الأنظار تتجه نحو شرم الشيخ.. محلل سياسي فلسطينى لـ"صوت الامة": حماس تريد ضمانات جادة تمنع تجدد العدوان مستقبلا
الإثنين، 06 أكتوبر 2025 02:30 م
هانم التمساح
تتجه الأنظار صوب مدينة شرم الشيخ، بجنوب سيناء، اليوم 6 أكتوبر، التي تستضيف جولة مفاوضات جديدة، بين وفد الفصائل الفلسطينية الذي تمثله حركة حماس والوفد الإسرائيلي، للتفاوض غير المباشر، حول وقف العدوان على غزة، والاتفاق على ما بعد الحرب، وذلك بوساطة مصرية قطرية تركية، حيث يعلق الفلسطينون العالقون فى غزة، بين نيران القصف وانكسار الجوع ومرارة الفقد، أمالا عريضة على المباحثات لتوقف الإبادة الجماعية والحرب الشرسة التى طحنت البشر والحجر على مدار عامين، لم تهدأ فيهم للحظة.
وقال المحلل السياسي الفلسطينى إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة فيميد للإعلام، إن هناك دعم وإسناد عربي وإسلامي، واضحين للوفد الفلسطيني، وأن هذه الجولة تأتي في مرحلة حساسة ومفصلية، وسط تصاعد الجهود السياسية لإنهاء العدوان ووقف الحرب .
وأوضح المدهون، أن الوفد الفلسطيني يدخل هذه المفاوضات بأولويات محددة وواضحة، في مقدّمتها وقف الحرب وإنهاء العدوان بشكل كامل، يليها انسحاب قوات الاحتلال من داخل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل وكثيف، إلى جانب ضمانات جديّة تمنع تجدد العدوان مستقبلاً،وهذه النقاط تشكل الأساس الذي تنطلق منه حماس في موقفها التفاوضي، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى لديها، قبل الانتقال إلى أي مراحل أو ترتيبات أخرى تتطلب توافقات فلسطينية أوسع.
وقال:"من المهم التوضيح أن حركة حماس لم تتحدث إطلاقًا عن أي ملفات أو ترتيبات اخرى، وأنها ركزت منذ البداية على وقف العدوان وصفقة تبادل الأسرى فقط، ولم تصدر عنها أي مواقف تتجاوز هذا الإطار ،أما ما يُروّج في بعض القنوات عن مسؤول ومصادر ووافقت ولم توافق فهي اخبار غير دقيقة وموجهة، يُراد منها التشويش على الموقف الفلسطيني الواضح ودفع الحركة إلى الخروج بمواقف قبل أوانها".
وأكد المدهون أن البيان الذي صاغته حركة حماس، وأعلنت فيه موافقتها على خطة ترامب، جاء بصياغة حمساوية خالصة، من داخل مؤسساتها ودوائرها القيادية، دون أي تدخل مباشر من أي قوة خارجية ،موضحا أن الحركة أجرت مشاورات واسعة، شملت عدداً من الفصائل الفلسطينية، واطلعت النخب والكتاب والشخصيات الوطنية والمؤثرة، كما استمعت إلى آراء أصدقائها من بعض الدول، إلا أن لحظة اتخاذ القرار كانت شديدة السرية، اتسمت بالاستقلالية الكاملة، وبُنيت على موازنات دقيقة وأفكار مدروسة.
ومن جهته، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المفاوضين المجتمعين في مصر، بالإسراع في مباحثاتهم غير المباشرة، بين حماس وإسرائيل، مؤكداً أنه أجرى محادثات "إيجابية جداً" مع الحركة وعدد من الدول العربية والإسلامية والدولية، بشأن إطلاق سراح الأسري الإسرائيليين وإنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق قد تُنفذ هذا الأسبوع، داعياً جميع الأطراف إلى التقدّم بسرعة نحو سلام طال انتظاره في الشرق الأوسط.
وكتب الرئيس الأميركي على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "عقدت محادثات إيجابية جدّاً مع حماس وبلدان من حول العالم (عربية ومسلمة وغيرها) في نهاية الأسبوع للإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، والأهمّ التوصّل إلى سلام في الشرق الأوسط طال انتظاره".
وقال: "هذه المباحثات كانت ناجحة جدّاً وتتقدّم بوتيرة سريعة، وسوف تجتمع الفرق التقنية مجدّداً الاثنين في مصر، للعمل على التفاصيل الأخيرة وتوضيحها، ومن المرتقب إنجاز المرحلة الأولى هذا الأسبوع كما قيل لي وأحثّ الجميع على التقدّم بسرعة".
وأضاف الرئيس الأمريكي، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يجب أن تُستكمل هذا الأسبوع، مؤكدا أنه يتابع الملف عن كثب، مشددا على أن الوقت هو الفيصل في إنجاز الاتفاق.
وقال ترامب: إن لم نتحرك بسرعة، ستسفك الكثير من الدماء، وهو أمر لا يريد أحد رؤيته، وأوضح أن الفرق الفنية من الأطراف المعنية ستجتمع في القاهرة، اليوم الاثنين، لمناقشة النقاط النهائية المتعلقة بالاتفاق، مؤكدا أن المحادثات مع حماس كانت ناجحة للغاية وتتقدم بسرعة.