مصر أولا ثم التاريخ.. القاهرة تنجح في إيقاف حرب غزة وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق بين حماس وإسرائيل

الخميس، 09 أكتوبر 2025 09:33 ص
مصر أولا ثم التاريخ.. القاهرة تنجح في إيقاف حرب غزة وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق بين حماس وإسرائيل

وسط أجواء مشحونة وصراع دموي امتد لأشهر، تحولت مدينة شرم الشيخ إلى عاصمة للسلام من جديد، بعدما نجحت الوساطة المصرية في إتمام اتفاق تاريخي بين حماس وإسرائيل، يقضي بوقف الحرب في غزة، وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة انسحاب الاحتلال وإطلاق سراح الأسرى ودخول المساعدات الإنسانية.
 
الاتفاق جاء بعد مفاوضات ماراثونية ومعقدة شاركت فيها كل من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وتمخض عنها تفاهمات ميدانية وسياسية شاملة أنهت واحدة من أعنف جولات الحرب في القطاع منذ سنوات.
 
اتفاق شرم الشيخ.. بداية السلام لا نهايته
 
البيان الصادر عن حركة حماس أكد أن الاتفاق ينص على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا من غزة، وإطلاق الأسرى من الجانبين، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن المفاوضات جرت في أجواء "مسؤولة وجادة" برعاية مصرية مباشرة.
 
وأكدت الحركة تقديرها البالغ للوسطاء الذين عملوا دون توقف لإنهاء الحرب، موجهة شكرًا خاصًا للرئيس عبد الفتاح السيسي على "جهوده الحاسمة في إنقاذ الأرواح وفرض لغة العقل على لغة النار".
 
ترامب: "يوم عظيم للعالم"
 
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن رسميًا عبر شبكة تروث نتورك توقيع المرحلة الأولى من "خطة السلام"، وكتب قائلًا:
 
"يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا المرحلة الأولى من خطتنا للسلام. قريبًا سيتم إطلاق جميع المختطفين، وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه. إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة".
ترامب وجّه شكره إلى الوسطاء من مصر وقطر وتركيا، معتبرًا ما جرى "حدثًا تاريخيًا غير مسبوق يستحق أن يُدرّس كأنجح تجربة دبلوماسية في الشرق الأوسط منذ عقود".
 
تنازلات إسرائيلية وهدوء مشروط
 
من جانبها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاتفاق تضمّن تنازلات متبادلة، أبرزها موافقة تل أبيب على تعديل في خطة الانسحاب المعروفة بـ"الخط الأصفر"، وإطلاق الأسرى الأحياء يوم الأحد المقبل مع تسليم رفات قتلى الطرفين على مراحل لاحقة.
كما أشار الإعلام العبري إلى أن الهدنة ستكون مرتبطة بالتزام الطرفين بخطة ترامب، وأن المساعدات ستدخل فورًا إلى غزة عبر خمسة معابر، بينها معبر رفح المصري، الذي سيصبح الشريان الإنساني الرئيسي لسكان القطاع.
 
مصر.. صانعة التوازن في زمن النار
 
مرة أخرى، أثبتت القاهرة أنها اللاعب الإقليمي القادر على التحدث بلغة الجميع، فبين واشنطن وأنقرة والدوحة وتل أبيب وغزة، كانت مصر هي الجسر الذي عبرت عليه مفاوضات الحياة.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن تصعيد وحروب، كانت الدبلوماسية المصرية تعمل في صمت، حتى خرج الاتفاق إلى النور ليعيد الأمل لشعبٍ أنهكته الحرب.
 
وفي اتصال هاتفي، وجّه نتنياهو شكره إلى ترامب على ما وصفه بـ"الإنجاز التاريخي"، ودعاه لإلقاء خطاب أمام الكنيست، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عقد جلسة استثنائية للمصادقة على الاتفاق خلال ساعات.
 
من رمال سيناء إلى حدود غزة.. صوت مصر لا يُخطئ بوصلته
 
اتفاق شرم الشيخ لا يُعد مجرد هدنة سياسية، بل بداية جديدة لمسار سلام طويل، أعاد القاهرة إلى قلب المشهد العالمي كوسيط عادل وصانع للسلام في زمن الانقسامات. مرة أخرى، تؤكد مصر أن القوة ليست فقط في السلاح، بل في القدرة على إيقافه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق