ماذا يعني الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين؟

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 09:10 م
ماذا يعني الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين؟
هيثم صلاح الدرس يكتب

طالبت مصر كثيرا فى المؤتمرات والمحافل والندوات الدولية ـ وما زالت ـ الدول الأوروبية، بالاعتراف بدولة فلسطين، لأنها تعرف جيدا، أن مجرد الاعتراف بفلسطين من قبل الدول الأوروبية والأجنبية، سيكون له أبعاد سياسية وقانونية ودبلوماسية عميقة، ليس فقط على القضية الفلسطينية، بل على النظام الدولى برمّته، والموقف من القانون الدولى وحقوق الإنسان.
 
وفى ظل التصاعد المستمر للصراع الفلسطينى ـ الإسرائيلى، تزايدت المطالبات الدولية بالاعتراف بدولة فلسطين كخطوة نحو تحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال.
إن الاعتراف بدولة ما، هو إجراء دبلوماسى وسياسى تقوم به دولة ذات سيادة، تعلن من خلاله قبول وجود كيان سياسى معين كـ"دولة مستقلة"، وفقا لمعايير القانون الدولى، ويعنى هذا:
 
ـ الاعتراف بحق هذه الدولة فى التمثيل الدبلوماسى الكامل.
ـ دعم حقها فى السيادة على أراضيها.
ـ دعم انضمامها إلى المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة.
ـ رفض أى انتقاص من سيادتها أو احتلال لأراضيها.
 
دولة بريطانيا، صاحبة "وعد بلفور" عام 1917، الذى مهد لقيام الكيان الإسرائيلى، اعترف رئيس وزرائها، اليوم، بدولة فلسطين.
 
هذا الاعتراف البريطانى بدولة فلسطين، يحمل فى طياته رمزية قوية لتصحيح تاريخى لطالما طالب به الفلسطينيون خاصة، والعرب عامة، وهو ما يعنى:
 
ـ دعم سياسي ودبلوماسي للفلسطينيين.
ـ تعزيز الشرعية الدولية للسلطة الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطينى.
ـ تقوية موقف الفلسطينيين فى المفاوضات المستقبلية.
ـ دفع إسرائيل إلى إعادة النظر فى سياساتها الاستيطانية، ورفضها لقيام دولة فلسطينية.
ـ زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولى وإنهاء الاحتلال.
ـ يمكن لفلسطين أن تستخدم هذا الاعتراف فى المحاكم الدولية (مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية)، لتعزيز دعواها ضد إسرائيل بشأن الاستيطان والجرائم ضد الإنسانية.
 
المؤكد، أن اعتراف بريطانيا، وهى دولة ديمقراطية، مستقرة، وقوية، بدولة فلسطين، يشجع دولا أخرى مترددة على القيام بمثل هذا الاعتراف، ما يرفع عدد الدول التى تعترف بفلسطين على المستوى العالمى، خاصة فى أوروبا.
 
هذا الاعتراف، لن ينهى الاحتلال فورا، لكنه سيمنح الفلسطينيين شرعية دولية أقوى، ويعزز الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولى.
 
ورغم أن هذا الاعتراف، قد لا يحمل نتائج فورية على الأرض، فإنه يشكل رسالة سياسية قوية مفادها بأن العالم بدأ يرى ضرورة إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، على أساس دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق