أسطول الصمود ينسف سردية الاحتلال

الأحد، 12 أكتوبر 2025 09:00 ص
أسطول الصمود ينسف سردية الاحتلال
حمدي عبد الرحيم يكتب:

في العام 2010 قررت هيئة الإغاثة الإنسانية تشكيل أسطول الحرية لكسر حصار غزة (كيان الاحتلال يحاصر غزة منذ العام 2007، يعني قبل طوفان الأقصى بسنوات، وهذه المعلومة للذين يتهمون المقاومة بأنها سبب حصار غزة وتدميرها)، كان على رأس أسطول الحرية السفينة التركية مرمرة، التي تعرضت لهجوم من بحرية الاحتلال، وكان الهجوم ساحقًا ماحقًا لأنه استخدم الرصاص الحي مع النشطاء المسالمين الذين لم يكن لديهم أسلحة يستخدمونها في الدفاع عن أنفسهم، أسفر الهجوم الوحشي عن استشهاد تسعة من النشطاء وإصابة أكثر من أربعين، ومن بين المصابين كان شاب في ريعان شبابه وكانت إصابته من الخطورة لدرجة أنه أمضى أربع سنوات في الغيبوبة، ثم استشهد متأثرًا بجراحه في العام 2014.

ولان الليلة تشبه البارحة تمام الشبه، فقد قرر الضمير الإنساني تشكيل أسطول جديد حمل اسم أسطول الصمود، وضم نشطاء يتجاوز عددهم الأربعمئة ناشط وينتمون لمختلف بلدان العالم، بدأ الأسطول رحلته من إسبانيا وما إن وصل إلى تونس إلا وبدأ تحرش جيش الاحتلال به، ففي كل ليلة كانت المسيرات تهاجم سفن الأسطول وقواربه الصغيرة وتقذفه بكرات نارية وبمواد تضر بركابه، وقد لحقت الإصابات ببعض النشطاء مثل حالة المخرج السينمائي باسل رمسيس الذي أصيب في قدمه وذراعه إصابات جعلت الأطباء يجبرونه على عدم مواصلة الإبحار بعد شهر أمضاه مبحرًا، وذلك خوفًا عليه من تفاقم الإصابة.

عندما أصبح الأسطول قبالة غزة وقبل أن يدخل المياه الإقليمية الفلسطينية شن الاحتلال هجومه المعتاد، وتحت تهديد الرصاص الحي تمكن من القبض على كل النشطاء واقتيادهم إلى داخل الكيان لكي يوقعوا على مستندات يعترفون فيها بأنهم قد دخلوا إلى المياه الإقليمية بدون سند قانوني.

الحمد لله لم يمت أحد هذه المرة والإصابات تعد طفيفة ولكن الواقعة سببت فضحية دولية لكيان الاحتلال، فقد عمت المظاهرات المنددة بسياسات الاحتلال شوارع دول كبرى مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وإسبانيا واليونان، إضافة إلى دول عربية مثل تونس والمغرب، وقد تمددت المظاهرات حتى طافت شوارع العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس، أما غوستافو بيترو الرئيس الكولومبي الرافض لكل سياسات كيان الاحتلال فقد قال: "إن عملية اعتراض أسطول الصمود تعد جريمة دولية، وردًا عليها سأقوم بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من بلادي".

هذا التضامن العالمي مع الأسطول جعل الاحتلال ينكل بالناشطة الإسبانية "ريس ريغو" لأنها تنتمي للبلد الذي انطلق منه الأسطول.

أنقل عن المخرج السينمائي باسل رمسيس: يتهم الاحتلال ريس ريغو بأنها قامت بعض طبيبة من طبيبات الاحتلال أثناء قيامها بتوقيع الكشف على ريس!

وقد قام جنود الاحتلال باقتحام زنزانة ريس في منتصف الليل وقاموا بجرها من شعرها وألقوا بها في الحبس الانفرادي!

هل انتهت قصة الأسطول عند هذا الحد؟

مثل هذا النشاط لا يعرف مصطلح النهاية أو الانتهاء، قد يتوقف للاستجمام واستعادة القوة ثم يواصل التصدي للهمجية التي تسود سياسات الاحتلال.

وغني عن الذكر أن حركات تحرير الأوطان في حاجة دائمة لكل أشكال الدعم ولكل أنواع التضامن، فصاحب الحق يحتاج لمن يشد أزره ويدعمه ولا يتركه يواجه منفردًا توحش الظالم وبطش الباطش، فعلينا عدم الاستهانة بالانقلاب الذي أحدثه الطوفان في العقلية الغربية والأمريكية، فبعد أن كان تبني السردية الصهيونية من الأمور المفروغ منها، أصبحت الشعوب تهتف بحرية فلسطين بعد أن رأى العالم توحش الاحتلال الذي يشن حرب إبادة على غزة مستهدفًا بشرها وحجرها وشجرها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة