استخراج الكارنيهات وجروب "واتس أب" أول إجراءات نواب الشيوخ الجدد

السبت، 27 سبتمبر 2025 08:00 م
استخراج الكارنيهات وجروب "واتس أب" أول إجراءات نواب الشيوخ الجدد
سامى سعيد

الأعضاء جاهزين بأجندة عامة تتضمن قضايا التعليم والصحة والحريات العامة.. والاهتمام بقضايا تمكين الشباب والمرأة وذوي الهمم

 

أنهى النواب الجدد بمجلس الشيوخ اجراءات دخولهم المجلس الجديد يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين، وتم استخراج بطائق العضوية وتفعيل حاسبتهم الالكترونية وغيرها من الاجراءات المتبعة بداية كل دورة برلمانية جديدة، فيما يترقب الشارع المصري والمتابعون للشأن العام انطلاق دورة الانعقاد الجديدة للغرفة الثانية للبرلمان، والتي يُنتظر أن تكون محملة بملفات وقوانين استراتيجية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر وتستكمل مسار الإصلاحات التشريعية للدولة.

وتتجه الأنظار بشكل خاص إلى عدد من التشريعات التي طال انتظارها والتي من المتوقع أن يكون لمجلس الشيوخ دور محوري في دراستها وإبداء الرأي فيها، وعلى رأسها مشروعات قوانين الإدارة المحلية، والعمل الجديد، وتعديلات قانون الإيجار القديم، والأحوال الشخصية، وهي ملفات تتصدر اهتمامات المجتمع وتعد بفتح آفاق جديدة في التنظيم الإداري والعدالة الاجتماعية.

وفيما يمثل المجلس "بيت الخبرة" والعقل التشريعي المتأني للدولة، فإن دورته الجديدة تأتي في توقيت دقيق يتطلب تضافر الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية وترسيخ دعائم السلام الاجتماعي. وينتظر المعنيون الآن دعوة رئيس الجمهورية للمجلس للانعقاد، لتكون بمثابة إشارة البدء لانطلاق عمل "غرفة الحكماء"، وبدء مناقشة هذه الملفات الهامة التي يعلق عليها المواطنون آمالاً عريضة.

وقال الدكتور عمرو سليمان، المتحدث باسم حزب حماة الوطن إن فوز الحزب بكامل مقاعده الفردية في انتخابات مجلس الشيوخ كان بمثابة إعلان حقيقي عن مدرسة سياسية جديدة في الحياة الحزبية المصرية، جاءت بعد خمس سنوات من العمل الجاد والدؤوب على الأرض، مشيرا إلى أن هذه المدرسة تعتمد في عملها على فلسفة "بناء الإنسان"، والمقصود به هو تكوين كوادر قوية قادرة على دفع الدولة نحو التنمية والتقدم، مستلهمةً في ذلك تجارب دول ناجحة مثل كوريا والهند والصين، التي كان العامل الرئيسي في نهضتها هو بناء كوادرها البشرية.

وأشار سليمان لـ"صوت الأمة" إلى أن هذا البناء يشمل إعداد المهندس الذي يكمل مشاريع البنية التحتية، والطبيب الذي يعيد إحياء مدرسة الطب المصرية العريقة، بالإضافة إلى معالجة ملفات الإسكان والتعمير لضمان أن يعيش المواطنون في شوارع نظيفة، وهو ما يتطلب أن تتماشى المحليات في عملها مع خطة الدولة التنموية في مجالات الصرف الصحي والمياه النظيفة، مؤكداً على أهمية ملف الزراعة وضرورة استعادة ريادة مصر فيه، خاصة بعد الزيادة غير المسبوقة في الصادرات الزراعية، داعيًا إلى دعم الفلاح بالتعليم والتكنولوجيا الحديثة. كما شدد على ملف الصحة، وضرورة زيادة أعداد الأطباء واستكمال مشروع التأمين الصحي الشامل، مُشيداً بمبادرة "حياة كريمة"، لافتا إلى أن فكرة إيصال الخدمات لمستحقيها في كل محافظات مصر، وحمايتهم بتشريعات قوية من الأزمات الاقتصادية وموجات الغلاء، هي جزء لا يتجزأ من تحقيق التضامن المجتمعي الحقيقي.

وأكد سليمان أن كل هذه الملفات، بما فيها تمكين الشباب والمرأة وذوي الهمم، تصب في النهاية في مصلحة الأمن القومي المصري وتعزز من قدرة الدولة على التصدي للتحديات وقضايا الوعي.

وقال النائب باسل كامل، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الحزب لديه أجندة سياسية واضحة وأولويات لا ترتبط بأشخاص بعينهم وإنما تنطلق من مبادئ عامة وثابتة، وأوضح أن أولى اهتمامات الحزب هي الانحيازات الاجتماعية، وفي مقدمتها ملفات الصحة والتعليم، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تعاني من اختلالات كبيرة منذ سنوات وتحتاج إلى إصلاح جذري وليس مجرد حلول تجميلية، مؤكدا أن مكافحة الفساد وتطبيق الحوكمة الرشيدة تأتي ضمن الركائز الأساسية لعمل الحزب، معتبرًا أن الشفافية والمساءلة شرط ضروري لتحقيق أي تقدم حقيقي.

وأضاف كامل لـ"صوت الامة" أن الإصلاح السياسي يظل العامل الحاكم والمنظم لكل الملفات الأخرى، وقال إن القوانين المرتبطة بالديمقراطية والحريات هي "نقطة الصفر" التي يجب أن يبدأ منها أي إصلاح، بدءًا من تعديل قانون الانتخابات، ومرورًا بإصدار قانون يضمن حرية عمل الأحزاب، وصولًا إلى النصوص الدستورية الخاصة بمناهضة التمييز، مشدداً على أن الحزب يتطلع إلى بناء حياة سياسية حقيقية في مصر، قائلاً: "المعارضة جزء من أي نظام ديمقراطي صحي، ومن خلالها تتولد البدائل وتُصنع القيادات، وهذا ما نريده من أجل مستقبل البلد، لافتا إلى أن أول جلسة ستشهد انتخابات رئاسة المجلس ستتم أولاً في الجلسة الافتتاحية بعد أداء القسم، ثم تليها انتخابات رئاسة اللجان داخلياً في كل لجنة. وفي ختام حديثه.

وفيما يخص ملف البنية التحتية، لفت كامل إلى أن الحكومة كثيرًا ما تنفذ مشروعات ضخمة مثل الطرق السريعة أو القطار السريع، بينما يعاني المواطنون في القرى والمدن من غياب وسائل نقل عام بسيطة وفعالة كالمترو والأتوبيسات، قائلاً: "الأولويات يجب أن تكون لخدمة الناس قبل أي مشروعات فخمة".

وبشأن إجراءات مجلس الشيوخ، أوضح كامل أنه تم إنشاء مجموعة تواصل عبر تطبيق "واتساب" ضمت النواب المنتخبين، على أن يتم استكمال باقي الإجراءات مثل استخراج الكارنيهات والبصمة وتسجيل البيانات خلال الأيام المقبلة، تمهيدًا لعقد الجلسة الافتتاحية وأداء اليمين الدستوري مطلع أكتوبر، يعقبها انتخابات رئاسة المجلس واللجان النوعية.

وقال النائب فايز حرب ، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الجبهة الوطنية، إنه من المبكرة الحديث عن أداء المجلس او الملفات الأساسية بها، موضحاً لـ"صوت الأمة" أن دور مجلس الشيوخ معروف كغرفة تشريعية ثانية يقدم حلول ورؤى لمختلف القضايا وينتظر المجلس العديد من الملفات التي تهم الوطن والمواطن، مشيرا إلى ان الحزب لديه رؤي منوعة ومختلفة سيتم العمل عليها خلال الفترة المقبلة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق