خبير في الشؤون الإسرائيلية يحلل التحولات الاستراتيجية في العمليات العسكرية الإسرائيلية خارج فلسطين
الخميس، 11 سبتمبر 2025 10:10 م
في حلقة خاصة من برنامج "إسرائيل من الداخل" على قناة "إكسترا نيوز"، قدم الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، تحليلاً معمقاً للتحولات الاستراتيجية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، والتي باتت تمتد بشكل متزايد خارج حدود فلسطين التقليدية.
وسلط د. عبود الضوء على أن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد شهدت تغيراً نوعياً خطيراً في قواعد الاشتباك. وأوضح قائلاً: "تاريخياً، كانت عمليات الاغتيال الإسرائيلية تتسم بالطابع الاستخباراتي السري
أما اليوم، فنحن أمام عمليات هجومية علنية وشرسة تعتمد بشكل مباشر على سلاح الطيران، وتستهدف دولاً خارج نطاق الصراع المباشر، كما حدث مؤخراً مع استهداف عاصمة خليجية."
وربط الخبير هذا التصعيد بشخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يهدف من خلال هذه العمليات إلى توجيه رسائل متعددة، منها نسف جهود الوساطة الإقليمية وإظهار أنه لا يخضع لأي قيود. وأشار عبود إلى أن نتنياهو يسعى لتصدير أزماته الداخلية والخارجية، ومحاولة تحقيق "صورة نصر" أمام الجمهور الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالجبهتين السورية واللبنانية، أكد د.عبود أن المطالب الإسرائيلية تتجاوز بكثير الأهداف المعلنة. ففي لبنان، لا يقتصر الهدف على تفكيك حزب الله، بل يمتد إلى إنشاء منطقة عازلة شمال نهر الليطاني. أما في سوريا، فتهدف إسرائيل إلى منع إعادة بناء أي قوة عسكرية حديثة، وتجميد الصراع بما يضمن لها الاحتفاظ بالجولان المحتل.
كما كشف د. عبود عن الأبعاد الأيديولوجية والدينية التي تحكم تسمية العمليات العسكرية الإسرائيلية، نافياً أن تكون هذه الأسماء عشوائية. وأوضح: "أسماء مثل 'السيوف الحديدية' و'عربات جدعون' ليست مجرد أسماء رمزية، بل هي مستقاة مباشرة من روايات توراتية وتلمودية. يتم اختيارها بعناية لإضفاء صبغة دينية على الحرب وحشد الجمهور اليميني المتشدد، وهو ما يتماشى تماماً مع خطاب نتنياهو الذي يصف الحرب بأنها مهمة تاريخية."
واختتم د. عبود تحليله بالتأكيد على أن هذه الاستراتيجية الجديدة تعكس رغبة إسرائيلية في فرض واقع جديد في المنطقة، وأن هذه التحركات مدفوعة بأجندات سياسية داخلية تهدف إلى إطالة أمد بقاء نتنياهو في السلطة.