فلسطين تُحيّي مصر.. اتفاق السلام يعيد الأمل ويطلق ترتيبات لحوار وطني شامل

الخميس، 09 أكتوبر 2025 01:07 م
فلسطين تُحيّي مصر.. اتفاق السلام يعيد الأمل ويطلق ترتيبات لحوار وطني شامل

بعد عامين من الحرب والمعاناة، عادت الروح إلى الشارع الفلسطيني، حيث عمّت مشاعر الفرح والارتياح عقب إعلان اتفاق السلام التاريخي الذي رعته مصر من مدينة شرم الشيخ، بمشاركة الولايات المتحدة وقطر وتركيا، والذي أنهى أطول جولات الصراع وفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة عنوانها «التهدئة والبناء».
 
فمن رام الله إلى رفح، رحبت القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية والشعبية بالاتفاق الذي تضمن وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وبدء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبدء الاستعداد لإعادة الإعمار.
 
في بيان رسمي، ثمّن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجهود المصرية والدولية التي قادت إلى الاتفاق، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمهد الطريق نحو حل سياسي دائم يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال عباس إن «فلسطين مستعدة للتعاون الكامل مع الوسطاء لإنجاح الاتفاق، وتحويله إلى سلام شامل يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة».
 
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة التنفيذ الفوري لجميع بنود الاتفاق، والإفراج عن الأسرى والرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، وبدء عملية إعادة الإعمار تحت إشراف فلسطيني رسمي، مؤكدًا أن السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية لا يمكن أن تكون محل تفاوض أو وصاية.
 
موقف الفصائل الفلسطينية
 
من جانبها، أصدرت حركة فتح بيانًا رحبت فيه بالاتفاق الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنه ثمرة لصمود أبناء الشعب في وجه الحصار والمجاعة والدمار.
وأشارت الحركة إلى أن الرئيس محمود عباس كان أول من دعا إلى وقف فوري للعدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بوضع آليات واضحة لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، والإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، تمهيدًا لإنهاء الاحتلال وتوحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع ضمن رؤية سياسية موحدة.
 
بدورها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاتفاق بأنه «إنجاز وطني مهم» وخطوة أولى على طريق إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الجهود المصرية كانت حجر الأساس في الوصول إلى هذا التحول التاريخي.
وأشادت الجبهة بموقف القاهرة الرافض لأي محاولات للتهجير أو تصفية القضية الفلسطينية، معتبرة أن «مصر كانت ولا تزال السند الأول والضامن الحقيقي لصمود الفلسطينيين».
 
وكشفت الجبهة أن هناك ترتيبات جارية لعقد حوار وطني شامل برعاية مصرية خلال المرحلة المقبلة، يهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني وبناء استراتيجية وطنية جامعة، تقوم على الشراكة السياسية وإعادة بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية.
 
موقف العشائر والهيئات الشعبية
 
وفي سياق متصل، أصدرت الهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية بيانًا وجهت فيه الشكر لمصر قيادةً وحكومةً وشعبًا، على ما وصفته بـ«الجهود التاريخية التي جنبت الفلسطينيين كارثة التهجير الجماعي».
وأكد البيان أن الموقف المصري الثابت أعاد التوازن للقضية الفلسطينية، وحافظ على وحدة الأرض والهوية، مشيدًا بالدور الإنساني الذي قامت به القاهرة عبر إرسال القوافل الطبية والإغاثية من معبر رفح والتي شكلت شريان الحياة لأهالي القطاع.
 
وأضافت الهيئة أن ما قدمته مصر من دعم دبلوماسي وإنساني خلال العامين الماضيين سيظل علامة مضيئة في تاريخ العلاقات العربية – الفلسطينية، مشددة على أن القاهرة أثبتت أنها العمق الاستراتيجي للأمة العربية ودرعها الواقية في وجه محاولات التصفية والإقصاء.
 
طريق ما بعد الحرب
 
ومع تزايد الترحيب الإقليمي والدولي، تتجه الأنظار إلى المرحلة التالية من عملية السلام، حيث تتواصل الجهود لتثبيت الهدنة وإطلاق عملية إعادة الإعمار، وسط توقعات بعقد مؤتمر دولي في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة الدعم المالي والإنساني المطلوب لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
 
ويؤكد مراقبون أن الاتفاق الحالي يمثل نقطة تحول في مسار الصراع، وأن نجاحه يعتمد على التزام الأطراف كافة ببنوده، إلى جانب استمرار الرعاية المصرية كضامن أساسي لتحقيق السلام الدائم.
 
 
في لحظة تاريخية طال انتظارها، استعادت فلسطين أنفاسها بعد سنوات من الدمار، وبدأت صفحة جديدة من الأمل كتبت سطورها مصر التي أثبتت مجددًا أنها صوت العروبة وحامية السلام في الشرق الأوسط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق