الاحتلال يواصل توسيع الجبهات.. قصف الحديدية اليمنية وبدء التوغل البرى في غزة لعرقلة "حل الدولتين"
السبت، 20 سبتمبر 2025 11:50 م
الأمم المتحدة تطلق نداء لإنقاذ الفلسطينيين من الجوع والهجمات والتهجير القسرى.. وتؤكد: 640 ألفاً يواجهون جوعاً كارثيا
واصل الاحتلال الإسرائيلي توسيع جبهاته، من خلال قصف عنيف الأسبوع الماضى لمدينة الحديدة اليمنية، مع بدء عملية الاجتياح البرى لمدينة غزة، فى محاولة لأجبار الفلسطينيين على النزوح إلى الجنوب.
والأسبوع الماضى، نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بيانا أعلن من خلاله أن مليون فلسطيني يواصلون الصمود رافضين النزوح القسري، وجاء في البيان: "أكثر من مليون فلسطيني ما زالوا متجذرين في مدينة غزة وشمالها، متمسكين بأرضهم وبيوتهم، رافضين بشكل قاطع النزوح نحو الجنوب، رغم وحشية القصف وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في إطار تنفيذ جريمة "التهجير القسري" الدائم المنافية لكافة القوانين والمواثيق الدولية".
وأضاف: "يبلغ عدد سكان مدينة غزة وشمالها أكثر من (1.3) مليون نسمة، بينهم نحو (398 ألفاً) من سكان محافظة شمال غزة، وقد نزحت غالبيتهم قسراً إلى غرب المحافظة، إضافة إلى ما يزيد عن (914 ألفاً) من سكان محافظة غزة، بينهم ما يقارب (350 ألفاً) اضطروا للنزوح من الأحياء الشرقية للمدينة باتجاه وسطها وغربها"، مشيراً إلى أن الطواقم الحكومية رصدت خلال الأيام الماضية تصاعد حركة النزوح القسري من مدينة غزة باتجاه الجنوب نتيجة جرائم الاحتلال الوحشية، حيث اضطر ما يقارب 190 ألف مواطن لمغادرة منازلهم تحت وطأة القصف، في المقابل سجلت الطواقم أيضاً حركة نزوح عكسي، إذ عاد أكثر من (15 ألفاً) إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات ظهر اليوم الثلاثاء، بعد أن قاموا بنقل أثاثهم ومقتنياتهم لتأمينها في الجنوب، ثم عادوا لمدينتهم بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة في الجنوب.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء الماضى، عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة ضمن المرحلة البرية من عملية "عربات جدعون2" التي أطلقها الاحتلال قبل عدة أسابيع، بزعم استهداف الفصائل الفلسطينية المنتشرة في مدينة غزة والمحافظات الوسطى، حيث قال رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تمر بـ"وضع حرج"، مشيراً إلى أن إسرائيل دخلت مرحلة حاسمة من العمليات العسكرية.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، إن العملية العسكرية في مدينة غزة تمثل تصعيدا خطيرا، كما أنها ستعمق حجم الكارثة الإنسانية، مؤكدة على أن التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى إحراق غزة جرائم حرب جديدة، لافتة إلى أن ما يحدث في غزة تصعيد خطير نحمل حكومة نتنياهو مسؤوليته.
وقال السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل تواصل تصعيدها السياسي والإعلامي في محاولة لعرقلة المؤتمر المرتقب الذي سيعقد في الأمم المتحدة الأثنين المقبل، 22 سبتمبر، والذي يهدف إلى الدفع نحو حل الدولتين والاعتراف المتزايد بدولة فلسطين، مشيراً إلى أن هذا التصعيد يأتي نتيجة للضغوط الدولية والاعترافات المتزايدة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، ما أدى إلى مواقف إسرائيلية متهورة وتصعيد في سياساتها العدوانية تجاه عدد من الدول العربية، من بينها فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وقطر، إضافة إلى محاولاتها التمدد إقليميًا بطرق تتنافى مع إرادة المجتمع الدولي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
واستمر الاحتلال الإسرائيلى فى تحدى المجتمع الدولى والقانون الإنسانى العالمى حيث يقوم بتجويع مئات الآلاف من الفلسطينيين، ويتحدث صراحة عن الإبادة الجماعية ويجبر مئات الآلاف على الفرار عشرات المرات من منازلهم ومأواهم ويستهدف المنظمات الإنسانية ويقتل عاملين الإغاثة على مرأى ومسمع من العالم، وهو ما أشارت إليه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بعدما أطلقوا خلال الأيام الماضية تحذيرات لإنقاذ الفلسطينيين من الجوع والهجمات والتهجير القسرى، حيث حذر توم فليتشر وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن عدد الأشخاص الذين يواجهون جوعا كارثيا فى غزة قد يزيد عن نصف مليون شخص ليتجاوز 640 ألفا هذا الشهر، مجددا أنه كان من الممكن التنبؤ والوقاية من المجاعة التى تشهدها غزة حاليا.
وندد المسؤول الأممى بما يحدث تجاه المدنيين الفلسطينيين مؤكدا أن الوزراء الإسرائيليون يتحدثون صراحة عن "تدمير غزة وإجبار الناس على النزوح بشكل دائم وقصف المساعدات الغذائية"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها قادرون على إنقاذ الأرواح فى القطاع على نطاق واسع إذا سُمح لهم بذلك موضحا أن خطة وقف المجاعة فى غزة بسيطة تحتاج فقط لوقف إطلاق النار، ودخول مئات الشاحنات يوميا، ووصول كامل، وطرق آمنة، وإنهاء التأخيرات البيروقراطية، واستعادة الكهرباء والمياه، والسماح بالحركة التجارية. كل هذا ليس معقدا"، وقال توم فليتشر، إن أكثر من 380 عامل إغاثة قُتلوا العام الماضى، وهو أعلى رقم على الإطلاق، وحتى الآن قُتل 270 منهم بالفعل هذا العام لافتا إلى أن العمل الإنسانى يواجه "عاصفة كاملة" ويتم استهداف من نقص التمويل، والإرهاق، والهجوم.
وأشار فليتشر، إلى أن العمليات الإنسانية ممولة بنسبة 19% فقط حتى الآن هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 40% عن العام الماضى لافتا إلى أن المئات من منظمات الإغاثة قد أُغلقت، وقدر أن القطاع ككل "تقلص بالفعل بمقدار الثلث" منذ 10 أشهر.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ثلث مراكز علاج سوء التغذية فى مدينة غزة أغلقت بسبب أوامر النزوح القسرى، فيما ذكر برنامج الأغذية العالمى، أن النزوح القسرى من مدينة غزة يستنفد الموارد المتاحة لدى الأسر وتعطل آخر شرايين الحياة المتبقية لديها، محذرا من أن الجوع سيتفاقم وخاصة بين الأطفال بدون توفر الوصول الإنسانى الآمن والمستدام.
في المقابل، تواصلت الضغوط الأوربية على تل أبيبن بعدما دعا رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إلى استبعاد إسرائيل من جميع المنافسات الرياضية الدولية، ما لم توقف ما وصفه بـ"الهمجية" ضد الفلسطينيين في غزة.
ما قاله سانشيز جاء عقب فوضى شهدتها المرحلة الأخيرة من سباق إسبانيا للدراجات، بعدما اقتحم متظاهرون مؤيدون لفلسطين مضمار السباق في مدريد احتجاجًا على مشاركة فريق إسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات مع الشرطة وإصابة 22 شخصًا واعتقال اثنين.وقال سانشيز أمام أعضاء حزبه: "لماذا عوقبت روسيا بعد أوكرانيا، بينما يُسمح لإسرائيل بمواصلة مشاركاتها رغم ما يجري في غزة؟ على الاتحادات الرياضية أن تراجع موقفها الأخلاقي".