دولة التلاوة تجوب المحافظات بحثاً عن "الجواهر والكنوز"

أختتمت الاحد الماضى فعاليات تصفيات مسابقة "دولة التلاوة" بمحافظة القاهرة، وبدأت في عدة محافظات، بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، لاختيار أفضل الأصوات في تلاوة كتاب الله عز وجل، وسط تغطية إعلامية موسعة.

وتستمر التصفيات حتى الأربعاء المقبل، 3 سبتمبر، عبر سبع مجموعات تشمل مختلف المحافظات، حيث تُجرى التصفيات في فرعي الترتيل والتجويد، ليتم اختيار 300 قارئ يتم تصفيتهم لاحقاً إلى 28 قارئاً، تمهيداً للمراحل النهائية.

وبدأت المسابقة من القاهرة، وتحديداً في مسجد عمر بن العاص، وشارك فيها متسابقى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية وبنى سويف والفيوم، واستمرت من 16 إلى 24 أغسطس.

وفى الإسكندرية وتحديداً بالمركز الثقافي الإسلامي بمحرم بك، بدأت المسابقة من 25 على 28 أغسطس، لمتسابقى الإسكندرية والبحيرة ومطروح.

ومن داخل مسجد النصر بإدارة شرق المنصورة، استضافت المسابقة المشاركين من محافظات الدقهلية والشرقية ودمياط من 23 إلى 27 أغسطس.

وفى أسيوط تم اختيار مسجد البقى، لاختبار متسابقو المنيا وأسيوط وسوهاج والوادى الجديد، من 30 أغسطس إلى 1 سبتمبر.

وفى مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، تم أجراء المسابقة للمشاركين من محافظات قنا والأقصر والبحر الأحمر وأسوان، يومى 27 و28 أغسطس.

وفى الإسماعيلية تم اختيار مسجد الإسماعيلى الشهير في المطافى لعقد المسابقة ليوم واحد "3 سبتمبر" للمشاركين من الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء.

ومن داخل المركز الثقافي الإسلامي بشبين الكوم في المنوفية، تم عقد المسابقة للمشاركين من الغربية والمنوفية وكفر الشيخ، من 30 أغسطس إلى 2 سبتمبر.

وتبدأ اللجان من الساعة التاسعة صباحاً، حتى التاسعة مساء، موزعة على 3 لجان يومياً.

الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، قال إن المسابقة ليست مجرد اختبار لحسن الحفظ، بل هي منصة لاكتشاف "الجواهر والكنوز" التي أودعها الله في حناجر ذهبية تفيض جمالًا وتبدع في تلاوة القرآن الكريم. وأضاف: "نريد لهذه المسابقة أن تكون أداة لاكتشاف خامات صوتية جديدة تليق بكتاب الله، وأن نرى نماذج متألقة من أبناء مصر يجمعون بين جمال الصوت وروح الأداء ليكونوا قدوة في ميدان التلاوة وفن خدمة القرآن".

وتعد مسابقة "دولة التلاوة الكبرى" واحدة من أبرز المبادرات النوعية التى أطلقتها وزارة الأوقاف مؤخرًا، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ضمن استراتيجية تهدف إلى إحياء فن التلاوة، وتعزيز مكانة القارئ المصرى عالميًا، وخلق بيئة تنافسية راقية تُعلى من شأن القرآن الكريم وتُكرّم أهله، كما تأتى المسابقة فى إطار دعم القوى الناعمة المصرية، وتعزيز دور مصر الإقليمى والدولى فى نشر رسالة القرآن الكريم، من خلال فرعين رئيسيين: التجويد والترتيل.

وتخضع مراحلها لمنافسات دقيقة تشرف عليها لجان علمية متخصصة من كبار العلماء والقراء، لاختيار أفضل المواهب على مستوى الجمهورية، وفق معايير رصينة تشمل: جودة الأداء، إتقان الأحكام، جمال الصوت، وسلامة التلاوة.

وحددت الأوقاف والشركة المتحدة جوائز المسابقة، وهى مليون جنيه لأفضل موهبة فى فرع التجويد، مليون جنيه لأفضل موهبة فى فرع الترتيل، 500 ألف جنيه للمركز الثانى فى كل فرع، و250 ألف جنيه للمركز الثالث فى كل فرع.

وقال الدكتور أسامة فخرى ، رئيس الإدارة المركزية لشئون القران الكريم والمساجد، إن مسابقة دولة التلاوة الكبرى ليست مجرد مسابقة، بل عرس قرآني بهيّ، يلتقي فيه أهل القرآن الكريم من كل مكان، يتسابقون لا على جوائز الدنيا فحسب، بل على شرف الاصطفاء، ورفعة الدرجات، مشيراً إلى أنه في هذه المسابقة تتلاقى الأصوات الحسنة من كل مكان في مصر، فيذوب الفارق بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، بين الريف والمدن، ليكون القرآن الكريم هو الرابط، وهو الروح، وهو اللحن الأعظم الذي يملأ القلوب بالسكينة.

وقال الشيخ محمد صالح حشاد نقيب القراء وعضو لجنة التحكيم بمسابقة دولة التلاوة أن الوزارة تأمل من هذه المسابقات إلى عودة دولة التلاوة، وستظل مصر منبرا عاليا شامخا لتلاوة القرآن الكريم، فالمتسابقون يتمتعون بصوت حسن وهذه المسابقة تؤكد على أن مصر كانت ومازالت وستظل رائدة فى التلاوة.

وتستضيف الإسكندرية التصفيات الخاصة بالمجموعة الثانية من المسابقة، بمشاركة نخبة من المتسابقين من محافظات: الإسكندرية، البحيرة، ومطروح، حيث يتنافس المشاركون من مختلف الفئات العمرية في تلاوة آيات الذكر الحكيم، أمام لجنة تحكيم متخصصة تضم نخبة من علماء القراءات وذوي الخبرة في هذا المجال.

وقال المتسابق محمد أنور غنام، أنه شارك بمسابقة "دولة التلاوة" بقسم التجويد، موضحا أن اللجنة انبهرت من الأداء الصوتي له، كما أنه تعلم وختم القرآن الكريم على يد والده الشيخ أنور غنام بأوقاف القليوبية، وحباه الله بصوت شجي، فعمل على تنمية تلك الموهبة بحفظ وختم القرآن الكريم، متمنيا الفوز بالمسابقة، كما أنه يتمني أن يكون سفيرا للقرآن الكريم بكل دول العالم.

كما كشف المتسابق أحمد محمد إسماعيل الذي أبدع في تلاوة مجودة بصوت جميل على هامش المسابقة، أنه تفاجأ بروعة التنظيم من قبل الوزارة، كما أن المسابقة شهدت اصوات شجية، موضحا أنه قدم في قسم التجويد بالمسابقة، ويتمني الفوز بالمسابقة ليحقق حلم أسرته بالمسابقة فور الإعلان عنها.

وقال الشيخ ياسر حلمي غياتي وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، إن الأوقاف كعادتها تقدم الأفضل من خلال مسابقة "دولة التلاوة الكبرى"، مؤكدا أنها ليست مجرد مسابقة، بل عرس قرآني يلتقي فيه أهل القرآن الكريم من كل مكان، يتسابقون لا على جوائز الدنيا فحسب، بل على شرف الاصطفاء، ورفعة الدرجات، حيث تتلاقى الأصوات الحسنة من كل مكان في مصر، ليكون القرآن الكريم هو الرابط والروح واللحن الأعظم الذي يملأ القلوب بالسكينة.