عقيدة الحاكمية.. الإخوان الإرهابية والجماعات الدينية تاريخ من الغدر والتكفير للجيوش الوطنية وترسخ الولاء الطائفي
الإثنين، 06 أكتوبر 2025 04:55 م
هانم التمساح
تتخذ الجماعات الأصولية الدينية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، موقفًا عدائيًا من السلطات القائمة في البلدان التي تتواجد فيها، ومن جيوش هذه الدول، بسبب عدائهم للدولة الحديثة التي يرون أنها تقوم على أسس تخالف عقيدتهم، ولا تعترف بأنّها نتيجة لتطور مفهوم الدولة الوطنية ودورها ووظيفتها في العصر الحديث، لذا يرفضونها ويعملون على تقويضها، ومحاربتها وإحباط أيّ فرصة لترسيخ الانتماء الوطني داخلها، من خلال نشر عقيدة "الحاكمية"، والتى ترى "أنّ الحكم لله.. وأصبحت الشعوب على الجاهلية.. ويجب تربيتها بالإسلام والعقيدة الصحيحة مرة أخرى"، ـ بحسب زعمهم ـ، لذا تجد أن من ينتمون لهذه الأفكار المنحرفة، يحاربون كل ما يمت للجيوش بصلة، حتى وإن كان الاحتفال بالنصر على أعداء الوطن وتحرير الأرض، وهو ما يكشف زيف مفاهيمهم الدينية وأنها مندسة ودخيلة على الدين .
وقد يكون هذا العداء مكتومًا في بعض الأحيان، ومُعلنًا في أغلب الأوقات، حسب الظروف المحيطة بهذه الجماعات والبلد التى تتواجد فيه، كما يأخذ شكلًا حادًا ومباشرًا، بتنفيذ عمليات مسلحة تستهدف النظام، واغتيال شخصيات مؤثرة تابعة له، أو غير مباشر بنسج خيوط أكاذيب وشائعات عن رموزه قد تكون شخصية، واتهامهم بالخيانة والفساد والرشوة، بهدف تكوين رؤية ضبابية عن الوطن والمواطنة والانتماء، كما يتم تحريض الجماهير ضد السلطات الحاكمة، وعلى رأسها الجيش الوطني للدولة، لذا لن تجد جماعة الإخوان والجماعات المنبثقة منها والمشابهة لها، تحتفل بذكرى نصر أكتوبر.
كما ترى تلك الجماعات الشاذة عن العقيدة وصحيح الدين، أنّ الجيش أداة من أدوات الدولة القومية التي تتناقض مع مفهوم الحكم لله، وهو أداة لحماية الجاهلية الحديثة، وأغلب الإسلاميين لا يعترفون إلا بـ "دولة العصور الوسطى"، حيث الخلافة والإمبراطوريات الكبرى التي تضم شعوبًا ودولًا تحكمها، وتستمد شرعية الحكم من مسوغ ديني تمنحه الجماعة الدينية للسلطات الحاكمة، لتحكم الشعوب بأسم الله .
وترى تلك الجماعات أن دور الجيش لايكون تحرير الوطن ولا الحفاظ على حدوده ومقدراته وحفظ دماء شعبه، لكن بحسب أفكارهم هو الجهاد وفتح البلاد لنشر العقيدة الإسلامية، وأنّ الانضمام للقوات المسلحة يكون عبر "التطوع" لا التجنيد، وغاية المجاهد الحصول على الغنائم والسبايا، ولا يعترفون بقيمة التضحية من أجل مصالح الدولة وحماية شعبها، فلا وجدود للحدود في دولتهم المتخيلة، لأنّها دولة "عابرة للحدود" أو كما يقولو "الحدود تراب".
جوهر العداء
وتلقت الجيوش العربية الوطنية طعنات غادرة من الجماعات الإسلامية المتطرفة، وظهر أنّ خلافهم مع الجيوش الوطنية ليس مجرد خلاف حول سياسات الدولة، بل هو صراع على الشرعية والهوية والسلطة، إذ تقوم الجماعات على الولاءات الإيديولوجية أو الطائفية، بينما يمثل الجيش مؤسسة وطنية جامعة تتخطى الانقسامات السياسية والدينية والعرقية، وهو ما يتناقض مع طبيعة الجماعات.
الجماعات الدينية ترفض الدولة الوطنية
تدرك الجماعات الدينية أنّ الجيوش الوطنية تحيل دون تنفيذ مشروعها العابر للحدود، ويجب مواجهتها أو تحطيمها، فور وصولها إلى الحكم أو أثناء فرض سيطرتها، وقد اصطدمت جماعة الإخوان الإرهابية في الأربعينيات والخمسينيات، بالجيش المصري الذي نفذ أوّل محاولة لتطوير أنظمة الحكم ورفض النظام الحاكم السابق، وكانت الجماعة تعتبر نفسها هي البديل للنظام الملكي، وأنّها تمتلك الشرعية الدينية التي تخول لها حكم البلاد والعباد، وعندما فشلت في ذلك، سعت إلى تجنيد عناصر من الجيش للحصول على قوة مسلحة تؤمن بأفكارها وتعمل على حماية مشروعها السياسي، بإقامة الدولة الإخوانية المتخيلة، غير أنّ هذه المحاولات غالبًا ما أُحبِطت، فأعلنوا العداء لكل من أحبط مؤامرتهم، وعلى رأسهم جمال عبد الناصر، ودبّروا محاولة اغتياله في المنشية بالإسكندرية عام 1954.
وفى سوريا، خاض الإخوان مواجهات دموية مع الجيش عام 1980، للوصول إلى الحكم، انتهت بمأساة للمدنيين والمسلحين في مدينة حماة، واستمرت كراهية الإخوان للجيش حتى أنّهم فرحوا في هزائمه، كما حدث في 5 يونيو1967، وحزنوا لانتصاراته في 6 أكتوبر 1973، وادّعوا أنّها تمثيلية بين الرئيس السادات وإسرائيل وأمريكا.
وأدرك شعب مصر، خبث نوايا هذه الجماعة المارقة عن الصف الوطنى، وخرجوا ضدهم فى ثورة شعبية ضد الإخوان وعزلهم عام 2013، ووقف الجيش المصري موقفًا مشرفًا انحاز فيه للشعب صاحب الشرعية الوحيد والأوحد، فتحالف الإخوان مع إخوانهم من الجماعات الجهادية مثل "القاعدة" و"داعش"، واستهدفوا الجيش المصري الوطني، واعتبروا تفكيكه وهزيمته أحد أولوياتهم، وتمركزوا في سيناء لشن هجمات متواصلة باعتباره من "الطواغيت" التي أبعدت الجماعة الوحيدة المسلمة في العصر الحديث، وبالتالي يجوز قتالها قبل قتال أيّ عدو خارجي، لكن مصر لقنتهم درسا قاسيا وقضت على تحالفهم المجرم.
لم تيأس تلك الجماعة بعد تقويض جنوحها للعنف فلجأت للدعايا الكاذب والشائعات المضللة، من المنصات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، التي تعمل على تصوير الجيش كأدوات قمع، أو تابعة للغرب، تحمي العروش فقط، وشنوا حملات دعائية شديدة القسوة على الجيش المصري.