بنود فضفاضة في خطة ترامب لغزة تحتاج للحسم .. الوعود كبيرة لكن «الشيطان في التفاصيل»

السبت، 04 أكتوبر 2025 02:52 م
بنود فضفاضة في خطة ترامب لغزة تحتاج للحسم .. الوعود كبيرة لكن «الشيطان في التفاصيل»
دونالد ترامب
هانم التمساح

تتواصل ردود الفعل الإقليمية والدولية على الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والمكونة من 21 بندًا، والتي تهدف إلى وقف الحرب وإطلاق مسار سياسي جديد قد يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
 
وبينما رحّبت بعض الأطراف بالخطة باعتبارها فرصة لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، أعربت أطراف أخرى عن مخاوفها من طمس جوهر القضية الفلسطينية أو "دفن" فكرة الدولة المستقلة.
 
جامعة الدول العربية: الاعترافات بفلسطين اختبار لمصداقية الأمم المتحدة
 
أكدت جامعة الدول العربية أن تزايد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف الحرب في غزة.
 
وقال السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد للجامعة، في مقاله بعنوان "القضية الفلسطينية والاختبار الأممي الصعب"، إن الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة تثير تساؤلات حول قدرتها على حفظ السلم والأمن الدوليين، في ظل عجز مجلس الأمن عن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023، رغم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها الفلسطينيون.
 
ودعا خطابي إلى إصلاح هيكلي شامل للمنظمة الدولية، بما يشمل توسيع مجلس الأمن ومعالجة مشكلة حق النقض (الفيتو)، مشيرًا إلى أن التوجه الدولي الداعم لحل الدولتين أصبح اليوم القاعدة الواقعية الوحيدة لتحقيق السلام.
 
تفاصيل جديدة من واشنطن بوست حول خطة ترامب
 
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن تفاصيل جديدة من خطة ترامب، مؤكدة أن الوثيقة تترك الباب مفتوحًا لإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية بعد استكمال سلسلة من الإصلاحات السياسية والأمنية والاقتصادية.
 
ووفقًا للصحيفة، تنص الخطة على تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة في غزة من فلسطينيين مستقلين وخبراء دوليين، تشرف عليها هيئة دولية جديدة أنشأتها الولايات المتحدة بالتعاون مع دول عربية ودولية. كما ستعمل واشنطن على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة للإشراف على الأمن في القطاع وتدريب قوات فلسطينية جديدة.
 
وتشير الوثيقة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيسحب قواته تدريجيًا من غزة، بينما تستمر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بتنفيذ إصلاحات داخلية تؤهلها لإدارة القطاع مستقبلاً.
 
كما تنص البنود الأخيرة على أنه بعد تنفيذ الإصلاحات، قد تتوفر الظروف لبدء عملية جدية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما اعتبرته الصحيفة "إشارة رمزية لكنها غير مسبوقة" في خطط الإدارات الأمريكية السابقة.
 
ردود دولية متباينة: موسكو تحذر ونتنياهو يهاجم
 
أثار إعلان الخطة تباينًا حادًا في المواقف الدولية، إذ عبّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن مخاوفه من محاولات "دفن" قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية، متسائلًا بسخرية: "هل انتظرت بعض الحكومات حتى لا يبقى شيء تعترف به أصلًا؟"
 
في المقابل، شنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا عنيفًا على موجة الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها "انتحار للدولة العبرية"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية أو بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
 
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رفض نتنياهو اتهامات الإبادة الجماعية ضد بلاده، مدعيًا أن "الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين".
 
موجة اعترافات غربية بالدولة الفلسطينية
 
على الجانب الآخر، أعلنت سان مارينو رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، لتنضم إلى فرنسا وبريطانيا وكندا والبرتغال، فيما سبقتها دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج.
 
ويرى مراقبون أن هذا التحول يعكس تغيرًا جذريًا في الموقف الأوروبي، مدفوعًا بقناعة متنامية بأن استمرار الحرب والحصار في غزة يقوض فرص السلام ويغلق باب التفاوض نهائيًا.
 
الموقف المصري: لا تهجير ولا إدارة أجنبية لغزة
 
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن رؤية مصر تجاه غزة واضحة وثابتة، وتقوم على وقف فوري للحرب وإنهاء عمليات الإبادة، مع التأكيد على أن إدارة القطاع يجب أن تكون فلسطينية خالصة.
 
وأوضح عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، أن المرحلة الانتقالية المقترحة في الخطة تتضمن لجنة إدارية فلسطينية مدعومة من بعثة دولية لفترة مؤقتة، تمهيدًا لتسليم السلطة الفلسطينية إدارة القطاع وتوحيده مع الضفة الغربية.
 
وشدد الوزير على أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، واصفًا أي محاولة لذلك بأنها "جريمة تطهير عرقي مرفوضة عربيًا ودوليًا"، مضيفًا أن معبر رفح سيظل مفتوحًا فقط لدخول المساعدات الإنسانية وليس لأي أغراض تهجيرية.
 
وأشار إلى أن الخطة الأمريكية تتضمن عناصر إيجابية مثل وقف الحرب وتوحيد الأراضي الفلسطينية ورفض ضم الضفة الغربية، لكنها تحتاج إلى نقاش تفصيلي حول آليات التنفيذ.
 
وأشار الوزير المصري إلى أن خطة ترامب بها العديد من العناصر الإيجابية، وعلى رأسها إنهاء الحرب بشكل فوري، والرفض الكامل لضم الضفة الغربية، وتوحيدها مع قطاع غزة والرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين، مشددا على ضرورة البناء على هذه العناصر الإيجابية.
 
لكنه أكد أن هناك عناصر تحتاج لنقاش موسع، قائلا: "كما يُقال الشيطان في التفاصيل وبالتالي يتعين مناقشة هذه القضايا بشكل متعمق لتحقيق توافق بشأنها خاصة فيما يتعلق بعملية التنفيذ على الأرض".
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق