هل تصمت طبول الحرب أخيرا؟.. فرص وقف إطلاق النار في غزة بين شَرْم الشيخ وتعنت نتنياهو

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 12:51 م
هل تصمت طبول الحرب أخيرا؟.. فرص وقف إطلاق النار في غزة بين شَرْم الشيخ وتعنت نتنياهو
طلال رسلان

ارتفعت فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار “ذو مراحل” مع انطلاق مفاوضات برعاية مصرية–أميركية–قطرية في شرم الشيخ، لكن التنفيذ أمامه تحديات: انقسامات القرار في تل أبيب، تفاصيل تبادل الأسرى/ المحتجزين (خصوصًا المفقودين وبقايا الجثامين)، وترتيبات الحكم والأمن وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار.
 
أي اختراق سيتطلب حزمة متزامنة: تهدئة ميدانية + تبادل على دفعات + آلية رقابة دولية وتمويل سريع للإغاثة، وإلا فعودة القتال.
 
ما الذي تغيّر الآن؟
 
انطلاق مفاوضات رسميّة في مصر: وفدان غير مباشرين من إسرائيل وحماس دخلوا محادثات “مرحلة أولى” حول تبادل أسرى/محتجزين ووقف قتال مؤقت وتيسير المساعدات، ضمن خطة مدعومة أميركيًا؛ وصفُ اليوم الأول بـ“إيجابي” رفع سقف التوقعات الحذِر. 
 
يشمل ذلك مظلّة دولية وإقليمية أثقل: واشنطن تدفع باتجاه صفقة مبنية على مسودات سابقة (وقف مرحلي، تبادل واسع، ترتيبات حكم انتقالية)، مع وساطة مصر وقطر، وتفاعل واسع من قوى دولية. 
 
إلى جانب تهدئة إنسانية قابلة للتمديد مقابل تبادل متدرّج (الإفراج عن رهائن/محتجزين مقابل أسرى فلسطينيين بأعداد كبيرة)، مع دور للصليب الأحمر في التحقق واللوجستيات. الخلاف ليس على المبدأ بل على الجداول الدقيقة، وآليات العثور على المفقودين، وضمانات عدم انهيار الهدنة أثناء التنفيذ. 
 
مسارات حسّاسة 
 
تصريحات لنتنياهو (بالعبرية) تمسّك فيها ببقاء قواته “في معظم القطاع” حتى مع إطلاق سراح الأسرى، ما يوحي بهدنة “بلا إنهاء حرب” ويهدد قابلية الخطة للحياة. أي انقسام داخل الائتلاف قد يجمّد خطوات الانسحاب المرحلي أو إدخال ترتيبات حكم انتقالية. 
 
الطروحات تتراوح بين إدارة انتقالية تكنوقراطية بإشراف دولي وبرامج إعادة إعمار مشروطة بنزع سلاح الفصائل. وغياب مسار سياسي واضح نحو دولة فلسطينية يقلّل من استدامة أي وقف طويل. 
 
مجلس الأمن فشل مؤخرًا في تمرير صيغة ملزِمة، ما يعني أن آليات الإنفاذ ستكون تفاهمات “رعاية وضغط” أكثر من كونها قرارًا مُلزمًا، ويضع عبء التنفيذ على الوسطاء، في ظل قيام مصر بجهود جبارة نحو سلام دائم.
 
التجربة القريبة (هدنة يناير–مارس 2025) أثبتت أن وقفًا مؤقتًا بلا آلية مراقبة ومسار سياسي وتبادل مُحكم سينهار سريعًا. أي صفقة جديدة لا بد أن تربط: التهدئة، والتبادل، والمساعدات واسعة النطاق، وترتيبات أمنية–مدنية انتقالية، وتمويل إعادة إعمار أولي، ضمن خريطة زمنية قابلة للتحقق. 
 
عوامل تعزّز فرص النجاح
 
موقع مصر ودورها العملي يلعب دورا كبيرا فالقاهرة تجمع الخيوط: حدود ومعابر، أمن ومخابرات، علاقات مع كل الأطراف، وقدرة لوجستية على تحويل ما يُتفق عليه إلى تدفق مساعدات وتنسيق ميداني. 
 
ومن الواضح توافق وسطاء أساسيين، فالتناغم نسبي بين الولايات المتحدة ومصر وقطر على “مرحلية–قابلة للتمديد” يوفّر زخمًا تفاوضيًا ويزيد كلفة التعطيل. 
 
وهناك ضغط الرأي العام الداخلي في إسرائيل فعائلات الأسرى تضغط لصفقة سريعة؛ هذا يخلق نافذة سياسية ضيقة يمكن استغلالها لتمرير تبادل كبير بدايةً. 
 
لكن استمرار الغارات أثناء التفاوض يرفع المخاطر ويُضعف الثقة ويخلق حقائق ميدانية سلبية؛ واشنطن طلبت تهدئة موازية للمحادثات لكن التنفيذ متذبذب. 
 
ماذا يعني ذلك لمصر والمنطقة؟
 
نجاح القاهرة في تثبيت هدنة سيوسّع دورها كـ“ضامن تنفيذ” وممر رئيسي للإغاثة وإعادة الإعمار، ويرسّخ مكانتها وسيطًا لا غنى عنه، فيما يمنح واشنطن إنجازًا دبلوماسيًا تحتاجه، ويخفف الضغط الإقليمي والإنساني فورًا. أما الفشل، فسيرفع كلفة الصراع على الجميع ويؤجج عدم الاستقرار، كما حذرت مصر في جملة من المناسبات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق