسات، فأنشئت الدواوين كمؤسسات إدارية، والمؤسسات القضائية، ونظام الحسبة كمؤسسة أمنية، والمؤسسة العسكرية كجيش نظامي، إضافة إلى نظام الولاية الذي يُشبه الإدارة المحلية.
 
وأكدت أن الدولة في الإسلام ليست فوضوية تعتمد على القوة، بل هي بنية مؤسسية تتطور وفق حاجات العصر، والإسلام ترك تفاصيلها لاجتهاد أهل كل زمان ومكان. وشددت على أن الإسلام لا يلغي القوة، بل يضبط استخدامها لتكون أداة لحماية الدولة ورد العدوان، مستشهدة بقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، موضحة أن الآية تدعو للإعداد كقوة ردع تحفظ السلم، لا كأداة لبث الخوف.
 
وأكدت الدكتورة شيماء سيد على أن دولة الإسلام الحقيقية تقوم على العدل والعلم وإحياء النفوس، لا على الجبر والجهل وإفناء الأرواح، فهي شجرة جذورها العدل وساقها الحوار وثمراتها الأمان، مشيرة إلى أن من لا يرى من الإسلام إلا السيف فقد حجب عن قلبه النور، وأن الدولة التي نؤمن بها تقوم على القيم والعهود والمؤسسات، مصداقًا لقوله تعالى: "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق