وأشارت صحيفة الجورنال الإيطالية إلى أن الإضراب الذي شمل قطاعات النقل والموانئ والمطارات والتعليم، اعتُبر بمثابة رسالة مزدوجة، الدفاع عن الحقوق العمالية والاجتماعية داخل إيطاليا، والتنديد في الوقت نفسه بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
ورفع المشاركون شعارات تطالب بالحرية لفلسطين، منددين بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار وعدوان، وتخرج المظاهرات فى أكثر من 60 مدينة إيطالية، كما أنهم رفعوا شعار "ليتوقف كل شئ ..فلسطين فى القلب".ووفقا للصحيفة فإن الإضراب، الذي دعت إليه النقابات، جاء ضد الإبادة الجماعية في فلسطين، وضد تزويد إسرائيل بالأسلحة، وضد غياب تدخل ملموس لفك الارتباط مع الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى دعم غير مشروط لمهمة "أسطول الصمود العالمي" الساعي إلى إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
ووصف الاقتصادي والمفكر "لوتشانو فاسابولو" فلسطين بأنها أصبحت رمزاً للمقاومة العالمية ضد الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة، مؤكداً أن كل تظاهر في شوارع إيطاليا لأجل غزة هو أيضاً دفاع عن حقوق الفئات المستغلة في الداخل، كما شدّد على أن مواقع الإنتاج واللوجستيات، كالموانئ، تمثل نقاطاً استراتيجية يمكنها تعطيل "سلسلة الموت" عبر منع مرور شحنات السلاح إلى مناطق النزاعات.
الإضراب لم يكن مجرد تعبير رمزي عن التضامن، بل جاء متزامناً مع خطوات عملية، بينها تعطيل جزئي لحركة الشحن في بعض الموانئ وإضرابات في قطاعات النقل الحيوية. هذه الإجراءات أعادت إلى الأذهان تجارب تاريخية للأممية العمالية حيث لعب العمال دوراً أساسياً في إيقاف الحروب والاستغلال.