تل أبيب تشهد أكبر وأعنف احتجاجات منذ بدء الحرب على غزة.. مطالبات بوقف الحرب وتحرير الرهائن واعتقال 38 إسرائيلياً
الإثنين، 18 أغسطس 2025 03:16 م
هانم التمساح
تصاعدت موجة الغضب الشعبي في إسرائيل تجاه استمرار الحرب على غزة، حيث شهدت مدينة تل أبيب، مساء الأحد، واحدة من أكبر وأعنف الاحتجاجات منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهراً، بمشاركة عشرات الآلاف من المتظاهرين، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى تحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس ووقف العمليات العسكرية.
وأفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بأن منظمي الاحتجاج، وهم من عائلات الرهائن، قالوا إن مئات الآلاف شاركوا في المظاهرات، التي جاءت في أعقاب تزايد مشاعر الإحباط لدى الإسرائيليين من خطط الحكومة لشن هجوم عسكري جديد على مناطق شديدة الاكتظاظ في غزة، وهو ما يثير مخاوف من تعريض حياة الرهائن للخطر. ويُعتقد أن نحو 20 من أصل 50 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في قبضة حماس.
وقال يهودا كوهين، والد نمرود المحتجز في غزة:
"نعيش بين منظمة إرهابية تحتجز أطفالنا، وحكومة ترفض إطلاق سراحهم لأسباب سياسية".
وتوزع المتظاهرون على عشرات المواقع في تل أبيب، من بينها منازل مسؤولين حكوميين ومقار عسكرية، كما أغلقوا الطرقات وأشعلوا النيران. وأغلقت بعض المطاعم والمسارح أبوابها تضامناً مع مطالب المحتجين.
وفي المقابل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 38 متظاهراً خلال تفريق الاحتجاجات.
سياسياً، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً متزايدة من داخل ائتلافه الحاكم، في ظل مخاوف من تمرد سياسي قد يؤدي إلى إسقاط حكومته، خاصة من جانب الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعارض أي هدنة أو اتفاق مع حماس.
وقال نتنياهو في تصريحاته تعليقاً على الدعوات لوقف الحرب:
"من يطالبون اليوم بإنهاء الحرب دون هزيمة حماس لا يُقوّون موقف حماس ويُؤخّرون إطلاق سراح رهائننا فحسب، بل يضمنون أيضاً تكرار أهوال السابع من أكتوبر".
من جانبه، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مظاهرات الأحد بأنها:
"حملة ضارة تصب في مصلحة حماس، وتدفن الرهائن في الأنفاق، وتحاول دفع إسرائيل إلى الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها للخطر".
وتشير هذه التطورات إلى احتدام الانقسام الداخلي في إسرائيل بين تيارات تدفع نحو استمرار الحرب، وأخرى تطالب بوقفها حفاظاً على حياة المدنيين والرهائن، وسط تصاعد القلق من تداعيات سياسية وأمنية قد تعيد خلط أوراق المشهد الإسرائيلي بأكمله.