وداعًا صوت الأزهر الدافئ.. كيف صنع أحمد عمر هاشم تاريخه في العلم والدعوة؟
الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 11:59 ص
غاب عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، بعد معاناة مع المرض، وأعلنت صفحته الرسمية على فيسبوك نعيه بكلمات مؤثرة جاء فيها: "بقلوب مملوءة بالإيمان والرضا بقضاء الله، ننعي إلى العالمين العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، نسأل الله أن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يلهمنا وإياكم الصبر والاحتساب".
وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم
وسوف تقام صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر اليوم في الجامع الأزهر الشريف، ثم يُشيَّع جثمانه إلى مدافن العائلة في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية بعد صلاة العصر، ويُقام العزاء في ذات القرية اليوم، ويستمر يوم الخميس في القاهرة.
من هو الدكتور أحمد عمر هاشم؟
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941، بقرية بني عامر، مركز الزقازيق، محافظة الشرقية، مصر. ونشأ في بيئة قروية متدينة، في أسرة هاشمية تنتسب إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
كان والده من حفظة القرآن الكريم، مما أثر في تنشئته الدينية وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عُيّن معيدًا في قسم الحديث بكلية أصول الدين، ونال درجة الماجستير في علوم الحديث عام 1969، ثم الدكتوراه في التخصص نفسه، وأصبح أستاذًا لعلوم الحديث عام 1983، ثم عُيّن عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وفي عام 1995 تقلد منصب رئيس جامعة الأزهر.
مناصب الدكتور أحمد عمر هاشم
شغل الدكتور هاشم العديد من المناصب العلمية والإدارية، منها عضوية مجلس الشعب المصري بتعيين من الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعضوية المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي، وعضوية مجلس الشورى بالتعيين، بالإضافة إلى عضويته في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، كما ترأس جامعة الأزهر وقسم الحديث في الجامعة.
الدكتور أحمد عمر هاشم منذ طفولته، كان يحضر حلقات تحفيظ القرآن والدروس الدينية في المساجد، مما صقل شخصيته وزرع فيه حب العلم الشرعي، تميز بذكاء مبكر وحرص على طلب العلم في الأزهر الشريف.
الدكتور أحمد عمر هاشم والمسيرة المهنية
الدكتور أحمد عمر هاشم بدأ مسيرته الأكاديمية معيدًا بقسم الحديث وعلومه في كلية أصول الدين بالزقازيق عام 1967م. ارتقى في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذًا للحديث عام 1983م، وعُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م، ثم رئيسًا لجامعة الأزهر من 1995م إلى 2010م، حيث ساهم في تطوير المناهج وتعزيز مكانة الأزهر عالميًا.
الدكتور أحمد عمر هاشم شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية، وكان عضوًا في مجلس الشعب ومجلس الشورى المصريين، مما أتاح له التأثير في السياسات التعليمية والدينية، وترأس لجنة البرامج الدينية بالتلفزيون المصري، حيث قدم برامج دعوية مؤثرة، كما أشرف على مئات الرسائل العلمية في الحديث والعلوم الشرعية.
الدكتور أحمد عمر هاشم والنشاط الدعوي والعلمي
الدكتور أحمد عمر هاشم اشتهر بخطبة الجمعة في الجامع الأزهر، التي كانت تجمع آلاف المصلين، حيث كان يتميز بأسلوب بليغ ومبسط يجمع بين العمق العلمي والتأثير العاطفي، ألف أكثر من 80 كتابًا في علوم الحديث والدعوة، منها "الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة" و"الإسلام وبناء الشخصية"، وكتب عن أخلاق النبي ﷺ وتاريخ الأزهر.
قدم برامج تلفزيونية في رمضان وغيره، ركز فيها على التوعية الدينية ونشر الوسطية. كما كان له حضور قوي في المناظرات الفكرية، حيث حسم قضايا مثل تجديد الخطاب الديني، وحاز جائزة "الشخصية الإسلامية للعام" من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 2023م، تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام والسنة النبوية.
ما هي مؤلفات الدكتور أحمد عمر هاشم؟
و الدكتور أحمد عمر هاشم ترك إرثًا علميًا غنيًا من خلال مؤلفاته التي تناولت علوم الحديث والسنة النبوية ومواضيع أخرى في الفكر الإسلامي، ومن أبرزها: "السنة النبوية وعلومها"، "قواعد أصول الحديث"، "المحدثون في مصر والأزهر"، "قبس من الحديث النبوي"، "أزمة الخليج في ميزان الإسلام"، "محنة الخليج"، "مناهج المحدثين في رياض السيرة النبوية"، "الدعوة الإسلامية: منهجها ومعالمها"، "في ظلال الهدي النبوي"، "رمضان والصيام"، "الإسراء والمعراج"، "المرأة في الإسلام"، و"الدفاع عن الحديث النبوي"، وغيرها من الكتب التي أثرت المكتبة الإسلامية.
و الدكتور أحمد عمر هاشم شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية داخل مصر وخارجها، وقدّم بحوثًا مهمة في مجالات السنة والسيرة والحديث والطب الإسلامي ومكانة الحرمين الشريفين، كما شغل منصب رئيس بعثة الحج لجامعة الأزهر، وشارك في مؤتمرات دولية منها باكستان، الجزائر، المغرب، ألمانيا، الكويت، الولايات المتحدة، وغيرها.
كما تولى عدة وظائف علمية وأكاديمية بارزة منها عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، وعضوية اتحاد الكتاب في مصر، وعضوية المجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.
الدكتور أحمد عمر هاشم نال جائزة الدولة التقديرية عام 1992، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وأسهم في الإشراف على أكثر من مائتي رسالة ماجستير ودكتوراه، وكان أستاذًا زائرًا في جامعات داخل وخارج مصر.