"من المؤسسات إلى الاستقلال".. الشارقة تقود حراكاً عالمياً لدمج ذوي الإعاقة الذهنية
الإثنين، 15 سبتمبر 2025 08:34 م
استضافت إمارة الشارقة المؤتمر العالمي "نحن الاحتواء 2025"، للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة 500 شخص من 74 دولة، حيث ناقش المؤتمر قضايا الدمج المجتمعي وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، داعياً إلى التحول من الإيواء المؤسسي إلى العيش المستقل.
عرض ميلان سفريبا تجربة أوروبا في إغلاق المؤسسات الإيوائية، مشيراً إلى أن نحو 750 ألف شخص ما زالوا يعيشون في مؤسسات مغلقة، ومطالباً بتوفير بدائل إنسانية مثل البيوت المجتمعية والدعم الفردي داخل المجتمع.
ناقش المتحدثون التحديات أمام هذا التحول، منها الجوانب الاقتصادية والتشريعية، مؤكدين أهمية إعداد كوادر متخصصة، وتطوير البنية التحتية، ومراجعة السياسات لضمان العيش المستقل والدمج الكامل.
سلط المؤتمر الضوء على أهمية تقديم المعلومات بلغة ميسرة، باعتبارها حقاً أساسياً يتيح للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية اتخاذ قراراتهم والمشاركة في مختلف جوانب الحياة.
استعرض المتحدثون أدوات تبسيط القراءة مثل استخدام كلمات مألوفة ورسوم توضيحية، مؤكدين أن هذه الممارسات تعزز الفهم وتدعم الاستقلالية، وتنسجم مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
عرض محمد النابلسي تجربة إدخال "القراءة المبسّطة" إلى اللغة العربية، مشيراً إلى غياب المعايير الموحدة سابقاً، ودور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في تطوير وثيقة عربية معتمدة لتبسيط اللغة.
ناقشت جلسة أخرى تجارب توظيف المناصرين الذاتيين، حيث شارك أفراد من تايوان وماليزيا قصص نجاحهم في الوظائف وريادة الأعمال، مؤكدين أن العمل الدامج يمنح الاستقلال ويكشف عن قدراتهم الحقيقية.
أكد المتحدثون أن ريادة الأعمال تمثل خياراً بديلاً، يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من اختيار مجالاتهم وتطوير مهاراتهم، وتحقيق دخل بطرق مرنة وخارجة عن الإطار التقليدي للوظائف.
ناقشت جلسة "نتحدث، نشارك، نحدث فرقاً" أساليب الدعم الجيد، حيث بين خبراء أن التمكين الفعّال يبدأ بإتاحة وسائل التواصل والتعبير عن الذات، باستخدام حلول تقنية وأدوات بديلة.
استعرضت أنوار عبيد تجربة خولة الجودر التي تمكنت من نشر مقالات والتقاط صور بشكل مستقل، مشيرة إلى أهمية الدعم التدريجي، واستخدام أدوات متنوعة لتحقيق الاستقلالية.
أوضح كاميل متى أهمية التواصل المعزّز والبديل، لتمكين الأفراد من التعبير بأشكال متعددة، كالرسم، والإشارات، والنظرات، معتبراً أن التقنية وسيلة رئيسة للدمج والمشاركة المجتمعية.
أكدت خولة الجودر أن أدوات التواصل المعتمدة على أوامر العين فتحت أمامها آفاقاً جديدة للتفاعل، وأن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة تقنياً يجعلهم أكثر قدرة على التعبير والمشاركة في المجتمع.
اختتم المؤتمر يومه الأول بمجموعة من التوصيات الداعية إلى توفير الدعم النوعي، وتبني سياسات دامجة، وتطوير أدوات التمكين، ضمن مسار واضح نحو شمولية حقيقية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.