عالمى أزهرى: أبا بكر الصديق حاز منزلة عظيمة شهد بها القرآن الكريم

الأحد، 28 سبتمبر 2025 04:31 م
عالمى أزهرى: أبا بكر الصديق حاز منزلة عظيمة شهد بها القرآن الكريم
منال القاضي

أكد الشيخ أحمد سعيد فرماوي، من علماء الأزهر الشريف، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، حاز منزلة عظيمة شهد بها القرآن الكريم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾، وبقوله: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ۝لّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾، وأشار إلى أن هذا "الأتقى" هو أبو بكر الذي أنفق ماله في سبيل الله، فكان يعتق العبيد مثل بلال بن رباح وعامر بن فهيرة، قائلًا لوالده أبي قحافة: "إنما أفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله".
 
وأوضح فرماوي، أنه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يثبت على الإسلام إلا أهل مكة والمدينة، بينما ارتدت قبائل العرب أو منعت الزكاة، وفي سقيفة بني ساعدة اجتمع المهاجرون والأنصار، وبعد مشاورات حكيمة استقرت الخلافة على أبي بكر.
 
ونقل عن الإمام علي رضي الله عنه كلماته البليغة بعد المبايعة: "رضيناك رسول الله لأمر ديننا، أفلا نرضاك لأمر دنيانا؟"، تعبيرًا عن الرضا العام بخلافته.

تسيير جيش أسامة.. حكمة سياسية

بيّن فرماوي أن أول تحدٍّ واجهه أبو بكر كان تسيير جيش أسامة بن زيد إلى الشام، رغم معارضة بعض الصحابة خشية اضطراب الجزيرة. لكن الصديق أصر قائلًا: "ما كنت لأحل لواء عقده رسول الله"، وأثبتت هذه الخطوة حصافة سياسية؛ إذ عاد الجيش منتصرًا، وبثّ هيبة الدولة في القبائل التي مر بها.

حرب المرتدين ومانعي الزكاة

أما التحدي الأكبر فكان مواجهة المرتدين ومانعي الزكاة، حيث اعترض عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلًا: "كيف تقاتل من قال لا إله إلا الله؟"، فرد الصديق بحزم: "والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه"، مؤكدًا أن الزكاة ركن لا ينفصل عن الإسلام، ولما راجعه عمر، قال له الصديق: "أجبار في الجاهلية، خوّار في الإسلام يا ابن الخطاب؟!".

سبعة عشر جيشًا لإنقاذ الأمة

وأشار فرماوي إلى أن أبا بكر جهَّز 17 جيشًا لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة، مدركًا أن الحفاظ على وحدة الصف لا يقل أهمية عن الحفاظ على العقيدة، وبفضل صموده وقراراته الحاسمة، نجح في إعادة الاستقرار إلى الجزيرة، وتوحيد المسلمين من جديد، ليقود الأمة في أصعب لحظة بعد رحيل النبي ﷺ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق