صوت الأمة تنشر :نص اعترافات جاسوس إسرائيل الأخطر "بهمن جوبي أصل " الذى أعدمته إيران اليوم

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 02:15 م
صوت الأمة تنشر :نص اعترافات جاسوس  إسرائيل الأخطر "بهمن جوبي أصل " الذى أعدمته إيران اليوم
هانم التمساح

أعلنت السلطة القضائية  الإيرانية  أنه  تم صباح اليوم تنفيذ حكم الإعدام بحق "بهمن جوبي أصل" ، أحد أبرز جواسيس الكيان الصهيوني في إيران، بعد تنفيذ الإجراءات القانونية وتصديق الحكم من قبل المحكمة العليا في البلاد .
 
وبحسب  الموقع الإعلامي للسلطة القضائية، ان عميل الموساد، بهمن جوبي أصل، الذي كان على اتصال وثيق مع جهاز المخابرات  الإسرائيلى (الموساد) في مجال قواعد البيانات، تم اعدامه شنقا صباح اليوم بعد استكمال جميع الإجراءات القانونية بهذا الخصوص.
 
 
 كان "بهمن جوبي أصل " من الخبراء المتخصصين في مجال قواعد البيانات (Database)، وقد تمكن بفضل موقعه في إحدى الشركات المعرفية الايرانية من الدخول الى مشاريع حساسة واتصالاتية والوصول بشكل واسع إلى قواعد بيانات حيوية وحكومية في البلاد. 


علاقته بالموساد 
 
بعد حصوله على شهادته المتخصصة في مجال قواعد البيانات، تم التواصل مع جوبي اصل من قبل عناصر جهاز الموساد أثناء تواجده في دورة تدريبية متخصصة بإحدى دول الخليج العربي .وبعد فترة، تواصل معه ضابط من الموساد عبر شركة وهمية تحمل اسم "ESMI"، ودعاه من خلال مكالمة هاتفية للتعاون معه في تنفيذ مشاريع تتعلق بقواعد البيانات ،وبعد ذلك، طُلب منه بحجة إجراء مفاوضات فنية ولقاء شخصي لبحث شروط التعاون السفر إلى أرمينيا، لكن لاحقا غُيّرت وجهة السفر الى الهند، وأُمر بأن يصطحب حاسوبه المحمول معه.
 
ووفقا لاعترافاته، فقد أخذ معه الى الهند الحاسوب الذي كان يستخدمه في تنفيذ مهام مشاريعه، وخلال هذه الرحلة، قام مدير الشركة الوهمية (الضابط في الموساد) باستجوابه وجمع المعلومات منه، وتقييم مدى خبرته الفنية ومستوى وصوله الى المعلومات الحساسة، كما غطّى جميع نفقات رحلته ومنحه مكافأة مالية، وكلّفه بمهمة لحضور دورات تدريبية فنية لتعزيز قدراته الشخصية والمهنية.
 
و بحسب ما نشرت وكالة الأنباء، فقد  دعاه مدير الشركة الوهمية (ضابط الموساد) إلى ايرلندا، حيث أمضى المدان نحو 45 يوما في حضور دورات تدريبية متخصصة. خلال هذه الفترة، تم تقديمه الى شخص جديد يتقن اللغة الفارسية، والذي قام بعد دفع تكاليف الدورة والإقامة، بإجراء لقاءات استخباراتية متكررة معه، واستجوابه حول تخصصه ومشاريعه الحساسة الجارية، وكذلك حول آليات عمل مراكز قواعد البيانات في إيران.
 
 ماذا طلب منه  جهاز الموساد الاستخباراتي؟
 
 أشار الجاسوس فى  اعترافاته إلى بعض احتياجات و متطلبات جهاز الموساد في المجالات التالية:الوصول إلى أنظمة مراكز البيانات (Data Centers) التابعة للمؤسسات المختلفة، إقامة علاقات مع شركات متخصصة تعمل في مجال المعدات الإلكترونية وقواعد البيانات، الاتصال بالمشاريع الحساسة والبنية التحتية والتواصل مع أشخاص بارزين ومؤهلين في مجال قواعد البيانات ونظام أوراكل (Oracle) وغيرها.
 
 
وكان الهدف الرئيسي لجهاز الموساد من تجنيد المحكوم عليه هو الحصول على قواعد بيانات المؤسسات الحكومية وإحداث اختراق في مراكز البيانات الإيرانية، إلى جانب أهداف ثانوية أخرى، منها على سبيل المثال: دراسة طرق استيراد المعدات الإلكترونية.
 
و أشار الجاسوس  في اعترافاته أن ضابط الموساد أخبره بأنه قادر على بيع معدات لإيران، وطلب منه أن يتحدث مع المدير التنفيذي لشركته لتوفير المعدات اللازمة عبرهم، أو أن يربطهم بشركة تعمل في مجال الأجهزة والمعدات.
 
ومن بين الحيل التخريبية التي يستخدمها الموساد هي التواصل مع أفراد وشركات نشطة في المجال التقني، ثم بيع أو تزويد هذه الجهات بمعدات معطّلة أو مُفخّخة، تُركّب لاحقا في الأقسام التقنية المستهدفة، مما يؤدي في النهاية الى تعطيل سير العمل في تلك الأقسام، كما حدث في بعض عمليات التخريب ضد الصناعة النووية الإيرانية.
 
الدورات التدريبية التي قدّمها ضباط الموساد للمحكوم عليه
 
1) تدريبه على استخدام نظام "ويندوز الأحمر" (Red Windows) وبطاقات الذاكرة الصغيرة (Micro SD) وأجهزة الفلاش.
 
2) تسليمه ملفا تعليميا على نظام آمن لإرسال المعلومات.
 
3) تعليمه كيفية إرسال الرسائل إلى الجهاز المعادي عبر بيئات عامة.
 
وقد تلقى المُدان مقابل إرسال المعلومات إلى جهاز الموساد مكافآت مالية شملت تغطية نفقات السفر والإقامة في رحلاته الخارجية، وتكاليف دورات تعلم اللغة والدورات المتخصصة، بالإضافة إلى بدلات المهمات ومكافآت التعاون.
 
مكانة المحكوم عليه لدى جهاز الموساد
 
وبحسب وثائق الملف، بلغ مستوى ثقة ضباط الموساد بالمحكوم عليه درجة جعلتهم لا يكتفون بلقائه في أماكن آمنة فحسب، بل استخدموه أيضا كمقابل فني لتقييم أحد عملائهم الآخرين،كما يشير الملف إلى أنه خلال إحدى رحلاته، التقى أحد كبار مسؤولي الموساد به، وأعرب عن رضاه عن أداء المدان وجودة تعاونه مع الجهاز، ونتيجة لذلك، تم تزويده بأحدث إصدار من نظام "الويندوز الأحمر".
 
وبحسب تقارير الأجهزة الأمنية، فإن الأنظمة التي تلقاها هذا العميل من الموساد كانت من بين أكثر الأدوات خصوصية التي يقدّمها الجهاز لعملائه الموثوقين من المستوى الرفيع، وقد حصل المحكوم عليه خلال فترة تعاونه مع الموساد على إصدارات مختلفة من هذا النظام، بدءا من الإصدارات القديمة وصولا إلى أحدثها، خلال لقاءاته الشخصية مع عملاء جهاز الموساد.
 
وبحسب نص التحقيقات فإنه وبالنظر إلى المهام الموكلة إليه، والدعم الذي تلقاه لتحسين لغته وتعزيز مهاراته الفنية من أجل الحصول على مشاريع، وعقد 63 لقاء شخصيًا خلال 9 رحلات خارجية، و95 لقاء غير مباشر مع ضباط الموساد، وتسلّمه أدوات تجسس وأنظمة اتصال آمنة، وتلقّيه مبالغ مالية محددة، فإن كل ذلك يدلّ بوضوح على أن تعاونه مع جهاز الموساد كان تعاونا واعيا ومتعمّدا ومدروسا.
 
وبعد اعتقاله واستكمال التحقيقات، أصدرت النيابة العامة أمر الإحالة وطلب الإدانة بتهمة التجسس لصالح جهاز استخباراتي أجنبي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع التهمة الملحقة بتلقي أموال والتعاون المعلوماتي مع جهاز كيان الاحتلال الصهيوني ، ثم أُحيل الملف إلى المحكمة المختصة.
 
وفي نهاية المطاف، وبعد عقد جلسة المحاكمة بحضور محامي المتهم واستيفاء الإجراءات القانونية وفحص الأدلة، صدر حكم بإعدام بهمن جوبي اصل بتهمة "الإفساد في الأرض" من خلال التعاون المعلوماتي مع جهاز كيان الاحتلال الصهيوني .
 
وبعد تقديم طلب الطعن، أُحيل الملف إلى المحكمة العليا، التي قامت بدراسة الملف ورفضت طلب الطعن، وأيدت الحكم الصادر وجعلته نهائيا.وقد تم تنفيذ الحكم صباح اليوم الاثنين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق