الشارقة تستضيف المؤتمر العالمي "نحن الاحتواء 2025" لأول مرة في الشرق الأوسط

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 08:20 م
الشارقة تستضيف المؤتمر العالمي "نحن الاحتواء 2025" لأول مرة في الشرق الأوسط

انطلقت في إمارة الشارقة فعاليات الدورة الـ18 من المؤتمر العالمي "نحن الاحتواء 2025"، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وذلك في مركز إكسبو الشارقة.

يشارك في المؤتمر 152 متحدثاً يمثلون 160 مؤسسة من 74 دولة، ضمن 59 جلسة حوارية، وينظم بدعم استراتيجي من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى جانب عدد من المؤسسات المحلية والعالمية، ويُعد الحدث الأبرز لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية التي تعقده كل أربع سنوات في إحدى الدول الأعضاء.

بدأ الافتتاح بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبه عرض مرئي قدّمه منتسبو مراكز التأهيل، استعرضوا من خلاله مهاراتهم في مجالات متنوعة، مؤكدين أثر سياسات التمكين والدمج في حياتهم العملية.

وفي كلمة مسجلة، أعربت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، عن شكرها العميق لصاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه المتواصل، مؤكدة أن رؤية سموه أسهمت في ترسيخ مكانة الإمارة كأنموذج عالمي في مجال رعاية ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأكدت الشيخة جميلة أن شعار "نحن الاحتواء" يعكس التزام المؤتمر بالقيم الإنسانية الشاملة، ويجسد التعاون بين المناصرين الذاتيين وأسرهم والمجتمع وصنّاع القرار، مشيرة إلى أن المدينة على مدى أكثر من أربعين عاماً حرصت على الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم ودمجهم في مختلف القطاعات.

وتطرقت إلى دور المدينة في نشر الوعي بين الأسر والمجتمع منذ اعتمادها مفهوم المناصرة الذاتية عام 2009، حيث نظمت المؤتمرات ودعمت قدرات الأفراد على اتخاذ قراراتهم، مؤكدة أهمية الجلسات الحوارية لتحقيق مزيد من التقدّم في هذا المجال.

كما أعربت عن فخرها بتنظيم المؤتمر بالشراكة مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية التي عملت لأكثر من ستة عقود على دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، معتبرة أن التركيز على تمكينهم ينسجم مع رسالة المدينة وقيمها.

وسلطت الشيخة جميلة الضوء على أهمية التوعية بحقوق المناصرين الذاتيين، والدعوة إلى إغلاق مراكز الإيواء، وتوفير المعلومات بطرق مبسطة، وتهيئة بيئة سهلة الوصول، مشيرة إلى أن المؤتمر يمثل منصة لتبادل المعرفة وتسريع وتيرة التغيير.

وفي كلمتها، أثنت سو سوينسن، رئيسة منظمة الاحتواء الشامل الدولية، على الجهود التي تبذلها الشارقة في مجال دمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، معتبرة أن الإمارة أصبحت نموذجاً دولياً في هذا الشأن.

وأشاد هاشم تقي، رئيس المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالأجندة الغنية للمؤتمر، مؤكداً دورها في تسليط الضوء على بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل العيش المستقل وعدم التمييز والاندماج المجتمعي.

بدوره، أعرب الشيخ محمد بن دعيج آل خليفة، رئيس اللجنة البارالمبية البحرينية، عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر، مشيراً إلى أن الرياضة تمثل أداة فعالة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وتعزيز تفاعلهم المجتمعي.

وفي كلمة مسجلة، أشاد سمو الأمير مرعد بن رعد بن زيد الهاشمي، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، بدور المؤتمر في دعم الحقوق والحريات الأساسية لهذه الفئة، مستعرضاً تجارب بلاده في الإيواء والتعليم والتشغيل.

واختتم جيمي كوك، المدير التنفيذي للاحتواء الشامل الدولية، كلمات حفل الافتتاح، مؤكداً أن المؤتمر يشكل منصة توحّد الرؤى والقيم، وتدفع نحو مزيد من التعاون العالمي لبناء مستقبل أكثر عدالة وشمولاً.

وفي ختام الافتتاح، كرّم صاحب السمو حاكم الشارقة الجهات الراعية والشركاء الاستراتيجيين، تقديراً لدورهم في إنجاح هذا الحدث العالمي.

ويشهد المؤتمر حضوراً واسعاً يضم أكثر من 500 مشارك، و134 مناصرًا ذاتيًا، بمشاركة منتسبي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ويشمل جلسات موسعة تناقش مستقبل الدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مع التركيز على الانتقال من المبادرات المجتمعية إلى السياسات الوطنية القابلة للتنفيذ.

يهدف المؤتمر إلى تمكين المناصرين الذاتيين وتدريبهم على التأثير وصنع القرار، إلى جانب تسليط الضوء على قضايا الإعاقة الذهنية من منظور حقوقي وإنساني، وعرض تجارب عالمية ملهمة، وتطوير سياسات الدمج والتنوع، وبناء شراكات فعالة بين مختلف القطاعات.

على هامش الافتتاح، قام صاحب السمو حاكم الشارقة بجولة في أروقة المؤتمر، وتعرّف خلالها على الأجنحة المشاركة، وورش العمل، والفعاليات المصاحبة التي تسلّط الضوء على إنجازات منتسبي المدينة من الأشخاص ذوي الإعاقة.

وشهدت فعاليات اليوم الأول جلسة بعنوان "تجارب في التعليم الدامج من المناصرين الذاتيين والأسرة"، أكّد خلالها المشاركون أهمية الدمج في تعزيز المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس، مشيرين إلى أن الدعم الأسري والمؤسسي عنصر رئيس في نجاح تجربة الدمج.

وأوضحت الدكتورة سامية محمد صالح، مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، أن الدمج ساعد الأسر على فهم احتياجات أبنائهم، مشيرة إلى ضرورة توفير خدمات دعم مرافقة كاللغة والعلاج الوظيفي، والاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية إلى جانب التعليمية.

وأشار المناصر الذاتي عمر الشامي إلى أن الدمج يجب أن يكون شاملاً ويحترم الحقوق، موضحًا أن الدمج الحقيقي يقوم على المساواة والمشاركة لا الوجود الشكلي فقط، فيما روت فايزة أحمد تجربة ابنتها مرام، التي تتابع تعليمها وتتمتع باستقلالية متزايدة بفضل الدمج المدرسي.

كما تحدث جاسم الرشيد، ولي أمر، عن استثماره في استخدام الرياضة كأداة عملية لتحقيق الدمج، معتبرًا أن الرياضة تخلق جسورًا قوية بين الأفراد وتساعد في بناء مجتمع أكثر تقبلاً وتعاونًا.

وخلصت الجلسة إلى أن نجاح الدمج يتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع، وبناء بيئة تعليمية مرنة وشاملة تحترم حقوق جميع الأفراد.

كما استعرضت جلسة "الأشقاء كقادة في الأسرة" دور الأشقاء في تعزيز الروابط العائلية، وقيادتهم في دعم ذوي الإعاقة، حيث أدار الجلسة شارلوت بايك ودانييل ديكسون، بمشاركة عدد من المناصرين من دول مختلفة.

وتحدثت كيمبر بياليك عن أهمية إشراك الأشقاء في الحوار الأسري والتخطيط طويل المدى، فيما قدّم المشاركون تجاربهم في تحمل مسؤوليات متعددة ضمن الأسرة، مؤكدين على أهمية التقدير والتمكين.

واختتمت الجلسة بإعلان مبادرات مستقبلية، من أبرزها إطلاق خريطة عالمية لمنظمات الأشقاء، ووضع إطار لتمثيلهم ضمن هيكل منظمة الاحتواء الشامل الدولية.

ويستمر المؤتمر حتى 17 سبتمبر الجاري، بمشاركة عالمية واسعة، ليكون منصة حوارية رائدة في مجال حقوق ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، بتنظيم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وبشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.

2
 
3
 
4
 
5
 
6
 
7
 
8
 
9
 
10
 
11
 
12
 
Capture
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق