طلال رسلان يكتب: قمة شرم الشيخ.. لم تُنهِ فقط حربًا في غزة بل كشفت حربًا ضد مصر نفسها بأجندات من الأكاذيب والتحريض

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 10:38 ص
طلال رسلان يكتب: قمة شرم الشيخ.. لم تُنهِ فقط حربًا في غزة بل كشفت حربًا ضد مصر نفسها بأجندات من الأكاذيب والتحريض

لم تكن قمة شرم الشيخ للسلام مجرد محطة دبلوماسية كبرى لإنهاء الحرب في غزة، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لوزن مصر الإقليمي، وكاشفًا فاضحًا لكل من يحمل عداءً خفيًا أو معلنًا للدولة المصرية، سواء في الداخل أو الخارج.
 
القمة وضعت الجميع أمام حقيقة واحدة: أن مصر استعادت موقعها كصانعة للتاريخ وصاحبة القرار في الشرق الأوسط، وأن أي معادلة سياسية أو أمنية في المنطقة لا يمكن أن تُصاغ دون القاهرة.
 
منذ اللحظة الأولى لانعقاد القمة، كانت الرسالة واضحة: القاهرة هي العاصمة الوحيدة القادرة على جمع الخصوم قبل الحلفاء، وإقناع القوى الكبرى بالجلوس على مائدة واحدة بحثًا عن السلام، بعد عامين من الدم والدمار في غزة.
 
لقد جسّد الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه القمة مدرسة جديدة في الدبلوماسية المصرية، تجمع بين الصلابة في الموقف والمرونة في التفاوض، ما جعل مصر تتصدر المشهد من جديد كدولة تملك الحل لا تنتظر التوجيه.
 
كشفت قمة شرم الشيخ حدود الولاء والانتماء عند كثيرين؛ فمن لم يحتمل رؤية مصر وهي تقود المنطقة إلى السلام، انكشف خطابه الزائف، وبدت نبرته المسمومة سواء عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل.
 
الذين طالما شككوا في قدرة الدولة على إدارة الملفات الإقليمية وجدوا أنفسهم في مأزق، بعدما جاء الاعتراف الدولي  من واشنطن إلى أنقرة، ومن باريس إلى الدوحة بأن القاهرة هي اللاعب المركزي في معادلة الشرق الأوسط.
 
وبينما كانت شعوب العالم تُصفّق لدور مصر، كان بعض الكارهين في الداخل يختلقون الأزمات الصغيرة في محاولة يائسة لتقزيم إنجاز تاريخي بحجم إنهاء حرب استمرت لعامين.
 
لم تكتف مصر بوقف النار في غزة، بل قدمت خطة شاملة لإعادة الإعمار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية.
قمة شرم الشيخ لم تكن حدثًا بروتوكوليًا، بل تدشينًا لعصر جديد من الدبلوماسية المصرية يقوم على تحويل الصراعات إلى فرص، والانقسامات إلى جسور للتعاون.
 
إنها عودة قوية لنهج السياسة المصرية التاريخية: “لا حرب بدون مصر، ولا سلام بدون مصر”.
 
القمة أظهرت أن العداء لمصر ليس جغرافيًا بل نفسيًا؛ فالكارهون في الخارج يخشون عودة القاهرة إلى مركز القرار، والكارهون في الداخل لا يحتملون رؤية الدولة تنتصر بثبات وشرعية.
 
كلا الطرفين اتحدا في العداء، لأن نجاح مصر يُسقط نظرياتهم ويُفشل رهاناتهم.
 
لكن مشهد شرم الشيخ  حيث وقف قادة العالم إلى جوار الرئيس السيسي كان كافيًا لإثبات أن مصر لا تنتظر الاعتراف من أحد، لأنها ببساطة أصبحت عنوانًا للاعتدال والقيادة والحكمة.
 
قمة شرم الشيخ للسلام لم تُنهِ فقط حربًا في غزة، بل كشفت حربًا أخرى ضد مصر نفسها  حربًا من الأكاذيب والتحريض واليأس.
 
لكنها في المقابل أعادت تثبيت صورة الدولة القوية القادرة على صناعة التاريخ، وأثبتت أن من يعادي مصر اليوم لا يفعل ذلك إلا لأنه يعجز عن مجاراتها في قدرتها على فرض السلام، وصياغة مستقبل المنطقة من قلبها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق