مدير مكتب إعلامى الشارقة: 670 مليون إنسان سيعانون سوء التغذية بحلول 2030
الخميس، 11 سبتمبر 2025 03:34 م
شهد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، اليوم الخميس، انطلاق فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ 14، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "اتصال من أجل جودة الحياة"، وبمشاركة أكثر من 237 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم.
وقدم طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، كلمة افتتاحية تناول فيها دور الاتصال الحكومي وأثره على جودة الحياة والتنمية المستدامة وارتباطه الوثيق بالتطور والتقدم الذي تسعى إليه المجتمعات والتي تواجه تحديات إنسانية متصاعدة تكشفها الأرقام بوضوح، لافتاً إلى أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وصول عدد من يعانون سوء التغذية إلى 670 مليون إنسان بحلول عام 2030.
واستعرض علاي عدداً من الإحصائيات المرتبطة بنقص الغذاء في العالم، مقدماً تساؤلات عديدة حول الأسباب وتداخل هذه الأزمات مع الاتصال، قائلاً // في تقرير الأزمات الغذائية العالمي لعام 2024، هناك 258 مليون شخص يعيشون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفي الوقت نفسه يضيع سنوياً ما يقارب مليار طن من الغذاء، أي نحو ثلث الإنتاج العالمي، بينما يجوع الملايين. هل هذه الأرقام بسبب نقص الموارد من أراضٍ ومزروعات وإمكانيات؟ هل السبب هو الجغرافيا والتضاريس والمناخ والتربة، أم هو نقص الحوار والتواصل والشراكة، ونقص في الجهود وخلل في الإدارة؟ إذا كان جوابنا هو الأخير، إذن نحن أمام أزمة اتصال وتفاهم تنتج عنها جميع الأزمات الأخرى.
وتناول مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أهمية الاتصال والتواصل في المجتمع، حيث أن الحياة تضم التحديات والفرص معاً، لأن الإنجاز لا يتحقق إلا بالجهد والعزيمة، بينما يعتبر الاتصال من أهم الأدوات التي توحّد الجهود وتحوّل الأفكار الفردية إلى معارف جماعية، وقال // نحن لا نبالغ إذا قلنا إن الارتقاء بشكل تواصلنا هو مدخل رئيس لتجاوز أكبر التحديات، وتحويل الجهود المتفرقة إلى إنجازات مشتركة.
وأشار علاي في كلمته إلى التجربة الناجحة والمرموقة التي أثبتتها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص والتي بيّنت أن وضع الإنسان في صلب الرؤية والسياسات ليس شعاراً، بل هو نهجٌ استراتيجي تنطلق منه المبادرات والبرامج والخطط طويلة الأمد، مما يسهم في الارتقاء بالفرد ومكونات المجتمع معاً، موضحاً أن جوهر المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يتمثل في أن يكون منصة تضع الإنسان في قلب المعادلة، ويفتح حواراً عالمياً يربط بين الحكومات والخبراء والمجتمعات حول سؤال محوري: كيف نجعل جودة الحياة عادلة؟
وبيّن مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن القضايا المطروحة للنقاش في المنتدى لا تخص قطاعاً بعينه، بل ترتبط بمستقبل مشترك تتقاطع فيه قضايا الأمن الغذائي، والصحة العامة، والتعليم، والاستدامة، مع أدوات الاتصال القادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والمعرفة إلى أفعال، والوعي إلى سلوكيات يومية تبني المستقبل وتحمي الكوكب، مختتماً كلمته بالتأكيد على أن الاتصال الحكومي، حين يُدار بعقلانية وابتكار، يصنع ثقافة جديدة وإنساناً جديداً، ويؤسس لعقد اجتماعي حديث، ويمنح شعوبنا الأمل بأن المستقبل سيكون أفضل وأكثر إنصافاً.
وتناول الدكتور أسامة خطيب رئيس المنظمة العالمية للأبحاث الروبوتية وأستاذ عالم الحاسوب في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، في خطابه المُلهم بعنوان "شيفرة الحياة الجديدة.. ذكاء إنساني وتكنولوجيا تفاعلية"، تناول جهود فريقه في تطوير الروبوتات للاستكشاف في أعماق البحار، حيث أن الآلات العملاقة الحديثة باتت قادرة على الغوص لمئات الأمتار تحت سطح الماء وتحمُّل الضغط الهائل في الأعماق، مما يمكّنها من تنفيذ مهام دقيقة تُضاهي عمل علماء الآثار. وأشار إلى أن هذه التقنيات الروبوتية أسهمت في الوصول إلى مئات الطائرات والغواصات الغارقة، وتنفيذ حملات استكشافية وصلت إلى عمق ألف متر، حيث جرى الكشف عن سفن رومانية تعود إلى ألفي عام، في إنجاز علمي يُعد من أصعب التحديات.
وقال رئيس المنظمة العالمية للأبحاث الروبوتية إن العلاقة بين الإنسان والآلة تتجلى في أن الروبوت ينقل للعلماء ما يراه في الأعماق، وهذه التكنولوجيا لم تقتصر على علم الآثار، بل امتدت إلى تطوير الروبوتات الطبية القادرة على تشخيص الأمراض وإجراء العمليات الجراحية عن بُعد، إلى جانب ابتكارات تخدم مجالات متعددة مثل حماية البيئة البحرية، الترميم، إنقاذ الأرواح، استكشاف الفضاء، وتقديم خدمات اجتماعية.
وتحدثت المتخصصة هيلاري يب من مؤسسة ماينر مايناس من هونج كونج في خطاب لها بعنوان "من طفلة إلى قائدة رأي.. قصة تعليمية ببصمة تقنية جديدة" عن أهمية استخدام التقنية في المدارس لما يحمله من فوائد كبيرة، ويؤسس لعلاقة إيجابية مع التكنولوجيا منذ الصغر، ويغرس في الأطفال الأخلاق والقيم في طريقة تعاملهم معها، مما يحقق الهدف من هذا التعليم المتقدم وهو جعل الطفل مبتكراً لا مجرد متلقٍ للتقنيات الحديثة.
وأوضحت يب أنها بدأت رحلتها مع التكنولوجيا التعليمية وهي في سن العاشرة، وكان حلمها أن تسهم في مساعدة الطلاب على تغيير العالم ودعم الآباء في متابعة تعلم أبنائهم، مشيرة إلى أن فريقها نجح في جذب الأطفال وأسرهم من خلال منتجات ومواد متطورة تساعدهم على الانخراط في البرمجة منذ الصغر، ومشاركة أفكارهم في تصميمها، إضافة إلى تجارب واسعة شملت مسابقات الذكاء الاصطناعي التي جمعت مشاركين من 55 دولة.
وأكد الدكتور كاران راجان، الطبيب وصانع المحتوى الطبي والصحي، في خطابه الذي جاء تحت عنوان "الاتصال الغذائي وثورة البروتين.. إلى أين؟"، أن التضليل الصحي بات ظاهرة واضحة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالمشكلات الصحية العامة والطارئة التي يحتاج الناس إلى توضيحات عاجلة حولها، مشيراً إلى استفادته من تقنيات التواصل الحديثة حيث قام بتأسيس منصة إعلامية تهدف إلى مواجهة هذا الفضاء المضلّل من خلال طرح معلومات مبسطة مؤيّدة بالأدلة العلمية، لافتاً إلى أن ثلثي المعلومات المتداولة تقريباً غير دقيقة ويمكن أن تُسبّب أضراراً جسيمة إذا لم يتم تصحيحها.
وأضاف راجان أنه من خلال متابعته للمنصات التي تقدم معلومات صحية وطبية أن جزءاً كبيراً من هذه المعلومات وبنحو 80%، يأتي من مؤثرين يفتقرون للخبرة الصحية أو التثقيف حول الغذاء والدواء ، ويستخدمون أساليب مثيرة مثل الخوف للترويج لمنتجات قد تكون ضارة وتهدف للربح والتكسب فقط، مشيراً إلى ضرورة العمل على الاستفادة من قوة المنصات الإعلامية الرقمية لتقديم المعلومات الصحيحة إلى الجمهور ومشاركة البيانات والتجارب الصحية، كما يمكن للأطباء والباحثين عبرها نشر نتائج دراساتهم بصورة واسعة، حيث أن الاتصال يمثل قوة كبيرة قادرة على التغيير والتعليم لصالح صحة الأفراد وعلاجهم.
وينظّم المنتدى في دورته الـ 14 أكثر من 110 فعاليات متنوعة و51 جلسة ضمن برنامج متكامل، بمشاركة 30 شريكاً من جهات محلية وإقليمية ودولية على 22 منصة تفاعلية. وتشمل الفعاليات أيضاً 7 خطابات ملهمة و22 ورشة عمل، بمشاركة نخبة من المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والجامعات والشركات المتخصصة في التكنولوجيا والإعلام؛ لمناقشة خمس أولويات عالمية هي: الأمن الغذائي، الصحة العامة، التعليم، الاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، لتأكيد دور الاتصال الاستراتيجي في إحداث التأثير، وتوجيه السياسات، وتحفيز العمل الجماعي نحو مستقبل أكثر استدامة.