خالد العناني يفتح بوابة الدعم السياسي والمادي لمصر.. كيف يغير فوز القاهرة برئاسة اليونسكو الخريطة؟
الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 11:00 ص
خالد العنانى
طلال رسلان
في مشهد تاريخي حمل بصمة النصر المصري، تمكن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق من تحقيق إنجاز غير مسبوق بفوزه الساحق في انتخابات المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بعد حصوله على 55 صوتًا مقابل صوتين فقط لمنافسه الكونغولي، ليكتب بذلك فصلًا جديدًا في سجل الحضور المصري العالمي، وليعيد لمصر مكانتها التي تستحقها في صدارة المشهد الثقافي والدبلوماسي الدولي.
فوز العناني لم يكن مجرد انتصار شخصي بل هو تتويج لمسار طويل من التحركات الميدانية والدبلوماسية الدقيقة التي قادتها الدولة المصرية بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار عامين ونصف من العمل المنظم والدعم الكامل من وزارة الخارجية والسفارات المصرية حول العالم، إذ شكلت الحملة الانتخابية نموذجًا احترافيًا في التخطيط والتواصل والحشد الدولي، انعكس في هذا الإجماع النادر على مرشح واحد في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها عام 1945.

يمثل الفوز مكسبًا استراتيجيًا ضخمًا لمصر على المستويات كافة فهو من ناحية يمنح القاهرة نفوذًا جديدًا داخل منظومة الأمم المتحدة، ومن ناحية أخرى يتيح لها المشاركة بفاعلية في صياغة السياسات الدولية المتعلقة بالتعليم والثقافة وحماية التراث الإنساني، كما يفتح أمامها الباب لتكون مركزًا إقليميًا رئيسيًا لمشروعات وبرامج اليونسكو في الشرق الأوسط وإفريقيا بما في ذلك مشروعات صون الآثار والتعليم المستدام وتمكين الشباب والمرأة وتطوير القدرات المؤسسية في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
اليونسكو مؤسسة لا تقتصر على الدور الثقافي بل تعد ذراعًا تمويلية كبرى من خلال آليتين أساسيتين؛ الأولى المساهمات المالية التي تتلقاها من الدول الأعضاء والجهات المانحة والثانية الدعم الفني والتقني الذي تقدمه الدول المستفيدة في صورة تدريب وخبرات واستشارات فنية، وبوجود العناني على رأسها فإن مصر ستكون في مقدمة الدول التي تحظى بمشروعات تنموية وثقافية كبرى بتمويل دولي مباشر ينعكس على الاقتصاد الوطني ويعزز القوة الناعمة للدولة في محيطها العربي والإفريقي والدولي.

في أول تعليق له بعد فوزه قال الدكتور خالد العناني إن انتخابه في هذا المنصب يعكس ثقة العالم في مصر وقدرتها على القيادة والحوار مؤكدا أن رؤيته لليونسكو تقوم على شعار "منظمة من أجل الشعوب" التي تضع الإنسان في قلب التنمية وتدعم التعليم المفتوح والثقافة المشتركة والسلام الدائم وأضاف أنه سيعمل على بناء شراكات جديدة وإحياء قيم التعايش والتنوع الثقافي التي تأسست عليها المنظمة.
هذا الإنجاز يعيد لمصر حضورها القوي في مؤسسات الأمم المتحدة ويستكمل مسيرة أبناءها الذين رفعوا اسمها في أعلى المناصب الدولية مثل الدكتور بطرس بطرس غالي والدكتور محمد البرادعي مؤكداً أن المدرسة الدبلوماسية المصرية لا تزال قادرة على المنافسة والتأثير متى توفرت الإرادة والرؤية والإدارة المنضبطة.
رئاسة مصر لليونسكو تمثل لحظة فاصلة في تاريخها الحديث فهي ليست مجرد منصب دولي بل فرصة لترسيخ الدور الريادي المصري في بناء ثقافة السلام ونشر المعرفة وحماية التراث الإنساني، كما أنها تفتح أفقًا واسعًا لاستثمارات ثقافية وسياحية ستعيد القاهرة إلى موقعها الطبيعي كعاصمة للفكر والحضارة في الشرق الأوسط والعالم.

اليوم يبدأ فصل جديد من فصول القوة الناعمة المصرية بصوت عالمي جديد يحمل اسم خالد العناني وبقيادة تعيد تعريف الدور المصري في المستقبل، ليس فقط كصاحبة تاريخ عريق بل كدولة تصنع الحاضر وتقود المستقبل بثقة وشرف وإصرار.