فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة لـ"صوت الأمة": الخطة الأمريكية فرصة يجب اغتنامها لوضع حد للصراع المأساوي في غزة.. شكراً لمصر وقطر على جهودهما
السبت، 11 أكتوبر 2025 08:54 م
فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة لـ"صوت الأمة":
لدينا نحو 170 ألف طن من الإمدادات الحيوية مُعدّة لدخول القطاع.. وأولوياتنا وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين
نحتاج إلى وصول إنساني غير مقيد في السودان.. وإعطاء أولوية للحوار لمعالجة المخاوف من برنامج إيران النووي
في ظلّ استمرار العدوان على غزة، وتزايد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية، تتواصل التحركات السياسية والدبلوماسية على المستويات كافة في محاولة لوقف نزيف الدم الفلسطيني وإعادة إطلاق مسار السلام، وبينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب عبر صفقة شاملة تتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين وإعادة الإعمار، يبرز الدور المحوري لكلٍّ من مصر، وقطر والولايات المتحدة والأمم المتحدة في إدارة الجهود الإنسانية والوساطات السياسية.
وفي خضمّ هذا المشهد الإقليمي المعقّد، تتقاطع ملفات أخرى لا تقل سخونة، من الحرب في السودان، والأزمة الليبية المتعثّرة، إلى التوترات المتجددة حول البرنامج النووي الإيراني، لتضع الأمم المتحدة أمام مسؤولية مضاعفة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
في هذا الحوار، نستعرض مع نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، موقف المنظمة من التطورات في غزة، ورؤيتها لخطة السلام الأمريكية، وموقفها من جهود الوساطة المصرية والقطرية، إلى جانب رؤيتها للأوضاع في السودان وليبيا وإيران، ودورها في مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية التي تهدد استقرار المنطقة بأسرها.. وإلى نص الحوار..
كيف تقيّم الأمم المتحدة الوضع الإنساني الحالي في قطاع غزة في ظل التصعيد العسكري المستمر، وما هو موقفها من خطة السلام التي طرحها الرئيس دونالد ترامب؟ وهل تعتبر الأمم المتحدة أن الخطة قابلة للتطبيق؟
الأمين العام للأمم المتحدة، أعرب عن تشجيعه للبيان الصادر عن حركة حماس الذي أعلنت فيه استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين والانخراط على أساس المقترح الأخير الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما دعا جميع الأطراف إلى اغتنام هذه الفرصة لوضع حد للصراع المأساوي في غزة، ووجه الشكر إلى كلًا من مصر وقطر على جهودهما الدبلوماسية القيّمة في الوساطة.
وموقف الأمم المتحدة واضح، حيث جدد الأمين العام دعوته الثابتة إلى وقفٍ فوري ودائمٍ لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وستواصل الأمم المتحدة دعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الأهداف لتجنّب المزيد من المعاناة.
بالتأكيد، فلا يزال الوضع الإنساني في غزة مأساويًا، لكن الأمم المتحدة ستواصل تقديم المساعدات وتدعو إلى ضمان وصول إنساني غير مقيّد إلى السكان.
في حال توصّل الأطراف إلى اتفاق نهائي لتنفيذ خطة السلام، ما الدور الذي تستعد الأمم المتحدة للقيام به لضمان نجاح هذا الاتفاق، سواء على المستوى الفني أو الإنساني أو في مجال المراقبة؟ وكيف تقيّم الأمم المتحدة استعداد حماس لإطلاق سراح المحتجزين كخطوة لبناء الثقة بين الأطراف؟
نحن جاهزون ومتحمسون للعمل، لدينا نحو 170 ألف طن متري من المواد الغذائية والأدوية والمأوى وغيرها من الإمدادات الضرورية جاهزة لدخول غزة من مختلف أنحاء المنطقة.
ولكي تنجح خطتنا لإنقاذ الأرواح، نحتاج إلى: فتح المعابر، وضمان حركة آمنة للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والسماح بدخول البضائع دون قيود، ومنح التأشيرات للموظفين، وإتاحة المجال للعاملين الإنسانيين لأداء مهامهم، وإعادة تنشيط القطاع الخاص.
كيف تتابع الأمم المتحدة التطورات المتعلقة بـ"أسطول الحرية"، وما الإجراءات التي تتخذها لضمان سلامة وحقوق الأشخاص على متنه وفقًا للقانون الدولي؟
لقد لاحظنا بقلق اعتراض عدد من السفن في عرض البحر واحتجاز أشخاص سعوا لتقديم الإغاثة الإنسانية لسكان غزة، ونُذكّر بأن جميع الأعمال التي تقوم بها الدول الأعضاء في البحر يجب أن تكون وفقًا لأحكام القانون الدولي المعمول به.
ويجب احترام وحماية جميع المدنيين بما يتوافق مع القانون الدولي، كما يجب معاملة المحتجزين وفقًا للالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي لحقوق الإنسان.
في ظل تنامي القلق بشأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي في حرب غزة، ما الالتزامات المحددة التي تتوقع الأمم المتحدة من جميع الأطراف الالتزام بها؟ وكيف يتم مراقبة أو فرض الامتثال لهذه الالتزامات؟
كما أشرت سابقًا، فإن أولوياتنا هي: وقف فوري ودائم لإطلاق النار، الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وما هى الرؤية طويلة المدى للأمم المتحدة بشأن إعادة إعمار غزة؟ وكيف يمكن تنفيذ عملية الإعمار بطريقة تمنع تكرار الصراع وتعزز التنمية المستدامة؟
نحن على استعداد لدعم جهود إعادة الإعمار بمجرد التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار.
وكيف تقيّم الأمم المتحدة جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر بشأن وقف إطلاق النار في غزة؟ وما الدور الذي تراه للأطراف المصرية في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية؟ وكيف تُقيّم جهود مصر في تهيئة الظروف لعقد اجتماع بين الأطراف المعنية في القاهرة؟
يشكر الأمين العام قطر ومصر على جهودهما القيّمة في الوساطة. وسنواصل التواصل مع السلطات المصرية.
هل تعتبر الأمم المتحدة أن الوضع في غزة يشكل تهديدًا طويل الأمد للاستقرار الإقليمي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الاستراتيجيات الوقائية أو الدبلوماسية التي تنظر فيها المنظمة للتخفيف من هذا التهديد؟
بالنسبة للأمين العام، فإن الوضع في غزة يشكل بالتأكيد تهديدًا للسلام والأمن في المنطقة بأسرها، ولهذا السبب، يجب على جميع الأطراف التفاوض على أساس حل الدولتين، حتى تتمكن إسرائيل وفلسطين من العيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن.
في ضوء الدعوات المتجددة من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في السودان، ما هي المبادرات الحالية والمستقبلية التي تتبناها المنظمة لدعم العملية السياسية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين؟
مبعوثنا، رمطان لعمامرة، على تواصل مع الأطراف لدعم عملية السلام. وكما هو الحال في غزة، نحتاج إلى وصول إنساني غير مقيد حتى نتمكن من تقديم المساعدة لجميع المحتاجين في السودان.
وكيف تنظر الأمم المتحدة إلى الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا، وما الخطوات التي تتخذها لدعم العملية السياسية وتيسير إجراء انتخابات حرة ونزيهة؟
نحن منخرطون في جهود تهدف إلى تشكيل سلطة موحدة في ليبيا. ويرجى الإشارة إلى العمل الذي تقوم به بعثتنا هناك، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا UNSMIL.
مع تصاعد التوترات بشأن الملف النووي الإيراني وسط الخلافات الأوروبية والعقوبات، كيف تتعامل الأمم المتحدة مع هذا الملف لتعزيز الحوار وتجنب مزيد من زعزعة الاستقرار؟
الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد دوماً على ضرورة بذل كل الجهود لمنع اندلاع صراع عسكري جديد، ويدعو إلى إعطاء الأولوية للحوار لمعالجة المخاوف المتعلقة ببرنامج إيران النووي وبالأمن الإقليمي الأوسع.