الجماهير العربية تترقب.. قمة الدوحة الطارئة مفترق طرق حاسم ولحظة فارقة فى تاريخ العمل العربي المشترك فى التصدى لعربدة الإحتلال وأطماعه التوسعية
الأحد، 14 سبتمبر 2025 12:34 م
هانم التمساح
تتجه أنظار العالم اليوم إلى دولة قطر، بشأن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تستضيفها الدوحة، بما تحمله من رسالة تضامن عربي وإسلامي كامل مع دولة قطر إزاء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم.
وتمثل القمتان العربية والإسلامية الطارئتان في قطر محطة مفصلية في تاريخ العمل العربي المشترك، وسط حالة من التضامن الدولي الاستثنائي وغير المسبوق مع دولة قطر، في مواجهة العدوان الإسرائيلي السافر على مقرات سكنية لعدد من قادة حركة "حماس" في الدوحة، والذي يشكل سابقة خطيرة ونقطة تحول كبرى، ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل في مجمل التطورات السياسية على مستوى المنطقة بأكملها.
ومن المقرر أن تناقش القمة المرتقبة تداعيات الموقف والخطوات الواجب اتخاذها، فيما يتطلع العالم إلى ما ستسفر عنه من قرارات وتدابير فاعلة، للتضامن مع قطر في أي إجراءات تتخذها من أجل صون سيادتها والدفاع عنها، ودعم موقفها المدافع عن القانون الدولي والأعراف الدولية، التي تنص منذ عقود طويلة على عدم استهداف الوسطاء أو المفاوضين.
وتعلق الشعوب العربية والإسلامية آمالًا كبيرة على القمة العربية الإسلامية التاريخية في الدوحة، على أن تكون مختلفة عن القمم العربية السابقة، حيث يجب أن تمثل رسالة واضحة للعالم أجمع، بأن الدول العربية والإسلامية تمتلك الإرادة والإمكانات وأوراق الضغط الكافية لكبح جماح الجنون الإسرائيلي، الذي يهدد جميع دول الجوار، ومنع فرض منطق شريعة الغاب في المنطقة، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت أكثر من دولة في منطقة الشرق الأوسط.
ولا تمثل القمة دفاعًا عن فلسطين كقضية مركزية فحسب، بل تُعد أيضًا خطوة لحماية الأمن القومي العربي، والرد على العدوان من خلال وضع خطوط حمراء أمام أي توسع عسكري إسرائيلي نحو دول الجوار، والدفع باتجاه مسار سياسي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، بالإضافة إلى توحيد المواقف في المحافل الدولية، خصوصًا في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل تشكيل جبهة سياسية قوية في مواجهة الانحياز الغربي الواضح لإسرائيل، والتغطية على جرائمها وانتهاكاتها لسيادة وأمن واستقرار دول المنطقة.
وفي سياق متصل، تنطلق اليوم أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، للتحضير للقمة العربية الإسلامية الطارئة المقررة يوم غدٍ الإثنين، والتي تُعقد في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة، وتعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان، الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة "حماس"، ورفض الدول العربية والإسلامية القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.
ويكتسب الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية، المنعقد اليوم في الدوحة، أهمية كبيرة، في ظل الإجماع على إدانة إسرائيل، التي تجاوزت الخطوط الحمراء بطريقة أوحت للجميع بأن الاعتداء الجبان في 9 سبتمبر لم يكن موجّهًا إلى دولة بعينها، بقدر ما أصبح يستهدف منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي بأكملها.
وقد ظلت دولة قطر تلعب، على الدوام، دورًا محوريًا في جهود الوساطة، بالمشاركة مع الشقيقة الكبرى مصر، لاحتواء الأزمات على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلا أن هذا الهجوم الأخير يشكل استهدافًا مباشرًا للدبلوماسية وجهود الوساطة، وتقويضًا لفرص السلام في المنطقة، ويفضح الجهة الحقيقية التي تعرقل هذه الجهود وتهدد أمن المنطقة واستقرارها.
لقد أصبح المشروع الإسرائيلي التوسعي لا يهدد حدود فلسطين فحسب، بل يتمدد عبر المنطقة بأسرها، ومن ثمّ، فإن قادة الدول العربية والإسلامية يقفون اليوم عند مفترق طرق حاسم، ولحظة فارقة، تفرض عليهم الانتقال من نمط الاجتماعات الشكلية والخطابات التقليدية والبيانات الختامية المألوفة، إلى التعامل الجاد والاستراتيجي مع الخطر الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة، خاصة في ظل الشعور العربي العام بازدياد المخاطر والتهديدات المباشرة التي تتعرض لها مختلف العواصم.
وتعلق الجماهير العربية آمالًا على أن تعيد القمة العربية الإسلامية الطارئة صياغة الأولويات العربية والإسلامية، في ضوء التطورات الأخيرة، لمواجهة السياسات الإسرائيلية التوسعية، من خلال بلورة موقف جماعي متكامل، يجمع بين المسارات القانونية والسياسية والدبلوماسية، ويحبط مساعي الكيان الصهيوني الذي يسعى لتقديم نفسه كشرطي للمنطقة. ومن المنتظر أن تُعبر القمة عن رسالة تضامن كامل من الدول العربية والإسلامية مع دولة قطر، والوقوف إلى جانبها في موقفها المدافع عن القانون الدولي والأعراف الدولية، التي تنص منذ زمن طويل على عدم استهداف الوسطاء أو المفاوضين.