عامان على العدوان.. دماء غزة تحرك ضمير العالم وتكسر عزلة القضية الفلسطينية

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 11:47 ص
عامان على العدوان.. دماء غزة تحرك ضمير العالم وتكسر عزلة القضية الفلسطينية
إيمان محجوب

كانت دماء الفلسطينين في غزة التي سالت منذ 7 اكتوبر عام 2023 نورا اضاء شعلة القضية الفلسطينية في قلوب الملايين حول العالم الذين خرجوا في مظاهرات بمعظم بلاد العالم تنادي بالحرية لفلسطين، بعدما ظلت قضيتها حبيسة منصات الدبلوماسية العربية والاسلامية، فمنذ إعلانِ الاستقلالِ الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988 بالجزائر، إعترف بالدولة الفلسطينية 78 دولة وكان معظمها من الدول العربية والاسلامية.
 
وبعد عامان من الحرب الاسرائيلية علي غزة التي دمرت الحجر والشجر والبشر في القطاع وتحت ضغط الجماهير نحجت الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع دولة فرنسا والمملكة العربية السعودية في فرض حل الدولتين سبتمبر 2025 علي منصة الامم المتحدة، حيث اُعترف بـدولة فلسطين كدولة ذات سيادة من قبل 157 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، ما يزيد 81٪ من جميع أعضاء الأمم المتحدة.
 
وقبل هذا التاريخ ظلت فلسطين كدولة غير معترف بها من قبل إسرائيل والعديد من بلدان الاتحاد الأوروبي وأستراليا، مع أن أغلب هذه الدول تدعم عمومًا حلّ الدّولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتؤكد على أن إقامة هذه الدولة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسُّلطة الفلسطينيَّة. 
 
وشملت قائمة الدول المعترفة بفلسطين كدولة عدداً من القوى المؤثرة مثل المملكة المتحدة، وكندا، وإسبانيا، والنرويج، وإيرلندا، والسويد، والبرازيل، والصين، وروسيا، في حين ما زالت دول محورية أخرى مثل الولايات المتحدة، وألمانيا، واليابان لا تعترف بها، ورغم أن هذا الاعتراف لا يفتح الباب تلقائياً أمام العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فإن تراكمه يُستخدم كورقة سياسية ودبلوماسية لحشد التأييد في المحافل الدولية.
 
وحصلت فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ نوفمبر 2012، يرجع هذا الوضع إلى حقيقة أن الولايات المتحدة عضوٌ دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فتتمتع بـحق النقض (الفيتو)؛ حيث استخدمت حق النقض باستمرار أو هددت بذلك لمنع العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
 
لكن هذا الاعتراف الدولي بالحق الشعب الفلسطيني كدولة ذات سيادة علي أرضها وقف عائق أمام محاولات اسرائيل ضم الضفة الغربية المحتلة، حيث اعتبر الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ان ضم الصفة خط احمر، مضيفا  إن الاعتراف بدولة فلسطين جزء من خطة سلام شاملة تضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين.
 
كما نشرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية تحليل يؤكد أن الاعتراف بدولة فلسطين هو أمر رمزي بحت، ومع ذلك، تكون الرموز في بعض الأحيان مهمة جداً"، إذ يشكل هذا الاعتراف "ضغطاً معيناً على إسرائيل، ويجعلها تفهم أن للصبر حدوداً"، ناهيك عن أنه يمثّل "انتكاسة جديدة" لإسرائيل، وخصوصاً أنه "يأتي بعد اثني عشر يوماً من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة"، ولكن أيضاً "بعد أيام قليلة من طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه.
 
وتضمن التحليل أن اللجوء إلى فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، والعمل على حجب الأسلحة عنها، قد يعززان هذه الخطوة الرمزية ويجعلانها ذات أثر أكبر.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق