مصر صانعة السلام.. وساطة القاهرة تنجح في إنهاء حرب غزة وتعيد الأمل للشرق الأوسط
الخميس، 09 أكتوبر 2025 09:06 ص
طلال رسلان
في وقت يتعاظم فيه ضجيج الحروب وتتعثر لغة الحوار، تبرز مصر كصوتٍ للعقل والحكمة، وكمحور رئيسي في إعادة رسم خريطة السلام في المنطقة.
فمن غزة إلى ليبيا والسودان، وصولاً إلى القارة الإفريقية، لا تزال القاهرة تضع بصمتها في كل مبادرة لوقف نزيف الدم وحماية الاستقرار، في مشهد جعل كثيرين يطالبون بمنحها جائزة نوبل للسلام عن استحقاق.
اتفاق تاريخي يحقن دماء غزة
بعد شهور طويلة من المفاوضات الشاقة، نجحت الوساطة المصرية – بمشاركة قطر والولايات المتحدة وتركيا – في التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، بعد حرب دامت لأشهر وأثقلت كاهل الفلسطينيين.
الاتفاق، الذي استضافت شرم الشيخ جولاته الأخيرة، يُعد تتويجًا لعامين من الجهود المصرية الدؤوبة لوقف العدوان وفتح الممرات الإنسانية، في وقت كانت القاهرة وحدها تقريبًا تحذر من اتساع رقعة النار في الشرق الأوسط منذ مؤتمر القاهرة 2023.
ضغوط مصرية أنهت الحصار
رغم التعنت الإسرائيلي، تمكنت مصر من كسر الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، لتصل الإمدادات الطبية والغذائية للمدنيين المحاصرين.
القاهرة استخدمت كل أدواتها الدبلوماسية، وضغطت على الأطراف الإقليمية والدولية لتأمين هدنة إنسانية تحفظ أرواح الأبرياء.
ولم يكن الهدف مجرد هدنة مؤقتة، بل تثبيت رؤية مصرية واضحة تقوم على حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
دبلوماسية تمتد من غزة إلى إفريقيا
لم تتوقف الجهود المصرية عند حدود فلسطين، فالقاهرة تقود أيضًا مبادرات لحل أزمات ليبيا والسودان عبر الحوار لا السلاح، ومشاركة فعالة في مبادرة الرباعية الإفريقية لتفعيل الحلول السياسية.
كما يواصل مركز القاهرة لتسوية النزاعات جهوده لوقف إطلاق النار في مناطق التوتر بالقارة، ضمن رؤية شاملة تجعل من إسكات البنادق شعارًا واقعيًا لا مجرد شعار أممي.
العالم يشيد.. وترامب يعلن
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في منشور على "تروث نتورك" أن إسرائيل وحماس وقعتا المرحلة الأولى من خطة السلام، مؤكدًا أن جميع المختطفين سيُفرج عنهم قريبًا وأن القوات الإسرائيلية ستنسحب إلى خطوط متفق عليها.
ترامب وصف اليوم بـ"العظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل والولايات المتحدة"، موجهًا الشكر إلى الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك قائلاً: «طوبى لصانعي السلام».
السيسي يدعو لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب
من جانبه، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية للرئيس الأمريكي لحضور مراسم توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة حال التوصل إلى الصيغة النهائية، مؤكدًا أن السلام العادل هو الضمانة الوحيدة لأمن المنطقة واستقرارها.
اليوم، بينما تتجه الأنظار إلى أوسلو لمعرفة من سينال جائزة نوبل للسلام، يرى كثيرون أن القاهرة تستحقها عن جدارة؛ فبين ركام الحروب وصخب البنادق، لا تزال مصر تبني مسارًا للحياة… سلام صنعته الإرادة لا الشعارات.