العمل من 5 فجرًا وحتى 12 ظهرًا بين الواقع والتنظير
الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:41 م
هيثم صلاح الدرس
طالعت مؤخرا، على مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعى، أن نائبة برلمانية قدمت مقترحا برلمانيا، يدعو إلى تعديل مواعيد العمل الرسمية، لتبدأ من الساعة الخامسة فجرًا، وتنتهي عند الثانية عشرة ظهرًا، بزعم التخفيف من تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الموظفين خلال أشهر الصيف.
هذا المقترح أثار جدلا واسعا في الأوساط الشعبية، وعلى منصات التواصل الاجتماعى.
فى نظرى، أن سنّ التشريعات المرتبطة بحياة الناس اليومية، يجب أن ينبع من الواقع، ويستند إلى دراسات ميدانية واستشارات مجتمعية حقيقية، لا أن يكون مجرد اجتهادات نظرية.
الكثيرون عبّروا عن استغرابهم من هذا الطرح، رغم أن الهدف المعلن منه، هو مراعاة الظروف المناخية الصعبة فى بعض المناطق، وهذا ما يجعلنى أطرح سؤالا جوهريا: ماذا يعنى العمل فى الساعة الخامسة فجرًا؟
هو يعنى بالضرورة أن على الموظف الاستيقاظ فى حدود الثالثة أو الرابعة صباحًا، وهو أمر غير عملى فى ظل غياب وسائل نقل عامة نشطة فى هذا التوقيت المبكر، فضلًا عن تعارضه مع نمط الحياة الأسرية، واحتياجات الأطفال فى المدارس، والأنشطة الاجتماعية والإنسانية المعتادة.
ويبقى السؤال الأهم: هل يُعقل أن تُحمَّل الأعباء مجددًا للمواطن، بدلًا من البحث عن حلول واقعية تحسّن من جودة بيئة العمل، فالتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة يتطلّب حلولًا جذرية، تتعلق بتطوير بيئات العمل، لا مجرد تغيير فى التوقيت.
إن مقارنتنا بالدول التى تعتمد مواعيد عمل مبكرة، كدول الخليج، هى مقارنة غير منطقية، لأن كل دولة ولها قواعدها وأنظمتها التي ليس من الضرورة أن تكون صالحة لدول أخرى.