التعليم واليونيسف يعلنان نتائج دراسة «ضعف القراءة والكتابة»: 45% من التلاميذ يواجهون صعوبات

الإثنين، 08 سبتمبر 2025 12:07 م
التعليم واليونيسف يعلنان نتائج دراسة «ضعف القراءة والكتابة»: 45% من التلاميذ يواجهون صعوبات
إبراهيم الديب

شهدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فعاليات الاحتفالية الخاصة بالانتهاء من المرحلة الأولى من «البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية»، وإطلاق المرحلة الثانية، وذلك بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسيف، بحضور محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وقيادات الوزارة وعددا من المديريات التعليمية وممثلي المنظمة الدولية وعدد من الخبراء وأولياء الأمور، في إطار التوجه القومي للنهوض بجودة التعليم الأساسي حيث انطلقت الاحتفالية بالسلام الوطني.

وقال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم أن هذا البرنامج يتميز بخصوصية كونه تم إعداده مع المعلمين، لا من أجلهم فقط، فقد شارك المعلمون المصريون بنشاط في تصميم ومراجعة برنامج تنمية مهارات القراءة والكتابة بالتعاون مع اليونيسف، وبما أنهم ساهموا في صياغته، فإنهم يشعرون بالمسؤولية تجاهه، وبما أنهم يتبنون تطبيقه، فقد حقق النجاح.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة حشدت كل الموارد، من معلمين، وموجهين، والإدارات التعليمية بالمحافظات، ودمجت البرنامج في منصة التنمية المهنية المستمرة الخاصة بها، حيث أصبح تعليم مهارات القراءة والكتابة جزءًا من الهوية المهنية لمعلمينا، ومدمجًا في الممارسات اليومية وفي ثقافة مدارسنا، مؤكدًا أنه بالتعاون مع اليونيسف، عززنا هذه الجهود من خلال تطوير منهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثامن، لتقوية المهارات اللغوية الأساسية، كما قمنا بتجديد مناهج الدراسات الاجتماعية (للصفوف 4–8) واللغة الإنجليزية (من رياض الأطفال حتى الصف 12)، لضمان أن يتعلم كل طفل ضمن إطار مترابط، متدرج، ومتوافق مع المعايير العالمية.
 
كما أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن تنمية مهارات القراءة والكتابة هي المحور الأساسي الذي يربط بين جميع المواد، وجميع الصفوف، وجميع المتعلمين، قائلًا: "نعمل على تحسين بيئة التعلم من خلال خفض كثافة الفصول الدراسية وزيادة معدلات الحضور، فكل طفل يستحق مساحة يمكنه فيها التركيز والمشاركة والنمو، كما أن تقليل عدد الطلاب في كل فصل، وزيادة الحضور في كل حصة، يعني نتائج تعليمية أقوى ومستقبلاً أكثر إشراقًا".
 
وتابع الوزير أنه في الوقت نفسه، قامت الوزارة بإعادة طلاء غالبية المدارس الحكومية وزرع المزيد من المساحات الخضراء كخطوة أولى نحو تحسين البنية التحتية، مؤكدًا أن المدرسة المضيئة، النظيفة، والخضراء ليست مجرد مبنى، بل هي مكان آمن وملهم يتعلم فيه الأطفال بفخر وسعادة.
 
وتابع الوزير أن الوزارة قامت بإحداث نقلة نوعية في التعليم الفني والمهني، مشيرًا إلى أنه لأول مرة، حصل طلاب التعليم الفني والتدريب المهني على كتب دراسية مصممة خصيصًا لبرامجهم، سواء في مجالات الزراعة أو التجارة أو السياحة والفندقة أو الصناعة أو مدارس التكنولوجيا التطبيقية.
 
وأكد الوزير أنه من خلال الشراكات الدولية مع إيطاليا وألمانيا واليابان، تقوم الوزارة بمواءمة مسارات التعليم الفني في مصر مع المعايير الدولية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع الجانب الإيطالي على تطبيق نموذج (ITS) في مصر، مما يعني أن الخريجين سيحصلون على شهادة معتمدة من إيطاليا، تعادل في قيمتها تلك التي تُمنح في مؤسسات الـ ( ITS ) داخل إيطاليا.
 
وفي ذات السياق، أشار وزير التربية والتعليم إلى أنه تم توسيع نطاق التعاون في مجال التعليم الفني مع وزارة التربية والتعليم اليابانية وحكومة طوكيو المحلية، مؤخرًا، من خلال مؤتمر "تيكاد 9"، وكذلك تعزيز نموذج المدارس المصرية اليابانية الناجح، الذي يجمع بين الانضباط والالتزام الأكاديمي والتربية على القيم وبناء الشخصية، مؤكدًا أن هذه الشراكات لا تقتصر على المهارات فحسب، بل تتعلق أيضًا بالقيم: تنمية مهارات القراءة والكتابة، والانضباط، وإتاحة الفرص، علمًا بأنه لا تقف أي من هذه الإنجازات بمفردها، فهي ثمرة شراكات قوية ومستدامة.

45% من التلاميذ دون المستوى الدراسي

وقال الدكتور محمد رمضان، مساعد وزير التربية والتعليم للتقويم والامتحانات، إن الدراسة أظهرت أن 45% من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي يعانون من ضعف في القراءة والكتابة أو يقل مستواهم عن الصف الدراسي، وهو ما اعتبره "جرس إنذار" يحتم التدخل السريع.

وأكد أن الوزارة شرعت بالفعل في إطلاق برامج عملية تستهدف تحسين مهارات القراءة والكتابة بوصفها أساس العملية التعليمية.

 

خطة الوزارة للتدخل

وأوضح رمضان أن الخطة تقوم على عدة محاور:

- تدريب 10 آلاف معلم على استراتيجيات حديثة في تعليم اللغة العربية.

- برامج علاجية للتلاميذ الأكثر احتياجًا لدعم قدراتهم في القراءة والكتابة.

- تطوير آليات التقييم لقياس مستوى الطلاب بشكل دوري ودقيق.

- إدماج أنشطة محفزة للقراءة في المدرسة والمجتمع المحلي.

 

 

اليونيسف: شراكة من أجل مستقبل أفضل

وخلال كلمتها في الاحتفالية، قالت ممثلة اليونيسف في مصر إن النتائج تعكس حجم التحديات لكنها أيضًا تكشف التزام الدولة بالبحث عن حلول جذرية. وأضافت: "تحسين مهارات القراءة والكتابة ليس فقط قضية تعليمية، بل هو استثمار في قدرات الطفل المصري، وضمان لمشاركته الفاعلة في المستقبل".

وأشارت إلى أن المنظمة ستواصل تقديم الدعم الفني والتقني لتطوير المناهج وبناء قدرات المعلمين.

 

أصوات الخبراء

من جانبه، اعتبر الخبير التربوي الدكتور محمود عبد السلام أن الإعلان عن الأرقام بوضوح يمثل خطوة إيجابية، لأن الاعتراف بالمشكلة هو البداية الحقيقية لحلها. وقال: "45% نسبة كبيرة، لكن الأهم أن هناك خطة تدخل واضحة، وأن الوزارة بدأت التعاون مع شركاء دوليين لضمان استدامة النتائج."

كما عبرعددا من أولياء الأمور المشاركين في الاحتفالية عن ارتياحهم لاهتمام الوزارة بملف القراءة والكتابة.

ويرى خبراء التربية أن مواجهة ضعف القراءة والكتابة في المراحل الأولى من التعليم هو استثمار حقيقي في مستقبل الأطفال، لأنه يضمن بناء قاعدة معرفية صلبة تساعدهم على التفوق في باقي المواد الدراسية، كما أن تحسين مهارات اللغة العربية يعزز الهوية والثقافة الوطنية، ويمكّن الأجيال الجديدة من مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.

وأكدت وزارة التربية والتعليم أن هذه الاحتفالية تمثل بداية لمرحلة جديدة من الإصلاح التعليمي، تقوم على التشخيص الدقيق للمشكلات ووضع حلول عملية بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.

وأوضحت أن الخطط المعلنة تتكامل مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تضع التعليم في مقدمة أولوياتها باعتباره الركيزة الأساسية لبناء الإنسان المصري.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق