التحرير والتطهير.. نهضة عمرانية وخدمية كبرى تغير وجه أرض الفيروز

السبت، 11 أكتوبر 2025 10:22 م
التحرير والتطهير.. نهضة عمرانية وخدمية كبرى تغير وجه أرض الفيروز
محمد الحر


10 مليارات جنيه استثمارات لتنفيذ مشروعات تنموية بشمال وجنوب سيناء في خطة 2025/2026
 

52 عاماً مرت على تحرير أرض الفيروز من الاحتلال، لتبدأ معها الدولة معركة أخرى، وهى تطهيرها من الإرهاب وتحويلها من أرض صحراوية، إلى واحة بستانية تنبض بالحياة في كل شبر، بعدما ركزت الدولة جهودها في سيناء ومدن القناة لإحداث نهضة عمرانية وتنموية شاملة بمشروعات قومية تمتد إلى مختلف القطاعات الحيوية، شملت تطوير البنية التحتية، وتعزيز خدمات الطاقة والتحول الرقمي، والارتقاء بالمنظومة الصحية والتعليمية، إلى جانب توسيع برامج الحماية الاجتماعية، بما يساهم في تحسين جودة حياة أبنائها وتنمية قدراتهم، وتعزيز الاستثمار في العنصر البشري.

واختارت الحكومة "الانسان محور التنمية" عنواناً رئيسياً لتحركاتها التنموية في شبه جزيرة سيناء، حيث شملت خطة تنمية سيناء، إنشاء وتطوير 7 مدن جديدة، إلى جانب تنفيذ نحو 58 ألف وحدة سكنية متنوعة، ما ساهم في خلو سيناء ومدن القناة من العشوائيات غير الآمنة، بالإضافة إلى إنشاء 22 تجمعًا سكنيًا بشمال وجنوب سيناء تضم 2230 بيتًا بدويًا، بتكلفة 19.5 مليار جنيه، وجارى إنشاء 950 بيتًا بدويًا إضافيًا ضمن المرحلة الثانية لامتداد 17 تجمعًا تنمويًا، فيما يجري تنفيذ 4 تجمعات بدوية بإجمالي 6053 بيتًا.

كما شهد قطاع مياه الشرب والصرف الصحي تطورًا ملحوظًا بسيناء، حيث نفذت الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي 163 مشروعًا لإنشاء المحطات وشبكات المياه والصرف الصحي بتكلفة 40.8 مليار جنيه، وارتفعت نسبة تغطية مياه الشرب إلى 96.5% عام 2025، مقابل 84.4% في 2014، كما ارتفعت نسبة تغطية شبكات الصرف الصحي إلى 78% فى 2025، مقابل 17.3% عام 2014.

وزاد عدد المشتركين في شبكة الكهرباء بنسبة 39.1٪، ليصل إلى 1.6 مليون مشترك في سبتمبر 2025، مقارنة بـ 1.15 مليون مشترك عام 2014، كما زادت الوحدات السكنية التي تم توصيل غاز طبيعي لها بنسبة 74.5٪، لتصل إلى 670 ألف وحدة سكنية في سبتمبر 2025، مقارنة بـ 384 ألف وحدة سكنية في يونيو 2014، فضلًا عن زيادة أطوال الغاز الطبيعي المنفذة بنسبة 229.6٪، لتصل إلى 3345 كم في سبتمبر 2025، مقارنة بـ 1015 كم في يونيو 2014، كما تم إنشاء 64 محطة تموين السيارات بالغاز الطبيعي، لتصل إلى 88 محطة في سبتمبر 2025، مقارنة بـ 24 محطة في يونيو 2014.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الأولوية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية لتنمية شبه جزيرة سيناء، ولذا فقد نفذت ملحمة وطنية منذ عام 2014 لتنفيذ مشروعات تنموية رائدة وذات أولوية في قطاعات متعددة خاصة البنية التحتية، والتنمية الزراعية، ومعالجة وتحلية المياه، والتعليم، والتنمية السياحية وغيرها من المجالات، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، المسئولية بدأت الدولة في تنفيذ برنامج طموح لتنمية شبه جزيرة سيناء، تم خلاله تنفيذ أكثر من 20 مشروع رائد في مجالات متعددة، من بين أبرز تلك المشروعات، مشروع محطة المعالجة الثلاثية لمياه صرف المحسمة لمعالجة مليون م3 /يوم؛ حيث يهدف المشروع الي توفير مياه للزراعة من خلال استغلال مياه مصرف المحسمة ونقلها إلى شرق القناة ليتم معالجتها واستخدامها في استصلاح أراضي زراعية مساحتها حوالى 250 مليون م2 حيث يوفر هذا المشروع 12500 فرصة عمل مباشرة و150 الف فرصة عمل غير مباشرة، إلى جانب مشروع إنشاء قناة لنقل المياه (السحارة) لنقل مليون م3/يوم يهدف المشروع إلى توفير مياه الزراعة في محافظة الإسماعيلية لري واستصلاح مساحة 60 ألف فدان بحوالي 250 مليون م2 من خلال محطة معالجة بطاقة مليون م3 يوميا.

كما تم تنفيذ مشروع انشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر الذي يهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة بجمهورية مصر العربية من خلال نقل ومعالجة مياه مصرف بحر البقر عن طريق إنشاء محطة معالجة بطاقة 5 مليون م3/يوم يتم استخدام المياه المنتجة منها لاستصلاح 400 ألف فدان بشبه جزيرة سيناء.

كما تم تنفيذ مشروع تطوير منظومة مياه الشرب بمدينة العريش، الذي يهدف إلى تطوير وتحسين البنية الأساسية لمنظومة مياه الشرب لتواكب التزايد السكاني وبصفة أساسية الحد من الفاقد المائي وتأمين كميات إضافية من مياه الشرب بشكل مستدام لسد العجز الحالي بمدينة العريش لخمس مناطق وهي (الريسة – كرم أبو نجيلة – المساعيد – الصفا – الخزان العالي) مما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محافظة شمال سيناء.

وكذلك مشروع إنشاء خمس محطات تحلية مياه البحر بمحافظة جنوب سيناء، الذي يهدف إلى إنشاء محطات تحلية للمياه وخطوط رئيسية لنقل المياه للتجمعات السكنية، ومواجهة التوسعات العمرانية واحتياجات الوديان في 5 مدن بمحافظة جنوب سيناء (راس سدر – ابو زنيمه – دهب – نويبع – الطور "تمويل محلي") مما يؤدى إلى تحسين مستوى المعيشة للسكان، وتوفير كميات مياه محلاه كافية ودائمة من مياه البحر لتوصليها للمستهلكين تبلغ 80 ألف م3/يوم.

ووفقًا لخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026، فإن جُملة الاستثمارات الحكومية بخطة 25/2026 لتنمية مُحافظة شمال سيناء حوالي 6.6 مليار جنيه،ويستحوذ قطاع الزراعة واستصلاح الأراضي على النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات الحكوميّة الـمُوجّهة لـمُحافظة شمال سيناء (نحو 21.7%)، يليه قطاع الخدمات الصحّية بنسبة 19.5%، وقطاع التشييد والبناء بنحو 17.4%، وتتوزع النسبة المتبقية بين قطاعات التعليم والكهرباء والصرف الصحي والمياه والنقل والتخزين والأنشطة العقارية.

بينما بلغت جُملة الاستثمارات الحكوميّة الـمُوجّهة بخطة عام 25/2026 لتنمية مُحافظة جنوب سيناء تبلغ نحو 3.6 مليار جنيه ويستحوذ قطاع النقل والتخزين على النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات بنحو 20.5%، يليه قطاع الخدمات الصحّية بنسبة 18.7%، ثم قطاعي الـمياه بنِسَبة 13.8%، والتعليم 12.4%، إلى جانب قطاعات الزراعة والتشييد والبناء، والكهرباء، والأنشطة العقاري، والصرف الصحي، والسياحة، وغيرها.

وأشار التقرير إلى أهم البرامج التنمويّة الـمُستهدف تنفيذها في مُحافظة شمال سيناء خلال عام الخطة، ففي مجال الزراعة واستصلاح الأراضي، تتضمن الخطة استكمال العديد من المشروعات منها إنشاء شبكة الصرف الـمُغطّى زمام 6300 فدّان، ورصف جسور الترع وخلافه، وتأهيل مُنشآت الري والبوّابات والبدّآلات على مجاري الري والصرف، أعمال الحماية من أخطار السيول، حفر آبار جوفية وسطحيّة لتدبير الاحتياجات الـمائيّة بمُحافظة شمال سيناء، و إنشاء محطّة بحوث بالوظة، وفي مجال مياه الشُرب، إحلال وتجديد محطّات شبكات مياه الشرب بمراكز الحسنة والعريش ونخل والشيخ زويد وبئر العبد ورفح، إنشاء الخطوط الناقلة من محطّة تحلية مياه البحر طاقة 100 ألف م3/يوم لتغذية مدن العريش والشيخ زويد ورفح الجديدة (2 رافع مياه - خطوط ناقلة)، إنشاء خطوط مياه قرى بئر العبد - (شبكات مياه - روافع).

وفي مجال الصرف الصحّي، يجري إحلال وتجديد محطّة رفع صرف صحّي الرئيسة بمدينة العريش، إحلال وتجديد محطّتي مُعالجة الصرف الصحّي (جرادة شرق العريش – زارع غرب العريش)، إنشاء صرف صحّي مُتكامل بمدن بئر العبد - الشيخ زويد - الحسنة - نخل (عدد 14 محطّات رفع - عدد 3 محطّات مُعالجة بطاقة 12 ألف م3/يوم، 10 آلاف م3/يوم، 2 ألف م3/يوم) - شبكات انحدار - خطوط طرد.

وفي مجال الصحّة والتعليم  تستهدف الخطة العديد من المشروعات منها إنشاء مبنى كلية الحاسبات والـمعلومات - قسم شرطة العريش أول - مُحافظة شمال سيناء، إنشاء وتجهيز مبني تعليمي وإداري بكليّة تكنولوجيا الـمعلومات بجامعة شرق بورسعيد التكنولوجيّة بمدينة شرق بورسعيد مُحافظة بورسعيد، إحلال وتجديد مدارس تعليم أساسي مُحافظة شمال سيناء، إعادة تأهيل مدارس التعليم العام والتعليم الفني بمُحافظة شمال سيناء، إنشاء وتجهيز فصول تربية خاصة وتعليم أساسي وثانوي عام ورسمي لغات ولغات مُتميّز بشمال سيناء، استكمال تطوير مُستشفى العريش العام بشمال سيناء، الخدمات التكميليّة للـمُستشفيات العلاجيّة (مرافق شبكات غازات - مُولّد كهرباء - مصاعد - أعمال استشاريّة - حماية مدنيّة - أعمال كهربيّة) بمُحافظة شمال سيناء، إنشاء مُستشفى رفح الجديدة ومُستشفى نخل بشمال سيناء، وتطوير مُستشفى الشيخ زويد وبغداد ورمانة بشمال سيناء.

 

 24 مليار جنية لمشروعات التعليم العالي

وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية شبه جزيرة سيناء ومدن القناة، بدعم غير مسبوق من الرئيس السيسي، حيث تم تنفيذ مشروعات قومية وتنموية كبرى، موضحًا أن الدولة نفذت العديد من المشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء ومدن القناة، بتكلفة إجمالية تبلغ 24 مليار جنيه، بالإضافة إلى أنه جار إنشاء بعض الكليات وتجهيز المعامل وورش العمل.

وأكد الدكتور أشرف حسين رئيس جامعة، الملك سلمان الدولية، أن الجامعة تعد من ثمار التنمية في إقليم سيناء، بتكلفة إجمالية بلغت 10 مليارات و500 مليون جنيه، لافتًا إلى أنها تعد من الجامعات الأهلية الدولية، وتضم الجامعة 3 أفرع بجنوب سيناء (الطور، رأس سدر، شرم الشيخ)، ويقام المقر الرئيسي للجامعة بالطور على مساحة 205 فدان، بتكلفة 5.25 مليار جنيه، ويقام فرع الجامعة برأس سدر على مساحة 75 فدانًا، بتكلفة 2.7 مليار جنيه، ويقام فرع الجامعة بمدينة شرم الشيخ على مساحة 25 فدانًا، بتكلفة 2.7 مليار جنيه، وتمتلك الجامعة العديد من المقومات المادية والبشرية.

وأضاف حسين، أن جامعة الملك سلمان الدولية تتميز بأنها أول جامعة ذكية في جنوب سيناء، وتقدم برامج أكاديمية ومهنية مُتميزة، لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق