المسيّرات المدعومة بالذكاء الاصطناعى هل تغير قواعد الحروب فى العالم ؟

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 02:49 م
  المسيّرات المدعومة بالذكاء الاصطناعى هل  تغير قواعد الحروب فى العالم ؟
هانم التمساح

 
 تتزايد مخاطر التكنولوجيا المستخدمة بشكل لا إنسانى يوما بعد يوم ،ويحذر  خبراء من أن المنظومات  العسكرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على لوغاريتمات تدير الأسراب من الممكن أن تقلص من سيطرة العنصر البشري على الأسلحة، بما يزيد من درجة استقلالية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات الهجوم في ميادين القتال ،عبر المسيرات المدعومة بالذكاء الاصطناعى .
 
وبالرغم من إمكانية  أن تستخدم أسراب المسيرات في قطاعات أخرى مثل اللوجستيات، والزراعة، وخدمات الطوارئ،ويمكن لها مراقبة خطوط أنابيب البترول والغاز الطبيعي، ومحاصيل النباتات في الأراضي المنزرعة، أو البحث والإغاثة في مناطق الكوارث، والقيام بتلك المهام بكفاءة أعلى كثيراً من المسيّرات المفردة ، إلا أن شركات تكنولوجية ناشئة أطلقت  سلسلة من البرمجيات المتطورة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى التى تجعل المركبات الجوية غير المأهولة (المسيّرات الجوية) لاعبا فتاكا يغير من شكل الحروب فى ميادين القتال على مستوى العالم ، حيث بات من المتوقع أن تتحول أسراب الطائرات المسيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى أداة لتشويش وإرباك وسحق دفاعات العدو في آن واحد.
 
وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" كشفت شركة "أوتيريون"، الأمريكية الألمانية الناشئة، أخيرا النقاب عن "محرك هجومي يضم أسرابا من مركبات جوية غير مأهولة".
  
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن الرئيس التنفيذي للشركة، لورينز ميير، قوله إن ظهور حشد المسيرات كان "لحظة عظيمة للغاية"، وقد أطلق على التكنولوجيا الجديدة اسم "نيميكس"، والتي تحول المسيرات المنفردة إلى قوة موحدة منسقة ،وتتيح منظومة "نيميكس"، التي يدعمها نظام تشغيل "أوتيريون" وتظهر في صورة تطبيق برمجي، لأي مسيرة متطابقة التشغيل أن تنضم إلى السرب عبر تحديثات برمجية بسيطة تجرى عليها.
 
وبالرغم من كون البرمجية الجديدة لم تستعمل   بعد في ميادين القتال، لكن "أوتيريون"، التي تتخذ من ولاية فيرجينيا الأمريكية مقراً لها، تعمل على شحن 33 ألف من مسيراتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي "أداة الهجوم" إلى أوكرانيا بحلول نهاية هذا العام، وذلك كجزء من تعاقد أبرمته مع "البنتاجون". وقالت الشركة إن تلك المنظومات من الممكن تحديثها بنظام "نيميكس" لتصبح قابلة لأن يتم نشرها في صورة أسراب منسقة ،وتتيح تقنية الأسراب لجندي واحد أن يسيطر على أعداد من المسيرات، بما يساعد على تنفيذ هجوم استراتيجي يسعى تلقائيا إلى أن يتفوق على دفاعات العدو ويدمرها.
 
ويقول جوندبرت شيرف، المؤسس المشارك لشركة "هيليسنج"، التي أعلنت الأسبوع الماضي عن تكنولوجيا أسراب مسيرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي بالشراكة مع "سيستماتيك" الألمانية للبرمجيات "الفكرة الكلية لحشود المسيّرات هي أنك تتحول إلى مضاعف للقوة، باستغلال إنسان واحد".
 
كانت أول تجربة واسعة النطاق لأسراب المسيّرات قد بدأت في عام 2016، ونفذتها مقاتلات "إف-18 هورنيت" التابعة لسلاح الجو الأمريكي بإلقاء العشرات من المسيرات متناهية الصغر، كما قامت الصين أيضاً باستعراض أسراب مسيرات منذ عام 2017.
 
 و منذ الحرب الروسية في عام 2022، جرب عدد من الشركات الأوكرانية إطلاق أسراب من المسيرات، وخصوصاً شركة "سوامر"، في العاصمة كييف، والتي قالت إن تكنولوجيتها استُخدمت في 82 ألف عملية هجومية.
 
وشبه رئيس مجلس الإدارة والمؤسس لشركة "سوامر"، سيرهي كوبريينكو، أسراب المسيرات الذكية بالأعضاء الحية التي يمكن أن تتواصل من خلالها المسيرات بعضها بعضاً، بينما تقرر بصورة مستقلة كيف لها أن تحلق وتنفذ العمليات الهجومية.
 
 
 وتكشف "فايناننشيال تايمز"فى  تقريرها الموسع عن أسراب المسيّرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي  إن الشركات الناشئة في "وادي السليكون" بالولايات المتحدة، ومدينة شينجين الصينية، تقوم بالفعل بتجريب أسراب المسيرات في مراقبة المستودعات بصورة مستقلة، ومكافحة الحرائق، ومراقبة التجمعات ، ونبه محللون إلى أن قدرات الاستخدام على النطاق التجاري تعتمد على مدى تطوير المعايير المنظمة للأمان واستخدام البيانات.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق