كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن وثائق سرية تثبت تضليل أشرف مروان للموساد الإسرائيلي بتقديمه تقارير مضللة حول عدم تفكير مصر في دخول حرب مع إسرائيل إلا بنهاية 1973، ما دفع القيادة الإسرائيلية لالغاء حالة التأهب في الجيش وعودة الروتين الذي استمر في شهري أغسطس وسبتمبر 1973.
وكتب المؤرخ الإسرائيلي أوري بار يوسف في كتابه "المراقب الذي غلبه النعاس": كان لعدم اندلاع الحرب في مايو 1973 تأثيرٌ كارثي على تقييم الاستخبارات الإسرائيلية في نهاية الصيف، مضيفا: حرص أشرف مروان أيضًا على طمأنة الرأي العام. ففي إحدى المرات قال: لا ينبغي أخذ حديث السادات عن الحرب على محمل الجد لأنه "رجل ضعيف"، وفي مرة أخرى وصف السادات بأنه "رجل يغير رأيه باستمرار" وقوات الجيش المصري لا تصدقه.
وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب إصدار أشرف مروان تحذيرًا متأخرًا وغامضًا إلى إسرائيل باندلاع الحرب هو الحفاظ على مصداقيته كعميل، وبالأخص من أجل هدف الرئيس السادات بإنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن وبشروط جيدة لمصر، مؤكدة أنه بعد حوالي أسبوعين من اندلاع الحرب وتحديدا في 19 أكتوبر 1973، استدعى أشرف مروان رئيس الموساد مرة أخرى لكن هذه المرة إلى باريس، وذلك للتأثير على شروط وقف إطلاق النار الوشيك، مضيفة: قدّم العميل الأفضل معلومات درامية لكنها كاذبة عن قوة مصر ولإخافة رئيس الموساد، ادعى أن مصر لديها 400 صاروخ سكود موجهة إلى تل أبيب، وأن السادات يخطط لـ"حرب طويلة الأمد" مع جنود مختبئين "خلف كل شجرة" في دلتا النيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه معلومات التي قدمها أشرف مروان لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، موضحة أن "الملاك" في اجتماع سابق قبل ذلك بوقت قصير، أبلغ مشغليه في الموساد أن مصر لديها عدد قليل من الصواريخ، مضيفة: لكن تحت تأثير صدمة الحرب القاسية، نجح في تحقيق هدف السادات بتأجيل التحرك العسكري، الذي قرر ديان في النهاية إلغاؤه، ودفع القيادة السياسية الإسرائيلية إلى الموافقة خلال أيام قليلة على وقف إطلاق نار سريع، بشروط مواتية قدر الإمكان للقاهرة.

