صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لـ"صوت الأمة": 750 مدرس و120 كادر جامعى استشهدوا في غزة و700 ألف طالب حُرموا من الدراسة

السبت، 20 سبتمبر 2025 11:00 م
صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لـ"صوت الأمة": 750 مدرس و120 كادر جامعى استشهدوا في غزة و700 ألف طالب حُرموا من الدراسة
محمود علي

90% من الأبنية المدرسية والجامعية تهدمت والاحتلال دمر 200 روضة أطفال و233 مبنى مدرسى

الموقف المصري رافعة أساسية لدعم التعليم الفلسطيني وإسناد الطلبة النازحين.. وإسرائيل تستهدف الهوية قبل المدارس

 

في ظل حرب مفتوحة تستهدف الحجر والبشر والذاكرة الفلسطينية، يبرز التعليم في قطاع غزة كأحد أبرز ميادين الاستهداف الإسرائيلي. مدارس تحولت إلى ركام، وجامعات خرجت من الخدمة، ومئات آلاف الطلبة حُرموا من حقهم الطبيعي في التعلم، فيما يسجل المشهد واحدة من أبشع صور "الإبادة التعليمية" التي وُصفت بأنها استهداف مباشر للهوية والإرادة والطموح الفلسطيني.

في هذا الحوار، يكشف صادق الخضور، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، عن حجم الكارثة التي ضربت البنية التحتية التعليمية في غزة.. وإلى نص الحوار..

 

ما هو واقع التعليم في قطاع غزة في ظل العدوان المتواصل؟

واقع التعليم في غزة بالغ الصعوبة، نحو 90% من الأبنية المدرسية والجامعية باتت مهدمة، ما يعني أن البنية التحتية التعليمية تعرضت لتدمير شبه كلي. كما أن أكثر من 700 ألف طالب حُرموا من التعليم على مدار عامين، وها هو العام الدراسي الثالث يبدأ في ظل استمرار العدوان.

 

ما حجم الخسائر البشرية والمادية في قطاع التعليم؟

ارتقى قرابة 18 ألف شهيد من القطاع، من بينهم 750 من الهيئة التدريسية، و120 من الكوادر الجامعية. كما تضرر أكثر من 233 مبنى من أصل 307 مدارس حكومية، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 200 روضة أطفال، كانت تحتضن نحو 70 ألف طفل.

 

وماذا عن امتحانات الثانوية العامة داخل وخارج قطاع غزة؟

تمكّن أكثر من 26 ألف طالب من قطاع غزة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة خلال العدوان، كذلك، عقدت الوزارة الامتحانات للعام الثاني على التوالي لأكثر من 23 ألف طالب من أبناء القطاع المتواجدين في جمهورية مصر العربية، التي نثمن دعمها لهذا الجهد التربوي الوطني.

 

وكيف دعمت الوزارة الصحة النفسية للطلبة في ظل الحرب؟ وكيف أثّر الانقطاع القسري عن التعليم في قطاع غزة على نفسية الطلبة، خاصة الأطفال، وما الانعكاسات التي ترصدونها على تطورهم السلوكي والمعرفي؟

وفرت كل مدرسة افتراضية مرشدًا نفسيًا، كما دُرّب المعلمون ليكونوا داعمين نفسيين للطلبة، نُفذت تدخلات متنوعة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، شملت أنشطة فنية ورياضية وثقافية، بهدف مساعدة الطلبة على استعادة التوازن النفسي ومواصلة حياتهم ومسيرتهم التعليمية.

أنت تتحدث عن أطفال، ومن هنا فالخوف والقلق هي أبرز الآثار علاوة على التشتت والشرود الذهني والقلق والتروما وكلها باتت واضحة سواء من خلال متابعة الطلبة في المراكز التعليمية أو المدارس الافتراضية.

 

وما موقف الوزارة من استهداف المناهج والمنظومة التعليمية الفلسطينية؟

الإبادة التعليمية في قطاع غزة هو استهداف للهوية والإرادة والطموح الفلسطيني، المنهج الفلسطيني إنساني ووطني، ويُعبر عن قضايا اجتماعية وثقافية ومعرفية ضمن معايير دولية، محاولات الاحتلال لفرض رواية محرفة، كما حدث في مدارس القدس، هي هجوم ممنهج على الوعي الجمعي، ومحاولة لتمزيق شبكة الطموح الوطني الفلسطيني.

 

في ظل الظروف الراهنة، ما السيناريوهات أو الحلول المؤقتة التي تدرسها الوزارة لضمان استمرار الحد الأدنى من التعليم لأطفال غزة؟

تمثل المدارس الافتراضية أبرز تدخل ولا ننسى المراكز التعليمية الوجاهية في مراكز الإيواء لكنها تأثرت بحكم الوضع الميداني الصعب، علاوة على توفير منصات تعليمية ومنها منصة wise school  ولعل من الجدير بالتنويه صعوبة توفير مواد ورقية وكتب وقرطاسية بسبب الحصار.

 

هل ثمّة جهود حقيقية من المؤسسات الدولية لدعم التعليم في غزة؟ وما تقييمكم لفعالية هذه المبادرات حتى اللحظة؟

ثمة تعاون مع تلك المؤسسات يصل لحد وجود برامج مستقلة، وهناك شراكات سواء مع جامعة العلوم الإسلامية العالمية وتحديدا فيما يتعلق بتنفيذ امتحان الثانوية العامة، ولا ننسى دور اليونيسف ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وفي التعليم العالي هناك برنامج مشترك مع مؤسسة التعاون وكنا نطمح بأن يكون دور اليونسكو أكبر.

ولا ننسى وجود مبادرات من مؤسسات مجتمع مدني فلسطيني ومؤسسات أهلية وتحديدا فيما يتعلق بالمراكز التعليمية وما يتم توفيره من فرص تعلم في مساحات مفتوحة، ونتطلع لتعاون أكبر من المؤسسات الدولية وبحيث تتم تغطية مرحلة رياض الأطفال التي تأثرت كما التعليم المدرسي والجامعي دون أن نلمس أي تدخلات فعلية خاصة بها.

بطبيعة الحال؛ ثمة جهد كبير سجله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيث كانت تدخلات البرنامج علامة فارقة، وذات أثر واضح في إنجاح المدارس الافتراضية وعقد امتحان الثانوية العامة.

 

وسط التحديات المتفاقمة، كيف تسعى الوزارة لتحفيز ثقافة الصمود التعليمي وربط الطلبة بقضيتهم وهويتهم الوطنية؟

استمرار التعليم في حده الأدنى هو رسالة وطنية، ومجرد إصرار الوزارة على القيام بتدخلات هو جزء لا يتجزأ من الانتصار للتعليم باعتباره خيارا وطنيا، وبالتالي جاء تنظيم المدارس الافتراضية وافتتاح المراكز الوجاهية وعقد امتحان التوجيهي مندرجا في إطار جهد وطني موجه وتعبير عن التزام الوزارة الأخلاقي بالحفاظ على الحق في التعليم باعتباره ركيزة من ركائز المنعة والصمود.

 

الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية ألقت بظلالها على العملية التعليمية.. ما الخطط المطروحة لضمان استدامة التعليم في ظل هذه الظروف؟

اعتماد سيناريو مقلص للدوام والتركيز على المباحث الأساسية واعتماد برنامج التعليم المساند، واستثمار فترة الصيف لصالح تنظيم مدارس صيفية، كلها خطوات في خطة محاولة ما تسببت به الازمة المالية من تداعيات عكست ذاتها على مجمل الفاقد التعليمي، ولدى الوزارة خطة طوارئ ببدائل متعددة خاصة وأن الخيارات تتراوح بين صعب وصعب جدا، حيث الوضع أكثر تعقيدا في جنين وطولكرم. مع منح التعليم في القدس خصوصية معينة تضمن بقاء التعليم في المدينة خارج أي ترتيبات مرتبطة بتقليص زمن التعلم.

 

وكيف تقيمون الموقف العربي، وخاصة المصري، من دعم العملية التعليمية في فلسطين؟ وما الخطوات العملية على صعيد إعادة الإعمار التربوي؟

الموقف العربي وتحديدا المصري موقف مساند خاصة ما يرتبط بتوفير التعليم للطلبة الذين نزحوا إلى جمهورية مصر العربية، وهو ما مكن الوزارة من عقد امتحان الثانوية العامة لهم للعام الثاني على التوالي، كما نثمن الدعم المقدم طلبة الجامعات، ولا ننسى الدور الذي تقوم به جامعة العلوم الاسلامية العالمية في الأردن ومؤسسات قطرية، منها التعليم فوق الجميع ومؤسسة قطر الخيرية ،ونعول كثيرا على الإسناد العربي لأي خطط مستقبلية ، ونشكر الدول العربية التي بادرت لتخصيص منح جامعية لطلبة فلسطين سواء مصر والأردن ودول الخليج العربي والعراق ودول شمال أفريقيا العربية، فهذا الإسناد موضع تقدير واحترام، وفي إعادة الإعمار لا غنى عن الدعم العربي الذي شكل على الدوام ركيزة رئيسة مع الامل بأن نشهد المزيد من برامج الدعم للتعليم في القدس وفي غزة ولصندوق إقراض الطلبة الجامعيين الذي باتت الحاجة لاستدامته أكبر من أي وقت مضى، ويولي وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الدكتور أمجد برهم، الإسناد العربي اهتماما خاصا وهو حريص على التواصل مع نظرائه العرب لتعزيز الجهود المشتركة والتعاون خدمة لقضايا التعليم الفلسطيني.

 

في ظل الغياب شبه الكامل للمساءلة الدولية، ما هي رسالتكم اليوم للعالم ومؤسساته الحقوقية بشأن مسؤوليتهم تجاه حماية التعليم الفلسطيني كحق غير قابل للتأجيل؟

بات اليوم مطلوبا أكثر من أي وقت مضى بأن تتحمل المؤسسات الأممية دورها، والعالم مطالب بالانتصار لحق أطفال فلسطين في التعليم، ونأمل أن تضاعف اليونسكو جهودها، وأن تضطلع المؤسسات الحقوقية الدولية بدورها، وأن تفي الدول بالتزاماتها التي تعدت بها في قمة تحويل التعليم، ولا زلنا نعتقد أن مواقف تلك المؤسسات لم ترق إلى مستوى الاستهداف، وباسم أطفال فلسطين نأمل أن نشهد المزيد من الجهد الدولي الموجه صونا لحق هؤلاء الأطفال الذين باتت مدارسهم ركاما ومستقبلهم في مهب الريح.

وبالحد الأدنى، ضمان وصول طلبة الضفة بشكل آمن إلى مدارسهم،وحماية المدارس في أماكن سكن البدو والحماية من استهداف التعليم، وفي غزة توفير بدائل ولو بشكل مؤقت للمدارس المهدمة، وتوفير ضمانات بعدم استهداف الطلبة والمعلمين ، والسماح بدخول القرطاسية والكتب وضمان انتظام الكهرباء والانترنت، هذه المتطلبات ضرورة أساسية للانتصار لحق أساسي وهو التعليم الذي كفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة