مطالبات بتطبيق "قرار محلب".. تفاصيل حالة الجدل بتقصير الطوارئ بعد وفاة عبير الأباصيري
الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025 06:33 م
تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، عقب أثارة الجدل حول ملابسات وفاة الإعلامية بالتليفزيون المصري عبير الأباصيري، في أعقاب اتهام مستشفى حكومي بالتقصير والإهمال في علاجها، ما تسبب في مضاعفات حادة انتهت بوفاتها قبل أيام.
وكانت إحدى زميلات الإعلامية الراحلة أكدت أن "مستشفى الهرم لم يوفر الرعاية اللازمة لـ"الأباصيري" بعد إصابتها بجلطة دماغية، إذ ظلت لساعات في قسم الاستقبال من دون تدخل طبي عاجل، قبل أن تدخل في غيبوبة انتهت بوفاتها"، وفق منشور لها على فيسبوك حظي بتداول واسع.
وتابعت من خلال منشور لها عبر صفحتها الرسمية، في ليلة الأربعاء الماضي أصيبت بجلطة في المخ ومن الواضح أن صحتها لم تسعفها أن تستنجد بأحد من اصدقائها فلجات لجارها الصغير فادي 16 سنة، والذي قام علي الفور بطلب الاسعاف التي بدورها قامت بنقلها لأقرب مستشفى لمسكنها بفيصل وهي مستشفى الهرم.
وأردفت ولأن مستشفى الهرم غير تابعه للتلفزيون المصري أو نقابة السينمائيين فرفضوا بكل جحود وانعدام ضمير و قسوة علاجها إلا بعد دفع 1400 جنيه لإذابة الجلطة وبداية العلاج ومن الواضح انها يا حبيبتي لم يكن معها هذا المبلغ او حتى مع الطفل.
حيرة طفل في إنقاذ عبير الاباصيري
واردفت قائلة : فاحتار فادي ماذا يفعل فتذكر إن معه في المدرسة زميل لهم والدته تعمل في التلفزيون المصري وهي السيدة الفاضلة هبة وحال وعرف هبة بالموضوع بدأت اتصالاتها بالكثير من الزملاء وعلى رأسهم نقابة السينمائيين والمحترم أسامة غريب وبالفعل وصلت له وروت لهم الموضوع وكانت جليسة الفراش مريضة فما كان مني إلا أن كتبت على الفيس أناشد الرعايه الطبية .... انجدوا عبير
واختتمت قائلة : مستشفى الهرم رموها اكثر من ست ساعات في الاستقبال بلا اي علاج وهذا ما أدى إلى تدهور حالتها ووصولها إلى الغيبوبة الكاملة.
على الجانب الأخر وزارة الصحة فتحت تحقيقاً عاجلاً للوقوف على حقيقة هذه الاتهامات، مشيرة إلى إنه تم تكليف إدارة المستشفى بإعداد تقرير مفصل يتضمن كافة الإجراءات الطبية التي خضعت لها "الأباصيري" فور دخولها، وتوقيت العلاج، على أن يعرض التقرير على لجنة طبية متخصصة للبت في مدى صحتها.
و الإعلامية الراحلة نُقلت إلى المستشفى يوم الأربعاء الماضي، وهي في حالة حرجة نتيجة انخفاض شديد في مستوى الأكسجين وتدهور في درجة الوعي، حيث بادر الفريق الطبي بإجراء سلسلة من الفحوصات والتحاليل الطبية لتقييم وضعها الصحي، قبل أن تنقل لاحقا إلى أحد المستشفيات الخاصة لمدة 3 أيام بناء على طلب أسرتها، غير أن حالتها شهدت مزيدا من التدهور انتهت بوفاتها.
مطالبات بتطبيق "قرار محلب"
كما شدد "المركز المصري للحق في الدواء" على ضرورة التحقيق في واقعة علاج الإعلامية عبير الأباصيري، داخل أحد المستشفيات العامة، وتحويل القضية إلى النيابة العامة، موضحا أن "مريض الجلطة يمكن إنقاذه بسهولة لو تم التدخل الطبي فورًا، أما تركه لساعات طويلة بلا علاج لعدم سداد جزء من تكلفة العلاج مقدمًا، فهو قرار قاسٍ ومجحف، يتكرر في المستشفيات العامة والخاصة على حد سواء".
وطالب المدير التنفيذي للمركز، محمود فؤاد، في تصريح صحفي بضرورة إصدار توجيهات للتأكيد على تطبيق قرار أصدره رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب عام 2014، والذي يُلزم جميع المستشفيات والمنشآت الطبية بتقديم العلاج المجاني لحالات الطوارئ والحوادث لمدة 48 ساعة.
وتابع فؤاد أن القرار يشدد على تلقي مرضى الطوارئ كافة الرعاية الطبية اللازمة، بما فيها إجراء العمليات خلال هذه الفترة، ثم نقل المريض إلى المكان المناسب بعد التنسيق مع الجهات الرسمية، على أن تخاطب المستشفى المجالس الطبية لتحصيل النفقات من الدولة.
ولفت إلى أن عدم تطبيق هذا القرار منذ 11 عاما تسبب في وفاة مواطنين آخرين، ودفع بآخرين إلى مواجهة صعوبات في التنقل بين المستشفيات في ظروف صحية حرجة، مطالبًا وزارة الصحة بإصدار تنبيه رسمي لكل المنشآت الصحية والجامعية بتنفيذه، واتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المقصرين حماية لأرواح المواطنين.
تفاصيل جولة مفاجئة لوزير الصحة
وتزامنت هذه الواقعة مع زيارة مفاجئة أجراها نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، خالد عبدالغفار، إلى مستشفى الهرم التخصصي بمحافظة الجيزة، مؤكدًا أن "الوزارة لن تتهاون مع أي تقصير يمس صحة وسلامة المواطن المصري".
وخلال الزيارة أصدر الوزير عدداً من التوجيهات العاجلة، شملت إعادة تنظيم العمل داخل قسم الطوارئ والاستقبال بصورة عاجلة، وإعادة توزيع المساحات بما يضمن انسيابية الخدمة، إلى جانب توفير أماكن انتظار مناسبة للمرضى وذويهم.
كما أبدى عبدالغفار "استياءه الشديد" من ضعف مستوى النظافة داخل المستشفى، وقرر إنهاء التعاقد فورا مع الشركة المسؤولة عن أعمال النظافة، وكذلك مع شركة الأمن المكلفة بتنظيم الدخول "بعد رصد تقصير واضح في أداء مهامها، أدى إلى تكدس المرافقين وعدم انتظام حركة الدخول"، وفق بيان للوزارة، وقرر الوزير عقد اجتماع عاجل مع مساعديه، لوضع جداول زمنية مُلزمة لإنهاء أعمال التطوير ورفع كفاءة المستشفى.