القمة العربية الروسية 15 اكتوبر .. جبهة جديدة فى التصدى للهيمنة الأمريكية وانطلاقة قوية نحو الشراكة
الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 02:22 م
هانم التمساح
يأتى انعقاد القمة العربية-الروسية الأولى في موسكو يوم 15 أكتوبر المقبل، في توقيت دقيق، ووسط ترقب عربي روسي لما ستسفر عنه هذه القمة، فى وقت يواجه العالم تحولات جيوسياسية واقتصادية معقدة، تتطلب تعاوناً أعمق بين الجانبين لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التى تواجه الطرفين العربي والروسى، حيث تعقد في ظل اضطرابات عالمية تشمل الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات في الشرق الأوسط، لا سيما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويعلق كلا الطرفين آمال كبيرة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والدول العربية، وما يمكن أن تحمله من تعزيز التعاون العربي الروسي في مختلف المجالات في ظل العلاقات التاريخية التي تربط روسيا بالمنطقة العربية، وما يمكن أن تمثله من انطلاقة قوية نحو شراكة استراتيجية تخدم المصالح المشتركة، في ظل ما يشهده العالم من تحولات جيوسياسية واقتصادية معقدة.
و من المقرر أن تبحث القمة المرتقبة تطورات أوضاع الحرب في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل ما تمثله من أهمية كبيرة لكلا طرفي القمة، وحاجة كل منهما إلى الحصول على دعم الطرف الأخر أو حياده كحد أدنى، خاصة فى ظل تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" وما فيها من غطرسة عنجهية و انفراد بالقرار الدولى .
وتعد القمة أيضا بمثابة فرصة جديدة لروسيا كي تنفتح على منطقة الشرق الأوسط التي تمتلئ بالمصالح الروسية،كما أن المنطقة العربية مرت خلال السنوات الأخيرة بتجربة جديدة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، و في ظل الضغوط التي فرضتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على روسيا "وإن كانت نجحت في تحويل العقوبات والضغوطات إلى منحة فرضت الاعتماد على الإنتاج المحلي وزيادة التصنيع خاصة في مجالات التسليح".
وتشير بيانات اقتصادية إلى أن حجم التجارة بين روسيا والدول العربية بلغ حوالي 16 مليار دولار في العام الماضي، مع توقع زيادة كبيرة من خلال مبادرات مثل "منصة التعاون الصناعي" التي ستناقش في القمة.
وسياسيا فإن التاريخ لم يسجل صدامات بين روسيا والدول العربية، بل ان المنطقتين يجمعهما "تفاعل تاريخي مميز" خاصة في الشق الثقافي، مع وجود "علاقات قوية ومتميزة" بين روسيا والعديد من الدول العربية، و في مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والجزائر والمغرب، كما أن روسيا تدرك الأهمية الكبيرة لتلك المنطقة في قلب منطقة الشرق الأوسط .
ومع ظهور تكتلات عالمية جديدة في مقدمتها تكتل مجموعة بريكس، والتي تضم في عضويتها دولا عربية (مصر والإمارات) ووسط وجود مؤشرات على انضمام دول عربية جديدة لتلك المجموعة، تظهر أهمية تكثيف التعاون في المجالات الاقتصادية خاصة في ظل ما تمتلكه روسيا والمنطقة العربية من موارد وإمكانيات كبيرة.