مصر تعيد للعالم توازنه.. دبلوماسيون: شرم الشيخ تكتب فجر السلام الجديد بقيادة السيسي
الجمعة، 10 أكتوبر 2025 10:05 م
في لحظة فارقة من التاريخ الحديث، استطاعت مصر أن تُعيد رسم مشهد الشرق الأوسط المضطرب، وتُحول شرم الشيخ من منتجع سياحي إلى منصة دولية لصناعة السلام، بعد نجاح مفاوضاتها التاريخية في إنهاء الحرب التي أنهكت المنطقة لعامين متواصلين.
هذا الاتفاق الذي وُقع برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يكن مجرد وقف لإطلاق النار، بل إعلان لعودة الدور المصري كقوة عاقلة في محيط مضطرب، ومركز ثقل دبلوماسي يعيد للعرب مكانتهم وللعالم توازنه.
منذ اللحظة الأولى لاشتعال الحرب، تحركت القاهرة وفق استراتيجية دقيقة رسمت ملامحها القيادة السياسية، فجمعت بين التحرك السياسي المكثف والمبادرات الإنسانية المستمرة. وبينما كانت أصوات المدافع لا تهدأ، كانت مصر تُطلق قوافل الإغاثة عبر معبر رفح، وتفتح خطوط اتصال مع جميع الأطراف دون استثناء، لتؤكد أن الحياد المصري لا يعني الصمت، بل السعي للحياة.
ويؤكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن القاهرة قدمت من خلال مفاوضات شرم الشيخ "نموذجًا قياديًا لإدارة الأزمات المعقدة"، موضحًا أن الدولة المصرية استطاعت أن تجمع بين الدقة الدبلوماسية والحس الإنساني، وهو ما جعلها تحظى بثقة كل الأطراف المتصارعة.
ويضيف فارس: “القاهرة اليوم ليست مجرد وسيط في النزاعات، بل قوة إقليمية مؤثرة تمتلك أدوات الضغط والقدرة على الإقناع، وهو ما برز جليًا في نجاحها في توحيد المواقف الدولية حول مبادرة السلام”.
أما الخبير في الشؤون السياسية محمد ربيع الديهي، فيصف ما حدث في شرم الشيخ بأنه “تحول استراتيجي يعيد تعريف الدور العربي في العلاقات الدولية”، مشيرًا إلى أن التحرك المصري تميز بالاتزان والبراغماتية بعيدًا عن المزايدات الإعلامية، معتمدًا على أدوات حقيقية من القوة الناعمة والخبرة الأمنية والسياسية الممتدة لعقود.
ويتابع الديهي: “منذ اللحظة الأولى، وضعت مصر نصب عينيها ثلاثة أهداف أساسية: حماية المدنيين، وإطلاق عملية سياسية عادلة، وضمان عدم تكرار الحرب. وقد نجحت في تحقيق المعادلة الأصعب عبر موازنة العمل الإنساني مع الضغط السياسي”.
في الوقت ذاته، أشاد طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، بما وصفه “الحنكة المصرية في إدارة المفاوضات”، مؤكدًا أن القاهرة أثبتت أنها تمتلك منهج الدولة القادرة لا الدولة المنفعلة. وأضاف: “حينما انشغل الآخرون بالشعارات، كانت مصر تبني مسارًا واقعيًا للسلام على الأرض، يعتمد على التنفيذ لا الوعود”.
ويرى مراقبون أن مصر لم تحقق فقط إنجازًا دبلوماسيًا، بل أعادت صياغة مفهوم الدور الإقليمي للدولة الحديثة. فبينما انكمشت دول كبرى في مواجهة تعقيدات المنطقة، استطاعت القاهرة أن تجمع بين الشرق والغرب على طاولة واحدة، وأن تُثبت أن الأمن العربي لا يمكن صناعته إلا من القاهرة.
ويشير محللون إلى أن اتفاق شرم الشيخ لم يكن مجرد نهاية حرب، بل بداية مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي وإعادة الإعمار، تضع مصر في موقع القيادة ضمن خريطة الشرق الأوسط الجديد. فبينما تتدفق شاحنات المساعدات من معبر رفح يوميًا، تتجه الأنظار إلى القاهرة بوصفها “عاصمة القرار العربي”، وصاحبة الكلمة المسموعة في مراكز صنع القرار العالمية.
النجاح المصري في شرم الشيخ لا يُقاس بعدد التوقيعات على الورق، بل بعودة الثقة إلى الدبلوماسية العربية، التي أثبتت أن الحكمة يمكن أن تكون أقوى من البندقية، وأن مصر حين تتكلم يصمت الجميع احترامًا لصوتها المتزن وقرارها المستقل.
وبينما ترفرف أعلام السلام على حدود غزة وتتعالى الزغاريد في شوارعها، تُرفع الأعلام المصرية شكرًا وامتنانًا لأرض السلام التي لم تخذل أمتها يومًا.
وهكذا، تكتب مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فصلًا جديدًا من التاريخ، عنوانه: "السلام يولد من أرض الكنانة.. والعروبة لا تموت ما دامت القاهرة تنبض بالحياة."