من قمة القاهرة إلى خطة ترامب.. مصر تقود معركة السلام في الشرق الأوسط
الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 05:00 م
أحمد سامي
تتجه أنظار العالم مجددًا نحو مصر، التي عادت لتتبوأ موقعها المركزي في قيادة معركة السلام في الشرق الأوسط، وسط حراك دبلوماسي مكثف يستهدف إنهاء الحرب الدامية على غزة، وإعادة إطلاق مسار سياسي شامل يضمن الاستقرار في المنطقة، بعد أكثر من عامين من التصعيد غير المسبوق.
القاهرة.. مركز الوساطة الإقليمية
منذ اندلاع الحرب، تبنّت القاهرة نهجًا متوازنًا يقوم على التواصل مع جميع الأطراف دون استثناء، سعيًا لوقف نزيف الدم الفلسطيني واحتواء الأزمة قبل انفجارها.
وجاءت قمة القاهرة للسلام التي عقدت مطلع العام الجاري لتؤكد هذا الدور، حيث جمعت تحت مظلتها قادة وممثلين من أكثر من 30 دولة، بينهم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وتركيا وقطر، في رسالة واضحة بأن الوساطة المصرية لا تزال حجر الزاوية في أي تسوية ممكنة.
مفاوضات شرم الشيخ.. اختبار جديد للدبلوماسية المصرية
وفي امتداد طبيعي لتلك الجهود، تستضيف مدينة شرم الشيخ الجولة الأحدث من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بمشاركة قطر وتركيا والولايات المتحدة.
وتأتي المفاوضات في ظل تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى، حيث يقودها وسطاء مصريين إلى جانب شركاء إقليميين ودوليين، وسط دعم مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد مرارًا أن أمن غزة واستقرارها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
خطة ترامب للسلام.. عودة أمريكية بدعم مصري
وفي خطوة لافتة، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الساحة بطرح خطة جديدة للسلام تهدف إلى إنهاء الحرب وإطلاق مفاوضات الحل النهائي، بالتنسيق مع القاهرة والدوحة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن مصر لعبت دورًا حاسمًا في بلورة الخطوط العريضة للخطة، عبر ضمان أن تكون الأولوية لوقف إطلاق النار وبدء مرحلة إعادة الإعمار، قبل الدخول في الملفات السياسية المعقدة مثل الحدود والقدس واللاجئين.
المساعدات المصرية.. جسور إنسانية لا تتوقف
بالتوازي مع الجهود السياسية، تواصل القاهرة دعمها الإنساني لقطاع غزة عبر قوافل "زاد العزة" التي أطلقها الهلال الأحمر المصري منذ يوليو الماضي، حاملة آلاف الأطنان من الوقود والمواد الغذائية والطبية، في مشهد يعكس التزام مصر التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني.
فقد انطلقت اليوم القافلة رقم 46 من معبر رفح البري، في الوقت الذي تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية على أحياء غزة، لتؤكد مصر أن الإنسانية لا تتجزأ عن الدبلوماسية.