900 مليار جنيه على شواطئ الغردقة.. "مراسي البحر الأحمر" نقطة تحول في الخريطة السياحية
السبت، 13 سبتمبر 2025 09:00 م
المشروع يوفر 150 ألف فرصة عمل.. وخبراء: يدعم تحول مصر إلى مركز جذب سياحي واستثماري عالمي
يعد قطاع السياحة من أكثر القطاعات انتعاشا في صفقات التعاقدات الأجنبية خاصة بعد الصفقة الكبرى برأس الحكمة، وتعمل الدولة خلال الآونة الأخيرة على إبرام العديد من الصفقات الاستثمارية الكبرى في السياحة مع مجموعات استثمارية عربية ودولية، من اطار خطتها لجذب 30 ألف سائح لمصر خلال العام القادم، وتستهدف الحكومة إعادة رسم خريطة الاستثمار السياحي في مصر كما فعلت في مدينة العلمين وتطوير الساحل الشمالي الغربي، حيث تستهدف تطوير وإنشاء مشروعات سياحية وفندقية متكاملة على سواحل البحر الأحمر والمتوسط، بما يفتح الباب أمام طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية السياحية، ويعزز مكانة مصر كوجهة عالمية رائدة للسياحة والاستثمار.
ويأتي مشروع "مراسي ريد سى" كأول استثمار ضخم جديد على سواحل البحر الأحمر بين مصر والأمارات كوجهة سياحية عالمية على أرض مصر، مما يؤكد سياسة الدولة في التوسع في الاستثمارات الاجنبية وفتح الباب أمام القطاع الخاص والشركات الخليجية للاستثمار في مصر، باستثمارات تبلغ 900 مليار جنيه على مساحة 2426 فدانا وعلى مسطحات مائية كبيرة ومساحات خضراء واسعة ويبعد 30 دقيقة فقط من مطار الغردقة.
ويأتي المشروع السياحي الضخم ليكشف عن توسع مجموعة "إعمار مصر" للاستثمار فى مصر، وكشف رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤسس "إعمار العقارية"، أن حجم استثمارات مجموعته في مصر وصل إلى 35 مليار دولار موزعة على مشروعات متعددة، أبرزها مشروع "مراسي البحر الأحمر" الذي جرى توقيع عقوده مع الحكومة المصرية بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء.
وأكد العبار، إن مصر لديها خطط طموحة لمضاعفة عدد الغرف الفندقية خلال السنوات المقبلة، معتبرًا أن هذه التوسعات ستجعل السياحة ركيزة أساسية للنمو وتفتح المجال أمام استثمارات ضخمة تضاهي ما تحقق في الأسواق العالمية، وإن القطاع الفندقي في مصر أفضل من القطاع العقاري المصري، ولا بد أن يصل عدد السياح في مصر إلى 70 مليون سائح سنوياً بدلاً من نحو 15 مليون سائح حالياً.
وأكد العبار أن السوق المصرية بما تملكه من قاعدة سكانية كبيرة وقوة شرائية متنامية، توفر فرصًا واسعة للتنوع الاستثماري، مشددًا على أن الاعتماد على قطاع واحد يعرض الشركات لمخاطر كبيرة، بينما التوسع في قطاعات متعددة يضمن استقرارًا ونموًا مستدامًا.
ووقعت "عبار مصر" و"سيتي ستارز" مع الحكومة المصرية عقود شراكة لتدشين أحدث مشروعاتها "مراسي البحر الأحمر" (Marassi Red Sea)، في خطوة من شأنها أن تعزز مكانة منطقة البحر الأحمر في مصر كوجهة سياحية فريدة، وتسهم في تعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر باستثمارات تبلغ 900 مليار جنيه.
ويأتي هذا المشروع بعد سنوات من تجربة مراسي الساحل الشمالي، وهو المشروع الذي تحول للقلب النابض للبحر المتوسط، وعزز من مكانة المنطقة ووضعها على خريطة السياحة العالمية، حيث جذب خلال ثلاثة أشهر أكثر من 4 ملايين زائر مقابل 3 ملايين سنويًا لمدن أوروبية أخرى.
ويقام مشروع مراسي البحر الأحمر على مساحة 2426 فدانا على ساحل البحر الأحمر، وعلى بعد 30 دقيقة فقط من مطار الغردقة، وهو ما سيعزز من المنطقة كوجهة استثمارية جاذبة بعد تنفيذ المشروع الذي سيمزج بين نمط الحياة الراقي على الجزر والضيافة الفاخرة، ويوفر تجارب بحرية لا مثيل لها في قلب الطبيعة الساحرة للبحر الأحمر.
ويتضمن "مراسي البحر الأحمر" مميزات غير مسبوقة في أي مشروع سياحي وترفيهي آخر، منها واجهة بحرية، تضم شاطئًا خاصًا وبحيرات صالحة للسباحة، ومطاعم راقية، وكبائن خاصة، بالإضافة إلى مارينا بمعايير عالمية تنقسم إلى مارينا رئيسية و2 بوتيك، تجمع بين الإقامة والضيافة ومراكز التسوق.
وبالإضافة إلى ذلك، يضم المشروع أرصفة بحرية بطول 400 متر، وقنوات مائية صالحة للملاحة تمتد في قلب المشروع، وتوفر "مراسي البحر الأحمر" مرسي خاص للفيلات، وشاطئ "إنفينيتي" مرتفع بطول 1.5 كم وارتفاع 10 أمتار.
وعلى رأس الميزات الاستثمارية التي يتضمنها المشروع، تدشين 12 فندقًا فاخرًا تشمل غرفًا فندقية ووحدات سكنية، موزعة لخدمة جميع مناطق المشروع، وكبائن عائمة مستوحاة من طراز المالديف، وأكثر من 500 متجر ومطعم تطل على الواجهة المائية.
ويضم المشروع مدارس تعليمية ومستشفيات ومراكز علاجية، كما يضم المشروع منطقة Marassi Wonders متعددة الاستخدامات، والتي تشمل مركز مؤتمرات دولي، ومنطقة تجارية، وملاهي مائية، ومرافق رياضية بمعايير عالمية، ونوادي للمقيمين تركز على الترفيه.
وتأتي "الصفقة" ضمن "استراتيجية مصر 2030" التي تسعى لتحويل مصر إلى "مركز جذب سياحي واستثماري عالمي"، بعد نجاح مشروع تطوير مدينة "رأس الحكمة" على ساحل البحر المتوسط، بعدما وقّعت مصر والإمارات عقداً له في فبراير 2024 بقيمة استثمارية تبلغ 150 مليار دولار، وارتفعت استثمارات الدول العربية في مصر إلى 41.5 مليار دولار خلال العام المالي الماضي.
وقال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن إطلاق مشروع مراسي البحر الأحمر باستثمارات تبلغ 900 مليار جنيه، يعد مشروع الهدف منه زيادة لإقبال السياحي في البحر الأحمر، كما موجود بالمشروعات العملاقة على البحر المتوسط، موضحاً لـ"صوت الأمة" أن هذه المشروعات تساعد على جذب العديد من السياح، كما أن البحر الأحمر يتميز بالعديد من المميزات، فهنا آن الأوان أن يتم وضع رؤية متكاملة لتحقيق أهداف وأرباح لهذا المشروع السياحي العملاق.
وتابع الشافعي، أن المشروع يسهم في تعزيز استفادة مصر من موقعها الجغرافي الاستراتيجي على البحر الأحمر، أحد أبرز المقاصد السياحية عالميا، بما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني، كما يوفر مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، موضحاً أن هذا المشروع يعتبر دعم كبير من القيادة السياسية، في ظل التحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم.
من جانبه قال الدكتور عز حسانين، الخبير الاقتصادي، إن ما يجري في القرى السياحية الجديدة مثل رأس الحكمة والعلمين والساحل الشمالي الغربي، يتجاوز فكرة إقامة المباني فقط، بل يتعلق بإنشاء بنية تحتية متطورة وبنية رقمية متكاملة، مما يضع مصر في موقع تنافسي قوي أمام وجهات عالمية أخرى في الخليج أو على السواحل الأوروبية وشمال أفريقيا، وأوضح "حسانين"، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن السياحة لم تعد تقتصر على الجانب التاريخي فقط، بل أصبحت تشمل أنماطًا جديدة مثل السياحة العلاجية والتكنولوجية، وهو ما تتميز به مصر مقارنة بغيرها، مشيرا إلى أن التطوير الذي شهده الساحل الشمالي الغربي أسهم في تنويع الإيرادات السياحية وفتح موسم الصيف بشكل نشط، بعدما كانت السياحة المصرية تعتمد بالأساس على موسم الشتاء في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ.
وتابع إن المشروع الجديد يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري وقدرته على استيعاب استثمارات ضخمة بهذا الحجم، لافتًا إلى أن اختيار موقع البحر الأحمر يعزز من تنافسية مصر في سوق السياحة العالمية، خاصة في ظل ما تتمتع به المنطقة من شواطئ خلابة ومناخ ملائم على مدار العام.
وأشار حسنين إلى أن حجم الاستثمارات الضخم البالغ 900 مليار جنيه سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر خلق عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب تنشيط قطاعات البناء، والخدمات، والنقل، والطاقة، فضلاً عن دعم ميزان المدفوعات من خلال زيادة تدفقات النقد الأجنبي.
واختتم الخبير الاقتصادي تصريحاته بالتأكيد على أن "مراسي البحر الأحمر" يمثل رسالة قوية للعالم بأن مصر ماضية بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي ودولي للاستثمار والسياحة، مؤكدًا أن المشروع سيُسهم في تحقيق مستهدفات الدولة للتنمية الاقتصادية ورؤية مصر 2030.