«شرم الشيخ عاصمة القرار والدبلوماسية».. محطات تاريخية من القمم والمؤتمرات العالمية
الإثنين، 13 أكتوبر 2025 06:01 م
على مدار ثلاثة عقود، تحولت مدينة شرم الشيخ، من مجرد منتجع سياحي هادئ على ساحل البحر الأحمر، إلى منصة عالمية لصناعة القرار السياسي والدبلوماسي، فلم تعد تشتهر فقط بجمال طبيعتها، بل هي الوحيدة الملقبة بـ «مدينة السلام»، بعد أن احتضنت على أرضها قمم ومؤتمرات كبرى، ساهمت في صياغة مسارات سياسية واقتصادية وأمنية في المنطقة والعالم.
فمنذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ثم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعبت شرم الشيخ، دورًا محوريًا في الدبلوماسية المصرية، لتصبح عاصمة غير رسمية للمؤتمرات الدولية التي تجمع الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، في حوار يتجاوز الحدود والسياسة، مستفيدة من استقرارها الأمني وتجهيزاتها التنظيمية وقدرتها على استقبال فعاليات ضخمة في أجواء آمنة ومهيأة.
القمة الاقتصادية وصانعي السلام – مارس 1996
احتضنت شرم الشيخ، قمة صانعي السلام، بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وعدد من القادة العرب والإسرائيليين، وجاءت لتأكيد رفض الإرهاب ودعم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مما عزز مكانة مصر كوسيط رئيسي في عملية السلام.
مذكرة شرم الشيخ – سبتمبر 1999
شهدت شرم الشيخ، توقيع مذكرة «اتفاق واي ريفر 2» بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، لتوضيح وتنفيذ بنود الاتفاق الأصلي، وكان ذلك حدثًا مهمًا في مسار التسوية السلمية، حيث تم الاتفاق على استئناف مفاوضات السلام وخارطة طريق جديدة بين الجانبين.
القمة العربية الطارئة – مارس 2003
استضافت شرم الشيخ، قمة عربية طارئة لبحث الموقف العربي من الغزو الأمريكي للعراق وتداعياته على الأمن الإقليمي والقضية الفلسطينية، في لحظة حساسة من التاريخ العربي الحدي، وإصدار موقف عربي موحد رافض للغزو وداعم للحل السلمي.
قمة شرم الشيخ للسلام والأمن – فبراير 2005
عُقدت بمشاركة الرئيس مبارك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، وهدفت إلى إنهاء الانتفاضة الثانية وإعادة إحياء مفاوضات السلام، و ترتب عليها الإعلان عن التهدئة وبدء مرحلة جديدة من الحوار الفلسطيني–الإسرائيلي.
قمة حركة عدم الانحياز – يوليو 2009
استضافت شرم الشيخ، قمة حركة عدم الانحياز بمشاركة أكثر من 118 دولة لمناقشة قضايا التنمية والتعاون بين دول الجنوب، مما عزز من مكانة مصر في العالم النامي، وأكدت على دعم التنمية في الدول النامية وتعزيز التعاون الدولي.
مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري – مارس 2015
في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، استضافت مدينة شرم الشيخ، مؤتمر «مصر المستقبل» الذي حضرته وفود من دول عربية وأجنبية، وأسفر عنه توقيع اتفاقيات استثمارية كبرى، أبرزها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، مما أعاد وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي.
منتدى شباب العالم – منذ 2017
انطلق منتدى شباب العالم كمنصة سنوية تجمع آلاف الشباب من مختلف دول العالم، إلى جانب رؤساء دول وقادة حكومات، لمناقشة قضايا التنمية والسلام والابتكار، ليمنح المدينة بعدًا عالميًا شبابيًا جديدًا، ويرسيخ صورة مصر كمنصة عالمية للحوار الشبابي.
منتدى أفريقيا للاستثمار – 2017 و2018 و2019
استضافت شرم الشيخ، منتديات قارية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول أفريقيا وتشجيع ريادة الأعمال، وهو ما دعم مكانة مصر، كبوابة للتكامل الإقليمي والاستثمار في القارة، وإطلاق مبادرات تنموية وشراكات استثمارية إفريقية.
مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ – نوفمبر 2022
شهدت شرم الشيخ، استضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 (COP27)، والذي انتهى بالاتفاق على إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار» لدعم الدول النامية المتضررة من التغير المناخي، في إنجاز وصف بأنه انتصار للعدالة المناخية.
القمة الدولية للسلام في غزة – أكتوبر 2023
عُقدت لمناقشة سبل التهدئة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بمشاركة قادة عرب ودوليين، مما أكد مجددًا الدور المصري كوسيط في النزاعات الإقليمية. وأسفرت المباحثات عن التوصل إلى تفاهمات إنسانية وأرضية للمفاوضات السياسية.
قمة شرم الشيخ للسلام – أكتوبر 2025
شهدت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وعدد من القادة العرب والأجانب، لبحث تثبيت اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وحظيت بدعم دولي لخطة إعادة الإعمار وتهيئة مناخ سياسي مستقر، لتؤكد شرم الشيخ، استمرارها في لعب دور محوري في قضايا الأمن الإقليمي والدولي.
ومنذ تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، استطاعت شرم الشيخ، أن تحافظ على مكانتها الدبلوماسية بفضل موقعها الاستراتيجي واستقرارها الأمني وبنيتها التحتية المجهزة لاستضافة قمم عالمية، وتحولت المدينة إلى رمز لقوة مصر الناعمة، ومكان يجسد قدرتها على بناء الجسور بين الدول المختلفة، وجعل الحوار بديلاً عن الصراع، سواء تعلق الأمر بتسوية النزاعات، أو تعزيز التنمية، أو حماية المناخ، تبقى شرم الشيخ دائمًا في قلب المشهد الدولي، منصة تجمع بين المصالح السياسية والطموحات الاقتصادية والجهود البيئية من أجل مستقبل أكثر استقرارًا للعالم.