وأضاف رئيس الجالية المصرية بجدة، أن الرسالة الأبرز التي وجهتها مصر من خلال الكلمة هي أن الفلسطينيين يتعرضون لحرب "غير عادلة" تقوم على القتل والتجويع الممنهج، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، مشددا على أن مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تكون شريكا في "نكبة جديدة"، وهو موقف يحظى باحترام وتقدير شعوب المنطقة كلها.
وأشار "الحفناوي"، إلى أن الكلمة تناولت أيضا قضايا الأمن القومي والإقليمي، ومنها ملف سد النهضة، حيث أكد الوزير أن مصر لن تتهاون في حقوقها المائية وأنها مستعدة لاستخدام كل الوسائل القانونية والدبلوماسية لحماية مصالحها الوجودية، لافتا إلى أن حديث الوزير عن استضافة مصر لأكثر من 10 ملايين لاجئ وتقديم الخدمات لهم دون تمييز، رغم الأزمات الاقتصادية، يعكس البعد الإنساني في السياسة المصرية، ويقدم نموذجا نادرا في العالم لكيفية تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه اللاجئين.
وأكد المهندس ياسر الحفناوي، أن الكلمة تضمنت أيضا رسائل مهمة بشأن ضرورة إصلاح الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية لضمان تمثيل عادل للدول النامية، إضافة إلى تعزيز الجهود العالمية لمواجهة التحديات المناخية والتنموية، مؤكدا أن استشهاد الوزير بكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكد فيها أن "السلام لا يولد بالقصف ولا بالقوة" يمثل تلخيصا دقيقا للسياسة المصرية، التي تضع العدالة والإنصاف كأساس لأي تسوية سياسية.
وشدد "الحفناوي" على أن كلمة مصر أمام الجمعية العامة بمثابة "خريطة طريق" للمجتمع الدولي للتعامل مع قضايا الإقليم، عنوانها أن مصر تملك الإرادة والرؤية للتحرك، لكنها في الوقت ذاته تطالب الآخرين بالتحمل المشترك للمسؤولية، لأن استمرار ازدواجية المعايير لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وغياب الاستقرار.