إعلام إسرائيلى يكشف سر ورقة استخباراتية حيّدت دور "الموساد" قبل طوفان الأقصى.. التقديرات توقعت عدم اهتمام قيادة حماس بالدخول فى صراع عسكرى مع إسرائيل
الأحد، 28 سبتمبر 2025 02:22 م
عادت وسائل الإعلام الإسرائيلي للتركيز على التقارير التي تكشف إخفاق تل أبيب في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر 2023، وذلك بالتزامن مع قرب الذكرى الثانية للهجوم الكبير الذي شنته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية، ما أدى لمقتل وإصابة الآلاف المستوطنين وأسر عشرات الإسرائيليين.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير لها، الأحد، عن تقدير موقف صدر عن جهاز "الموساد" قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023 بوقت قصير، مشيرة إلى أن التقرير يقلل من خطر الهجوم من قبل حركة حماس، وأن قيادة حماس في قطاع غزة ليست مهتمة بالصراع العسكري مع إسرائيل في الوقت الحاضر، ولكنها لن تتراجع إذا فُرض عليها ذلك، بحسب القناة.
وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن التقرير، الذي نُشر قبل أسبوعين فقط من الهجوم الذي نفّذه مقاتلو حركة حماس، أكّد فيه الموساد أن الحركة "حافظت على درجة عالية من الجاهزية خوفًا من الإجراءات المضادة الإسرائيلية".
وقالت الصحيفة إن "المصلحة العامة لقيادة حماس في غزة هي تجنّب التصعيد في الوقت الراهن".
في المقابل، نفى الموساد مسؤوليته عن الاستخبارات في غزة، ولم يوضح، في ضوء ذلك، سبب إعداده لورقة الموقف.
ونقلت الصحيفة عن بيان لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي: "بموجب توزيع المسؤوليات بين أجهزة الاستخبارات، لا يتحمّل الموساد أي مسؤولية عن التنبيهات الاستراتيجية بشأن استخدام القوة في الساحة الفلسطينية"، مضيفًا أنه بذلك ينسب "أهمية ضئيلة" للوثيقة.
وبحسب البيان، فإنه "بموجب هذا التحديد، لم يتعامل الموساد عمليًا في قطاع غزة، لا في جمع المعلومات الاستخباراتية، ولا في تشغيل العملاء، ولا في تنفيذ العمليات الخاصة".
في فبراير الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي تقريراً بشأن تحقيقه في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته "حماس"، يظهر حدوث "فشل استخباراتي كبير، وجهل واسع" بشأن استعدادات الحركة الفلسطينية، وقدرتها على تنفيذ مثل هذا الهجوم.
وجاء في التقرير الذي أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، أن "أحد المفاهيم الرئيسية الخاطئة كان الاعتقاد بأن حماس، التي كانت تحكم غزة منذ عام 2007، كانت مهتمة أكثر بإدارة القطاع بدلاً من خوض مواجهة مع إسرائيل، كما أخطأ الجيش الإسرائيلي في تقدير القدرات العسكرية للحركة".
وذكر التقرير: "كان الاعتقاد أنه يمكن التأثير على حماس من خلال فرض ضغوط عليها للحد من دوافعها للحرب"، وأضاف أن "إسرائيل كانت تعتقد أنها ستحصل على إنذار كافٍ إذا تغيرت هذه المعطيات، مما أدى إلى عدم استعدادها وقدرتها للرد بشكل كاف على أي هجوم".
وفي صباح السابع من أكتوبر 2023 (عطلة نهاية الأسبوع)، شنت "حماس" هجوماً صاروخياً مكثفاً مهّد الطريق أمام الآلاف من مقاتليها لاختراق السياج الأمني أو التحليق فوقه باستخدام الطائرات الشراعية. كما تمكنوا من تعطيل كاميرات المراقبة، والتفوق بسرعة على الجنود الإسرائيليين المنتشرين على طول الحدود.
وقال التقرير إن "الجيش الإسرائيلي، ورغم تفوقه العسكري والتقني، أخطأ في تقدير نوايا حركة حماس واستخفّ بقدراتها، ما جعله غير مستعد للهجوم المفاجئ في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر".
وأشار إلى أنهم "اعتقدوا أن شبكات أنفاق حماس تدهورت بشكل كبير"، وأن "أي تهديد عبر الحدود سوف يتم إحباطه من خلال السياج الحدودي مع القطاع".
وزعم التقرير أن "الجيش الإسرائيلي كانت لديه معلومات عن خطط حماس لشن هجوم واسع النطاق منذ عام 2018، وأن يحيى السنوار، فكر لأول مرة خلال 2016 في تنفيذ عملية على غرار هجوم السابع من أكتوبر".
وأورد التقرير أن "مديرية الاستخبارات العسكرية افترضت خطأً أن السنوار لم يكن يسعى إلى تصعيد كبير مع إسرائيل"، وإن "الحركة اعتبرت حربها مع إسرائيل عام 2021 فشلاً، وركزت قدراتها على إطلاق الصواريخ، وليس على شن هجوم بري".
وتابع التقرير: "حماس قرّرت في أبريل 2022 شن مثل هذا الهجوم، وبحلول سبتمبر من العام ذاته، كانت الحركة في حالة استعداد بنسبة 85%، لتقرر في مايو 2023 شن الهجوم في السابع من أكتوبر".