برلماني: مصر الحصن المنيع للقضية الفلسطينية
الإثنين، 18 أغسطس 2025 07:04 م
سامي سعيد
أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن الموقف المصري من التحركات الإسرائيلية الأخيرة بشأن وجود مشاورات مع بعض الدول لقبول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها، يكشف حقيقة مكانة القضية الفلسطينية لدى الدولة المصرية، وكيف أن القاهرة ستظل الحصن المنيع للقضية، في ضوء الرفض المصري القاطع لهذه السياسة الإسرائيلية المرفوضة شكلًا وموضوعًا، باعتبارها امتدادًا لمخططات الاحتلال الهادفة إلى إفراغ الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين، وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية برمتها.
وأضاف «أبوالفتوح»، إن مصر تتابع عن كثب هذه المحاولات المشبوهة، وقد أجرت اتصالات مباشرة مع الدول التي أشيع قبولها استقبال الفلسطينيين، وجميعها أكدت رفضها لهذه الطروحات غير الأخلاقية، وهذا ما يبرهن على أن الرواية الإسرائيلية لا تستهدف فقط خداع المجتمع الدولي، بل تسعى كذلك إلى تحميل دول المنطقة عبء جريمة تاريخية تتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، وتمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف الأربع، وترقى إلى جريمة حرب وتطهير عرقي مكتمل الأركان.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الدبلوماسية المصرية تتحرك بكل ثقلها لدعوة المجتمع الدولي، وجميع الدول إلى عدم الانخراط في هذا المخطط، لأن المشاركة فيها تمثل تورطًا في جريمة نكراء، وستترتب عليها مسؤولية تاريخية وقانونية جسيمة أمام العالم والأجيال القادمة، كما أن التورط في مثل هذه السياسات لن يؤدي سوى إلى مزيد من الفوضى وزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي، في وقت يحتاج فيه العالم إلى التكاتف من أجل السلام والأمن.
وأوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن التهجير القسري للشعب الفلسطيني لا تكمن خطورته فقط في انتهاك حقوق الإنسان، بل في محاولة اغتيال قضيته العادلة، منوهاً بأن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي زاخر بالجرائم البشعة، منذ النكبة الأولى التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، مرورًا بالحروب المتعاقبة، ووصولًا إلى المجازر الدموية التي ارتكبها الاحتلال في غزة والضفة الغربية، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء، كان معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل،
وشدد «أبوالفتوح»، على أن الحرب الأخيرة وحدها كشفت للعالم حجم الوحشية التي يمارسها الاحتلال، حيث اعتمد سياسة ممنهجة تقوم على القصف العشوائي والتجويع والحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، في انتهاك فج لكل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، ومع ذلك، لم تتخل مصر يومًا عن دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، ففتحت معابرها لإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وقادت جهودًا دبلوماسية حثيثة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين من آلة الحرب الإسرائيلية.