من الجنجويد للدعم السريع.. دارفور تحت الإبادة والتجويع ..وسكان الفاشر يعيشون على علف الحيوانات
الأحد، 24 أغسطس 2025 01:23 م
هانم التمساح
تحمل إقليم دارفور السودانى سنوات من أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقى بدأتها ميليشيات الجنجويد الموالية لنظام عمر البشير منذ عقدين من الزمن وتواصلها الآن تحت مسمى "قوات الدعم السريع"، بعدما تحوّلوا من عصابات قبائلية، إلى ميليشيا ذى طابع عسكرى تحت مُسمّى قوات الدعم السريع .
ويعيش سكان الإقليم فى ظروف قاسية للغاية، خاصة مع استمرار ميليشيا الدعم السريع فرض سيطرتها على الإقليم، الذى سقط نحو 80% منه فى يد الدعم السريع، خاصة مدينة الفاشر، وعاصمة ولاية شمال دارفور، ظروفا إنسانية قاسية، فى ظل شح المواد الأساسية والسلع الضرورية، بسبب الحصار الذى تفرضه الدعم السريع على المدينة، المحاصرة منذ ما يزيد على العام.
و يمارس الدعم السريع، انتهاكات كبيرة بحق المدنيين فى دارفور، وبشكل خاص فى مدينة الفاشر، التى أصبحت فريسة للقصف العشوائى المستمر، الذى راح ضحيته الآلاف من المدنيين، كما تمارس أعمال السلب والنهب الذى طال الممتلكات الخاصة للمواطنين، وحملة اعتقالات واسعة تنفذها بحق المواطنين.
وبحسب تقارير أممية يرتكب عناصر الدعم السريع العديد من الانتهاكات الجنسية من قبل عناصر الدعم السريع بحق نساء دارفور، علاوة على أن العديد من المواطنين أكدوا أن القوات التابعة للدعم السريع ارتكبت انتهاكات جسيمة وتجاوزات خطيرة بحق المدنيين
و ذكرت تقارير صادرة عن برنامج الغذاء العالمى، أن العديد من سكان الفاشر، يعيشون على علف الحيوانات وبقايا الطعام، وبينما يواصل برنامج الأغذية العالمى تقديم دعم نقدى لحوالى ربع مليون شخص فى المدينة، مما يسمح لهم بشراء الطعام المتضائل فى الأسواق، فإن هذه المساعدة لا تتناسب مع الاحتياجات المتصاعدة.
وكان برنامج الأغذية العالمى، قد تلقى تصريحات من مفوضية العون الإنسانى فى بورتسودان للسماح لقافلة مساعدات إنسانية بالتقدم إلى الفاشر، لكن ميليشيا الدعم السريع، التى تحاصر الفاشر عاصمة شمال دارفور منذ شهور طويلة، لم تعلن موافقتها على مرور القافلة، ولم توافق على إيقاف القتال للسماح بدخول السلع والمساعدات الإنسانية للمدينة.
وقال مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور، فى بيان رسمى: «تقديراتنا الميدانية فى الفاشر تُشير إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88%».
و نشرت الأمم المتحدة، تقريرا لها فى بداية يوليو الماضى، وكشف التقرير أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة فى مواقع النزوح فى الفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وتعيش ولايات دارفور المختلفة، أوضاع غير مستقرة، وانفلات أمنى فى الكثير من المدن، كما تشهد ارتفاعا كبيرا فى أسعار السلع الأساسية، إلا أنها أفضل حالا من مدينة الفاشر فى جميع الأحوال.