تصعيد عسكرى بين الحوثيين وإسرائيل.. قصف إيلات والنقب وعسقلان ويافا بـ8 طائرات
الإثنين، 08 سبتمبر 2025 05:30 م
بوتيرة متصاعدة يسير الصراع الدائر بين جيش الاحتلال وجماعة الحوثى باليمن ـ والمحسوبة كإحدى أذرعة إيران بالإقليم ـ فبعد الهجمات التى شنتها إسرائيل الأسبوع الماضى، والتى اغتالت خلالها العديد من القيادات والشخصيات البارزة فى صفوف الجماعة، أطلقت الأخيرة صواريخها باتجاه أهداف مهمة فى الأراضى المحتلة.
ومما لاشك فيه أن هذا التصعيد يؤثر على الأمن الإقليمي، خاصة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث قد يؤدى إلى تعطيل الملاحة البحرية، أو زيادة التوتر بين القوى الإقليمية.
وأشارت الجماعة فى بيان صدر عنها أمس الأحد، إلى أن العملية توزعت على طائرة مسيرة على مطار رامون، وأصابت المطار بشكل مباشر وتسببت في إيقاف المطار ووقف حركة الملاحة فيه، وثلاث طائرات مسيرة على هدفين عسكريين في النقب، وطائرة مسيرة على هدف حيوي في عسقلان، وطائرة مسيرة على مطار اللد، وطائرتان مسيرتان على هدف حيوي في منطقة أسدود.
وأكدت جماعة الحوثى، أن العملية حققت أهدافها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية والأمريكية في رصد واكتشاف عدد منها، مشيرة إلى أن العملية تأتي رداً على جرائم إسرائيل في غزة.
من جانبها، اضطرت إسرائيل إلى إغلاق المجال الجوي لمطار رامون ووقف الرحلات الجوية، كما أعلن جيشها حالة التأهب القصوى للهجمات القادمة من اليمن.
لقد أصبحت هذه الجماعة أحد محاور اهتمام إسرائيل الاستخباري والعسكري، بعد أن كان التركيز سابقا على جماعات أخرى مثل حزب الله؛ لذا قد غيرت إسرائيل استراتيجيتها فبعد أن كانت تتركز هجماتها العسكرية على موانئ ومحطات توليد الطاقة، أصبحت تستهدف قيادات الجماعة، اعتقادا من تل أبيب أن الاغتيالات مسار سيكون أكثر إيلاما للحوثيين وستحد من قدرتهم على التصعيد باتجاه إسرائيل، أو البحر الأحمر، أو مضيق باب المندب، كما أن استهداف مطار صنعاء وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، مؤشر على استراتيجية إسرائيل بمحاولة تقييد قدرة الحوثيين على شن هجمات مستقبلية، بما يعكس سياسة إسرائيل في الرد الاستراتيجي على أي تهديد مباشر لأمنها الداخلي.
ومن جانبها، جددت جماعة الحوثي التأكيد على أنها ستُصعد من عمليات العسكرية، وأنها لن تتراجع عن موقفها المساند لغزة مهما كانت التبعات والعواقب وأن اليمن يطور من أداء أسلحته حتى تكون أكثر تأثيرًا وفاعلية؛ حيث نفذت جماعة الحوثى عملية عسكرية واسعة، استهدفت مواقع عديدة في مناطق النقب وإيلات وعسقلان وأسدود ويافا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد من الطائرات المسيرة.
يمثل الهجوم الحوثي على مطار رامون إيذانا بمرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل؛ إذ من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي أكثر حدة وتأثيرا مقارنة بالعمليات السابقة.
وقد أعلن الحوثيون، فى وقت سابق، هجومهم بأربع مسيرات على هيئة الأركان الإسرائيلية ومطار بن جوريون وميناء أسدود، وتابع الحوثيون: "هاجمنا بمسيرة شركة الكهرباء الإسرائيلية فى الخضيرة على ساحل البحر المتوسط"، مشيرين إلى استهدافهم سفينة فى شمال البحر الأحمر بمسيرتين وصاروخ.
وأضحت إسرائيل أمام تحدٍ مزدوج، حماية أمنها الداخلي من الهجمات المباشرة، وضمان عدم تصاعد الصراع إلى أبعاد إقليمية أوسع تشمل البحر الأحمر ومضيق باب المندب، خاصة أن الحوثيين يمتلكون قدرات استراتيجية على بعد آلاف الكيلومترات تصل حتى الأراضي الإسرائيلية، وهو ما يجعل الجماعة تمثل تهديدًا جيوستراتيجيًا ملموسًا لإسرائيل.
وأصبح أمام إسرائيل خيارات للرد على الحوثيين، من بينها استهداف القيادات العسكرية الفعلية للجماعة، أو تدمير المنشآت العسكرية مثل منصات إطلاق الطائرات المسيّرة وورش التخزين، بهدف تقليص قدرة الجماعة على تجهيز الهجمات أو التركيز على الضربات الاستراتيجية بعيدة المدى، بما يشمل القواعد العسكرية والتواجد الإيراني بالقرب من اليمن، أو في بعض الدول الأفريقية على الشاطئ المطل على البحر الأحمر، لضمان تعطيل أي شبكات دعم لوجستي للجماعة.
وتراهن تل أبيب حاليا على الضربات التي تستهدف قيادات الحوثيين المرتبطة مباشرة بضباط الحرس الثوري الإيراني، وليس مجرد القيادات الشكلية أو الحكومية.
وبعد أن حولت الجماعة الحوثية منشآتها المدنية إلى مواقع عسكرية، بما في ذلك منصات إطلاق الطائرات المسيرة وورش التصنيع والتخزين، أصبح استهداف هذه المنشآت جزءا من خطة إسرائيلية لتقليص قدرات الحوثيين.
وتعيش إسرائيل حالة من القلق من جماعة الحوثى ورغم نجاح الضربة الإسرائيلية الأخيرة واغتيال عدد من قادة حكومة الحوثيين؛ إلا أن الرعب يسود فى تل أبيب، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو إلى تغيير مقر انعقاد جلسة الكابينت إلى مجمع أكثر تحصينا، بسبب تهديدات الحوثيين، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه متأهب لأي رد فعل انتقامي من جانب الحوثيين عقب مقتل رئيس حكومتهم أحمد الرهوي وثمانية وزراء الحكومة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه عزز وحدات معينة تحسبًا لرد انتقامي متوقع من الحوثيين، حسبما أوردت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من عدم امتلاك الحوثييين ترسانة أسلحة كبيرة أو أنها غير متاحة بسهولة، كما أن عدد منصات الإطلاق الخاصة بهم غير معروف، فإن الجيش الإسرائيلي يأخذ في الاعتبار أن الحوثيين قد يحاولون تحدي أنظمة الكشف والدفاع الجوي.
من جانبه، قال وزير الاحتلال الإسرائيلى يسرائيل كاتس "وجهنا ضربة ساحقة غير مسبوقة لكبار القادة الأمنيين والسياسيين لجماعة الحوثى".
وأكد كاتس "سيتعلم الحوثيون درسا قاسيا ومصير اليمن كمصير إيران وهذه مجرد بداية".
وفى أول رد فعل على اغتيال رئيس حكومتهم، توعد مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين بالتصعيد والثأر عقب مقتل المسئوليين الحوثيين، وشدد على أن الجماعة مستمرة فى المواجهة مع إسرائيل، "نصرة للشعب الفلسطينى فى غزة"، كما أعلن الحوثيون ، اليوم الاثنين، استهداف السفينة سكارليت راى التى كانت تبحر فى مياه البحر الاحمر، مؤكدين أستمرار نهجهم فى مهاجمة السفن التى على صلة بإسرائيل.