الأرقام الرسمية تكشف عمق مشكلة انخفاض المواليد في الصين، ففى عام 2024 تراجع عدد رياض الأطفال فى الصين بأكثر من 20 ألفا مقارنة بالعام السابق، بينما انخفض عدد الأطفال المسجلين بأكثر من 5 ملايين، وفى شنغهاى وحدها، تراجع عدد تلاميذ الصف الأول بنحو 30 ألفا، أى ما يقارب 15% عن العام الماضى، أما قوانغتشو فقد شهدت انخفاضا بنسبة 12% بتسجيل 240 ألف طفل، أى أقل بـ 32 ألف عن عام 2023، بحسب ما ذكر موقع scmp.
الخبراء يرون أن التأثير الأكبر للانخفاض السكانى سيظهر بشكل تدريجى، شيونغ بينجتشى، مدير معهد أبحاث التعليم فى القرن الحادى والعشرين، قال إن الانخفاض الحالى يتركز فى رياض الأطفال، لكن انعكاساته على المدارس الابتدائية ستصبح أوضح فى السنوات المقبلة.
وأشار شيونغ إلى أن تقلص أعداد الطلاب قد يشكل فرصة لتحسين جودة التعليم عبر تقليل حجم الفصول الدراسية، وأضاف أن العدد المثالى يتراوح بين 20 و25 طالبا فى الفصل، بينما يبلغ المتوسط الوطنى حاليا 38 طالبا فى الابتدائى و46 فى الإعدادى.
تراجع معدل المواليد فى الصين بدأ منذ عام 2016، حين سمحت الدولة بإنجاب طفلين لكل أسرة، لكن الأرقام واصلت الانخفاض حتى وصل معدل المواليد إلى 6.77 لكل ألف شخص فى 2024، أى نصف ما كان عليه فى 2016، ويذع هذا التراجع النظام التعليمى أمام واقع جديد، حيث تتقلص أعداد الطلاب بوتيرة غير مسبوقة فى تاريخ البلاد.