هيثم صلاح الدرس يكتب:
مصر لم تساوم.. وغزة لم تنكسر.. وفلسطين لم تُنس
الجمعة، 10 أكتوبر 2025 01:33 م
مصر برئاستها ودبلوماسيتها الضامن الحقيقى للثوابت القومية والعربية
طوال أيام حرب غزة، أثبتت مصر، برئاستها ودبلوماسيتها، أنها الضامن الحقيقى للثوابت القومية والعربية، عبر رفضها القاطع لأى "حل" على حساب الأرض الفلسطينية، أو على حساب الشعب الفلسطينى.
وسط هذه الحرب، برز الدور المصرى كعامل توازن واستقرار، حيث تبنّت القاهرة موقفًا ثابتًا ورافضًا بشكل قاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
كما برز دورها مجددًا كصمام أمان، ليس فقط فى الوساطة، بل فى حماية الهوية الفلسطينية، ورفض أى حلول على حساب حقوق الشعب الفلسطينى، أو على حساب استقرار مصر وأمنها الوطنى.
إن مصر، أدركت مبكرا، أن التهجير لن يكون مجرد أزمة إنسانية، بل تهديد للأمن القومى المصرى، وقبولها بالتهجير، يعنى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها وجوهرها، وتحويلها من قضية وطن إلى أزمة لاجئين، وهو ما ترفضه مصر شكلًا ومضمونًا.
ورغم التفوق العسكرى لإسرائيل، فإنها فشلت فى تحقيق الأهداف المعلنة، سواء بتصفية قادة المقاومة أو تدمير بنيتها التحتية، وتراجعت ثقة المجتمع الإسرائيلى بقيادته العسكرية والسياسية.
حرب غزة، بما حملته من مشاهد الصمود للمقاومة، والانهيار لإسرائيل، أسست لمرحلة جديدة فى الصراع العربى الإسرائيلى، وهى:-
- لم تعد إسرائيل قادرة على فرض إرادتها بالقوة.
- لم تعد المقاومة مجرد رد فعل، بل أصبحت لاعبًا سياسيًا لا يمكن تجاهله.
- أدرك المجتمع الدولى أن حل القضية الفلسطينية، لا يكون إلا بإقامة الدولتين، وإنهاء الاحتلال، لابتكريس الأزمات.
كل هذه النقاط، جعلت كثيرين يعتبرون أن المقاومة، حققت انتصارًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا، حتى وإن كان الثمن باهظًا من حيث الأرواح والدمار.
وختاما، إن الواقع الذى فرضته المقاومة، والفشل الذى مُنيت به إسرائيل، والموقف الصلب الذى تبنته مصر، كلها عناصر تؤكد أن غزة لم تنكسر، وفلسطين لم تُنسَ، ومصر لم تساوم، وأنه لا سلام دون عدل، ولا استقرار دون حق، ولا أمن دون كرامة.