تشريد الفلسطينيين.. 380 عملية هدم طالت 588 منشأة في الضفة والقدس.. وتدمير أكثر من 190 ألف مبنى بشكل كامل
الإثنين، 06 أكتوبر 2025 02:57 م
هانم التمساح
رغم كل الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب والتمهيد لعملية السلام فى الشرق الأوسط، والدعاية الكاذبة التي تروج لها حكومة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن سياسة الهدم والتشريد التي تمارسها إسرائيل، تتواصل بحق الفلسطينيين، لتكشف عن منهجية استهداف وجود سكان فلسطين الحقيقيين في مدنهم التاريخية،
فلم تترك الجرافات ولا القصف الصاروخي، فرصة إلا ونسفت منازل الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية والأغوار، وصولا إلى النقب جنوبا، ورفح الفلسطينية جنوبا.
وكشف الجهاز المركزى للإحصاء، الفلسطينى، عن أن عدد المباني المتضررة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة، بلغ نحو 190 ألفا و115 مبنى، منها 102 و67 مبنى مدمرا بشكل كامل، وذلك فى الفترة من 7 أكتوبر 2023 وحتى 8 يوليو من العام الحالي.
وفقا لما اوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن عدد المباني المتضررة بشكل متوسط جراء عدوان الاحتلال، بلغ في الفترة ذاتها 41 ألفا و895 مبنى، فيما بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة حتى سبتمبر الماضي نحو 330 ألفا و500 وحدة سكنية.
ووتؤكد التقديرات، أن ثمة أكثر من مليون فلسطيني متواجدون في مناطق خيام مكتظة بكثافة سكانية عالية، وفيما تبقى من المباني الصالحة للسكن في شمال القطاع فقط .
وأظهرت الصور الجوية التابعة لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، والتى التقطت بين الرابع والخامس عشر من سبتمبر الماضى، أن آلاف الخيام التي أقيمت في أراض فارغة بين أنقاض مدينة غزة، على طول الساحل وفي مناطق أقل تحضرا بالشمال، اختفت أو انخفض عددها بشكل كبير.
فيما كشفت صور مركز "بلانيت لابس" الجوية، التي تم التقاطها في 15 سبتمبر، أن خيام النازحين ما زالت منتشرة على طول الطريق الساحلي جنوب ميناء غزة، رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أن حوالي 400 ألف فلسطيني غادروا المنطقة، استجابة لأوامر الإخلاء القسري، ويقدر أن أكثر من نصف مليون لا يزالون في شمال غزة، بينما تشير التقييمات الأولية إلى أن أكثر من 85% من مرافق المياه والصرف الصحي وأصولها في قطاع غزة، خرجت عن الخدمة كليا أو جزئيا جراء العدوان الإسرائيلي، وتبلغ تكلفة إعادة تأهيلها تقديريا أكثر من 1.5 مليار دولار، ويشمل ذلك محطات المعالجة والتحلية والضخ والآبار والخزانات وخطوط النقل وشبكات المياه والصرف الصحي، وأدى هذا الدمار إلى تراجع حاد في معدلات التزود بالمياه، لتتراوح بين 3–5 لترات فقط للفرد يوميا؛ أي أقل بكثير من الحد الأدنى الإنساني المقدر بحوالي 15 لترا، وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
وصعدت إسرائيل، سياساتها الهادفة إلى التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي، وفقا لبيان الإحصاء الفلسطيني، ويعانى أكثر من 1200 مواطن، خطر الترحيل، بسبب إخطارات هدم المنازل ورفض تصاريح البناء وتشديد القيود على التنقل، إلى جانب اعتداءات المستوطنين اليومية.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا)، فقد تم تهجير أكثر من 6 آلاف و463 مواطنا قسرا، بسبب هدم منازلهم ومساكنهم، و40 ألفا آخرين من مخيمات مدينتي جنين وطولكرم، بفعل الاقتحامات العسكرية، إضافة إلى أكثر من 2200 نتيجة لاعتداءات المستوطنين، في الفترة من 7 أكتوبر 2023 وحتى 31 مايو 2025.
ورصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال النصف الأول من العام الحالي، تنفيذ 380 عملية هدم، طالت 588 منشأة في الضفة بما فيها مدينة القدس، منها 322 مسكنا مأهولا.
وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن 5% من الأسر في الضفة الغربية تسكن في وحدات سكنية ذات كثافة سكنية عالية (3 أفراد فأكثر في الغرفة الواحدة)، وعلى مستوى نوع التجمع بلغت 4.8% في الحضر و3.6% في الريف، وارتفعت إلى 10.5% في المخيمات في عام 2024.
جدير بالذكر أن متوسط عدد الغرف في المسكن بلغ 3.6 غرفة عام 2024 في الضفة الغربية، ومتوسط 3.6 غرفة في الحضر و3.7 غرفة في الريف، مقابل 3.2 غرفة في المخيمات.
وأوضح أن عدد الوحدات السكنية المرخصة في الضفة الغربية (الجديدة والقائمة) بلغ 13 ألفا و819 وحدة سكنية مرخصة العام الماضي، في حين كانت 18 ألفا و230 وحدة سكنية مرخصة في عام 2023، وذلك حسب السجلات الإدارية لإحصاءات رخص الأبنية لعامي 2023 و2024.
ويتعرض قطاع غزة لعدوان واسع وإبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023،ما أسفر عن موجات كبيرة من النزوح القسري، حيث يقدر عدد النازحين بأكثر من مليونيْ نازح حتى 11 يوليو 2025، ودمرت أحياء ومدن بالكامل بما في ذلك خيام اللاجئين والأبراج السكنية.